تفرض التغيرات الديموغرافية والتوترات السياسية توجهات جديدة في عالم الأعمال قد تغير الكثير من أساسياته سواء لجهة تلاشي قطاعات بأكملها أو نشوء قطاعات جديدة تبعاً لسلوكيات المستهلكين.وفي تقرير صدر عن مجموعة «كريديه سويس» المصرفية، استعرضت المجموعة أهم التغيرات المجتمعية التي يمكن أن تنطوي على فرص استثمارات واعدة، إما بسبب زيادة الإنفاق على قطاعات بعينها مثل الأمن والدفاع، أو بسبب موجة المتغيرات في سلوك جيل الألفية الذي يرى التقرير أنهم يمارسون تأثيراً متزايداً على خطط عمل الشركات وقيمها الأساسية. وهذا قد يفضي إلى ظهور فرص استثمار ضخمة في قطاع الطاقة النظيفة مثلاً.أما أهم القطاعات التي يجتاحها التغيير حسب التقرير فهي:الأمن والدفاعمن المتوقع أن تزداد الاستثمارات في مجالات الدفاع والسلامة والأمن السيبراني مع تزايد تهديدات الإرهاب والصراعات الدولية.وقال التقرير: «إن الخطر على السلامة العامة من الهجمات الإرهابية أو الوضع الجيوسياسي الهش أو تهديدات التكنولوجيا، هي من بين الاهتمامات الرئيسية للجمهور. كما أن البيئة الجيوسياسية، وخاصة الوضع في الشرق الأوسط وسوريا وبحر الصين، «لا تزال متوترة».ومن الأمثلة الأخرى التي تبرز الحاجة إلى الدفاع والأمن، إعلان روسيا أنها ستنشر نظامًا صاروخيًا فائق السرعة وعمليات اختراق البيانات التي كان آخرها اختراق قاعدة بيانات فنادق ماريوت ستاروود. وتعد حماية البيانات الشخصية «على رأس جدول الأعمال السياسي»، وبالتالي من المحتمل أن تكون الاستثمارات في الأمن السيبراني أولوية قصوى بالنسبة للحكومات والشركات، وفقًا للتقرير. الطاقة النظيفة يستمر الضغط الشعبي على السياسيين للاعتماد على الطاقة المتجددة بدلاً من الوقود الأحفوري، في التزايد بالتوازي مع اتساع دائرة أنشطة أنصار البيئة.لذلك، من المتوقع أن تصبح السياسات الحكومية «أكثر طموحًا» في تحديد أهداف الطاقة المتجددة على المدى القريب والمتوسط. وسيترك ذلك «تأثيراً عميقاً» على شركات المرافق. وقد بدأت شركات الكهرباء تغيير نماذج أعمالها، بحيث تصبح أكثر اعتماداً على الطاقة المتجددة.ويرى البنك أن الذين يملكون أصولاً استثمارية ضخمة في مجال توليد الطاقة المتجددة، مرشحون لكسب المزيد من العائدات على المدى البعيد. النقل والبنية التحتية. عكس التقرير تفاؤلاً واضحاً حول مستقبل قطاعات النقل والشركات الناشطة فيه، مبشراً بتحقيق معدلات نمو مرتفعة.فعلى سبيل المثال، استفادت شركة مطارات تايلاند المدرجة في البورصة من أعداد المسافرين الضخمة والتي قفزت ثلاثة أضعاف خلال السنوات العشر الماضية.كما أشاد تقرير البنك بعملاق البناء الفرنسي «فينشي»، مشيراً إلى أنها تحقق معدلات نمو أعلى من خلال عمليات الاستحواذ - فقد استحوذت على مطار جاتويك في ديسمبر 2018، وتعتزم شراء مطار باريس.وأكد التقرير أن البنية التحتية ستبقى موضوع التركيز بالنسبة للمستثمرين هذا العام، مشيراً إلى أن مجموعة العشرين تتوقع أن الفجوة بين مشاريع البنية التحتية العالمية القائمة، والمطلوبة عالمياً سوف تتسع إلى 14.8 تريليون دولار بحلول عام 2040. تقنية «فايف جي» قد تتحقق الفرصة الأفضل أمام الشركات هذا العام، عندما تستفيد أخيراً من مشاريع النشر الأولية لتقنية «فايف جي».فقد أطلقت كوريا الجنوبية التقنية تجارياً في نهاية 2018، في حين أن الولايات المتحدة اعتمدت معايير البيانات الخاصة بشبكة فائقة السرعة. ومن المتوقع أن تتم عمليات النشر الرئيسية التالية في اليابان والصين وأوروبا،ولكن ليس قبل عام 2020.
مشاركة :