لا أدري إن كانت مجرد صدفة، أم رسالة شخصية من (هكر)، غضب من نشر مقالي منذ أيام حول أهمية ردع محاولات النصب والاحتيال عبر (تهكير) الحسابات الهاتفية والمواقع الإلكترونية وغيرها، حيث فوجئت أمس بـ(تهكير) حساب الواتساب بهاتفي النقال..! وحتى يستفيد القارئ الكريم من التجربة أود سرد الحكاية. تبدأ الحكاية في الساعة الثانية ظهرا، حينما قمت بإرسال رسالة واتساب الى أحد الأصدقاء، وخلال الحديث فوجئت بأن صاحبي يطلب مني مبلغا من المال، وفي ذات الأثناء جاءتني رسالة هاتفية عبر (إس إم إس)، فقال لي من يخاطبني بالواتساب: لقد وصلتني رسالة (إس إم إس) منك، فقلت له: وأنا كذلك، فقال لي: أرجو أن ترسل لي صورة منها، وقد صدقت حديثه، وقمت بإرسال صورة من الرسالة له، ثم قال لي: أنصحك بأن تسارع بمسحها، فيمكن أن تكون محاولة لاختراق هاتفك، ثم عاود وطلب مبلغا من المال بقيمة 300 دينار بحجة أنه في المستشفى، وسيقوم بإرجاع المبلغ غدا. عندها أدركت أنني وقعت ضحية، وتم تهكير حسابي الواتساب، ولم أتمكن من إرسال أي رسالة بالواتساب، حيث تبين أن رسالة (إم إس إم) كانت عبارة عن رقم سري جديد لحسابي الواتساب، وقد ارسلته للـ(الهكر) المحتال ظنا مني أنه صاحبي، فقام بالاستيلاء عليه، وأظنه ذهب عني فرحا مسرورا..!! سارعت بالذهاب إلى محل للهواتف وأبلغت العامل الفني عن المشكلة، فقال لي إن الأمر منتشر هذه الأيام، وهناك الكثير من الناس قد تم تهكير حسابات الواتساب لهم، ونصحني بأن أذهب إلى شركة الاتصالات، لأنه حاول الدخول لفتح حسابي ولم يتمكن. ذهبت إلى شركة الاتصالات، ولكنني صدمت بقول الموظفة: إن الشركة لا تستطيع أن تحل المشكلة، فقلت لها: ولكنكم شركة عريقة وضخمة، ومن المفترض أنكم لديكم من الامكانيات ما يعالج مثل هذه المشكلة، فاعتذرت وقالت: لن أتمكن من مساعدتك..! عندها قمت بالاتصال بإدارة الجرائم الإلكترونية عبر هاتف (192)، وأبلغتهم بالمشكلة، وتم أخذ بياناتي الشخصية، ووعدوني بمتابعة المشكلة والتواصل معي، وفعلا بعد خمس دقائق تلقيت مكالمة من أحد الموظفين بإدارة الجرائم الالكترونية، وأبلغني أنه سيقوم بتجميد الحساب والتواصل مع شركة الواتساب، كي لا يتمكن (الهكر) المحتال من استخدام حسابي الواتساب. في الساعة الثالثة عصرا، بدأت أرسل إلى مجموعة من أصحابي والأهل برسالة هاتفية عبر خدمة (إس إم إس) أبلغهم بأن حسابي الواتساب قد تم اختراقه، وأرجو تجاهل أي رسالة تأتي من حسابي الواتساب. في الساعة السابعة مساء تلقيت اتصالا خارجيا، برسالة صوتية حول الرقم السري الجديد لحسابي الواتساب، فقمت بتسجيل الرقم والاتصال فورا بموظف إدارة الجرائم الالكترونية، وأعطيته الرقم، فقام مشكورا بمحاولة فتح الحساب، ولكن (الهكر) المحتال كان قد أغلق الحساب، فاتصل بي الموظف مرة أخرى وأبلغني بأن الحساب سيتم إعادته بعد أسبوع، وأن (الهكر) المحتال لن يتمكن من إرسال أي رسالة من حسابي لأحد، أو أن يطلب مساعدة مالية، كما هي العادة المتكررة من (الهكرز). ختاما، ونصيحة للجميع.. أرجو الحذر والاحتراس من محاولات الاختراق، وعدم تكرار ما وقعت به من إرسال صورة لمسج (إس إم إس) لأي شخص إلا بعد التوثق من شخصيته، كما أرجو من هيئة تنظيم الاتصالات أن تحث شركات الاتصالات بتطوير خدماتها في مجال الاختراق، لأنها تأخذ أموالا طائلة من المستخدمين ولا تنفعهم بأي مساعدة لحظة وقوع المشكلة، مع أهمية قيام أي شخص بالمسارعة للتواصل مع إدارة الجرائم الالكترونية بوزارة الداخلية عند اختراق الحسابات. والآن أتساءل: كيف سأقضي هذا الأسبوع من دون خدمة الواتساب..؟ تجربة جديدة سأكتب عنها الأسبوع المقبل.. فلربما كانت مفيدة، أو هكذا أحاول أن أوهم نفسي.. وحسبي الله عليكم يالـ(الهكرز)..!!
مشاركة :