أمين سر الفاتيكان: أثق في إمكانية فتح مرحلة جديدة للتعاون مع الصين

  • 5/13/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مقابلة أجرتها معه صحيفة جلوبال تايمز الصينية سلط أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الضوء على مؤشرات تدل إلى تحسن العلاقات بين الصين والكرسي الرسولي ومنها الاحتفال بعيد الفصح في أجواء سلمية في مختلف أنحاء البلاد، ومشاركة وفد فاتيكاني في الاحتفالات الفصحية في العاصمة بكين.وفي رده على سؤال بشأن الحوار الجاري حاليا بين الطرفين وتطور العلاقات الثنائية بعد التوقيع على الاتفاق المؤقت بشأن تعيين الأساقفة في الصين في 22 من سبتمبر العام الماضي، قال الكاردينال بارولين إن الطرفين يدركان جيدًا أن هذه الخطوة تشكل نقطة وصولٍ لمسيرة طويلة، وإنها في الوقت نفسه نقطة انطلاق. وأعرب الكاردينال بارولين، بحسب إذاعة الفاتيكان، عن ثقته حيال إمكانية فتح مرحلة جديدة لمزيد من التعاون بين الجانبين من أجل خير الجماعة الكاثوليكية في الصين وبغية إرساء أسس التناغم في المجتمع الصيني ككل. وتحدث بارولين عن وجود عناصر تُظهر نمو الثقة المتبادلة بين الطرفين، معربًا عن أمله بالتوصل إلى نتائج إيجابية وملموسة في المستقبل القريب. وقال: علينا أن نسير معًا لأنه بهذه الطريقة فقط يمكننا أن نضمد الجراح ونحل مشاكل الماضي، ونُظهر بالتالي للعالم أن الانطلاق من مواقف متباعدة يمكن أن يقود للتوصل إلى تفاهمات مثمرة. بعدها توقف نيافته عند نقطة يحرص عليها البابا فرنسيس ألا وهي التأكيد على أن الحوار لا يتطلب من أي طرف أن يتخلى عن هويته ولفت إلى أن الصين والكرسي الرسولي لا يريدان عقد نقاشات حول قضايا باتت جزءا من التاريخ مضيفا أن الطرفين يسعيان إلى البحث عن حلول عملية بالنسبة لحياة أشخاص يريدون أن يمارسوا إيمانهم ويقدّموا إسهامًا إيجابيًا في حياة هذا البلد.وفي سياق تعليقه على معارضة بعض الأطراف الداخلية للاتفاق الأخير بين الصين والكرسي الرسولي قال أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان إن ما يحصل أمر طبيعي عندما يتم السعي إلى إيجاد حلول لقضايا معقدة وواسعة النطاق، فيمكن أن تطرح بعض الأطراف حلولًا ومقاربات مختلفة، وأضاف أنه لا ينبغي أن نتفاجأ من بعض المواقف التي تم التعبير عنها داخل الكنيسة الصينية أو في أوساط أخرى. وقال في هذا الصدد: لم تُحل كل المشاكل! وما تزال هناك قضايا عدة لا بد من التعامل معها بإرادة حسنة وحزم. وإننا واثقون بأن لا أحد يملك في جيبه العصا السحرية، لكننا نؤكد التزامنا في البحث عن حلول طويلة الأمد، تكون مقبولة لدى الجميع ويحترمها الكل. وأشار نيافته في هذا الصدد إلى أن الاهتمام الرئيس للبابا فرنسيس يتمثل في الناحية الرعوية لهذا الحوار، مضيفا أن هذا الأخير يقوم بمبادرة ثقة كبيرة وهو يكنّ كل الاحترام حيال الشعب الصيني وثقافته العريقة، على أمل أن يلقى تجاوبًا صادقًا وإيجابيًا من الطرف الآخر.في ختام حديثه إلى صحيفة جلوبال تايمز شدد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان على أهمية أن يكون الحوار قادرًا على بناء توافق واسع، وبشكل تدريجي، كي تأتي هذه العملية بالثمار المرجوة. وشجع الصين على عدم الخوف من عقد حوار مع العالم، طالبا من الأمم أن تأخذ في عين الاعتبار التطلعات العميقة للشعب الصيني. بهذه الطريقة، ومن خلال العمل معا، باستطاعتنا أن نتخطى انعدام الثقة ونبني عالمًا أكثر أمنا وازدهارًا. ومن خلال الوحدة نتمكن من التغلب على عولمة اللامبالاة، ونعمل على بناء السلام وتعزيز الأخوة، كما يقول البابا فرنسيس.

مشاركة :