علية التونسية.. ألحان وأغانٍ كويتية

  • 5/13/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد عبدالمحسن الشمري –  كانت الكويت، وما تزال، محطة مهمة لإبراز عدد من النجوم العرب والخليجيين، انطلقت شهرتهم من هنا، وبرزوا عربيا، وحققوا شهرة كبيرة، سواء في مجال التمثيل أو الغناء، واسهم المناخ الذي تعيشه الفنون في الكويت، والدعم والتشجيع والحرية في حضور عدد من الفنانين إلى الكويت، فقدموا أعمالهم، سواء في الحفلات الغنائية أو التعاون مع نجوم الأغنية الكويتية ورواد التمثيل، وحققوا نجاحا كبيرا قبل أن ينطلقوا من بلدانهم في أعمال فنية، وما يزال بعض هؤلاء الفنانين يتعاونون مع نجوم الكويت، حيث وجدوا الحضن الداعم لنشاطهم والتعاون المثمر. في هذه الحلقات نتوقف عند أبرز من انطلقوا من الكويت فنياً. عندما تذكر المطربة الراحلة علية التونسية تقفز إلى الذهن أغنيتها الشهيرة «يا بنيات المدينة» التي كتبها ولحنها الفنان الراحل أحمد باقر، الذي كان عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية، وله العديد من الأعمال الفنية، لعل من أشهرها أوبريتات «مداعبات قبل الزواج، شهر العسل» وغيرهما، اما على صعيد تعاونه مع الفنانة الراحلة علية التونسية، فقد قدم لها العديد من الأعمال الناجحة، فإلى جانب «يا بنيات المدينة» غنت من كلماته وألحانه «شكوى العتاب». كانت بداية علية التونسية مع الأغنية الشعبية، وانطلقت شهرتها في الوطن العربي عندما أعادت غناء «جاري يا حمودة» حتى ربط كثيرون بينها وبين الأغنية التي لحنها علي الوارد. كانت الكويت وما تزال الحضن الدافئ الذي يشعر فيه الفنانون العرب بالأمان، فيقدمون إبداعاتهم، ويتنافسون لتقديم الأفضل والمتميز، وخلال فترة الستينات، وهي التي يعتبرها كثيرون الفترة الذهبية للإبداع الكويتي، وللتلاحم بين فناني الكويت وأشقائهم العرب، حيث زار الكويت عشرات الفنانين والمطربين والفرق المسرحية والفنية من مختلف أرجاء الوطن العربي الكبير، حتى انطبق شعار «الكويت بلاد العرب» قولا وفعلا. علاقة الفنانة علية التونسية بالكويت قديمة جدا وتعود إلى عام 1971 عندما زارت الكويت، يومها لم يكن كثيرون يعرفون اسم علية التونسية، لكن من المؤكد أن بعض الأغاني المغربية كانت معروفة لدى الجمهور. عندما زارت علية الكويت شعرت بالألفة والراحة، لذا كانت في فترة من الفترات تخطط للإقامة الدائمة في الكويت، خاصة بعد أن توطدت علاقاتها مع عدد من المؤلفين والملحنين، وفي بعض الفترات كانت تطول مدة إقامتها في الكويت شهورا عدة. وتعاونت مع العديد من الملحنين، لاسيما أنها نجحت في تجاوز اللهجة المحلية، ووجد فيها بعض الملحنين صوتا قادرا على إيصال ألحانهم بصورة صحيحة، ومن هؤلاء الملحن أحمد باقر الذي كتب أغنية «شكوى العتاب» ولحنها وغنتها الفنانة علية التونسية، وهو من الملحنين القلائل الذين يختارون ألحانهم وأعمالهم بدقة متناهية جدا، ولا يرضى أن يغني ألحانه إلا المطرب المتمكن. شاركت الفنانة الراحلة علية التونسية في العديد من الحفلات الغنائية في الكويت، ومن ذلك الحفل الغنائي الذي أحيته على مسرح سينما الأندلس يوم 3 أغسطس عام 1977، ضمن أنشطة الترويح السياحي الذي كان يقام سنويا في الكويت، حيث تشارك فرق فنية ومسرحية عربية وأجنبية، وكان يشرف عليه الراحل صالح شهاب، وأقيم الحفل بالتعاون مع جمعية الفنانين الكويتيين. وقدمت علية التونسية أغنية «يا دمعتي» التي كتب كلماتها الشاعر عبدالله العتيبي، ولحنها الفنان أحمد باقر وقدمتها علية التونسية بصوتها فأبدعت، وأصبحت الأغنية واحدة من أبرز ما قدمت هذه الفنانة في مسيرتها الفنية الحافلة بالعطاء. ولم يقتصر غناء الفنانة الراحلة علية التونسية على أغنيتين بكلمات والحان كويتية هما «يا دمعتي» و«شكوى العتاب»، بل تعاونت أيضا مع عدد من ملحنين كويتيين آخرين، ومن الأغاني الجميلة التي قدمتها أغنية «يا بنيات المدينة شوفوا حبيبي وينه» للملحن الراحل مرزوق المرزوق. وايضا اغنية «دنيا الهوى» والفنانة علية التونسية أحد الأصوات التونسية الجميلة واسمها الحقيقي «بية الرحال»، عرفت بأدائها المتميز في الأغاني الشعبية التونسية، حيث قدمت في بداياتها مجموعة من الأغاني التونسية الشعبية التي صنعت لها مكانة بين الفنانين، وكشفت عن موهبتها الفذة، وبدأت انتشارا واضحا، واشتهرت بشكل واضح في دول المشرق العربي ومصر بعد أن قدمت أغنية «جاري يا حمودة» حتى ربط كثيرون بين علية والأغنية، لكن المصادر تشير إلى أن صاحب الأغنية هو مطرب تونسي يدعى أحمد حمزة، وهي من كلمات وألحان الفنان التونسي علي الوارد، وقدمها عدد من مطربي تونس، لكن علية التونسية أعطتها إحساسا مختلفا.

مشاركة :