بغداد - أفاد نائب رئيس الوزراء العراقي الأسبق بهاء الأعرجي في لقاء تلفزيوني مع قناة محلية الأحد أن فصائل من الحشد الشعبي ولاؤها لطهران أكثر من ولائها لبغداد. وحذر بهاء الاعرجي من تحول العراق إلى اكبر متضرر في حال نشوب صراع أو حرب بين إيران والولايات المتحدة قائلا "انه في حال نشوب صراع بين الولايات المتحدة وإيران، من الممكن أن تورط فصائل في الحشد الشعبي الدولة العراقية، وأن تعصي أوامر السلطة المسؤولة عنها من أجل الدفاع عن المصالح الإيرانية. وعبر الاعرجي عن مخاوفه من ان تتحول الاراضي العراقية الى ساحة حرب بين واشنطن وطهران في ظل التوتر المتصاعد بين البلدين. وأكد بهاء الاعرجي انه لا يتهم كل فصائل الحشد بالولاء لإيران لكن هنالك مجموعات مرتبطة بالمسؤولين في طهران. وكان المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني عبر للرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء 13 مارس /اذار عن انزعاجه من الدعم الإيراني لبعض الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي. وقال السيستاني إن السيادة العراقية يجب أن تُحترم وأن تبقى الأسلحة في يد الدولة في دعوة صريحة ومتناغمة مع مخاوف شق واسع من العراقيين من تنامي نفوذ هذه الفصائل الشيعية الموالية لإيران والتي تضاهي في قوتها قوة الجيش العراقي واستفادت من تسليح الدولة خلال مشاركتها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية. وترتبط إيران والعراق باتفاقيات تجارية واسعة كرّست النفوذ الإيراني في الساحة العراقية منذ الغزو الأميركي لبغداد في 2003 وإطاحة نظام الرئيس الأسبق الراحل صدام حسين. ويعتبر العراق أيضا البوابة الرئيسية للتمدد الإيراني في المنطقة وهو أيضا ساحة تنافس ونزاع مصالح بين طهران وواشنطن الخصمين وحليفتا بغداد. وكان السيستاني قد أصدر في العام 2014 فتوى الجهاد الكفائي ودعا العراقيين إلى التطوع لمحاربة التنظيم المتطرف. واستجاب الكثيرون لدعوته وانضموا إلى جماعات شبه عسكرية شيعية بالأساس. المرجع الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني السيستاني عبر عن انزعاجه من الدعم الإيراني لبعض فصائل الحشد الشعبي ومنذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق وأطاح بصدام حسين في عام 2003، هيمنت إيران على السياسة في العراق عبر حلفاء في الحكومة والبرلمان وبنت نفوذا كبيرا على قطاعات من أجهزة الأمن. وبات التخلص من التبعية لإيران أمرا صعبا حيث تغلغلت في مفاصل الدولة وهيمنت على معظم القطاعات الحيوية بما فيها القطاعات الأمنية والعسكرية. وتم دمج العشرات من الفصائل شبه العسكرية المدعومة بالأساس من طهران رسميا في صفوف قوات الأمن في العام الماضي، بعدما لعبت دورا رئيسيا في هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2017. ويقول منتقدون إنهم شرعوا أيضا في السيطرة على قطاعات بالاقتصاد. وتنفي الفصائل ذلك، لكن الوقائع تشير بالفعل إلى أن تلك الفصائل باتت تتمتع بنفوذ أكبر مما كان متوقعا وهي قادرة على خلخلة الأمن وإرباك الاقتصاد إذا دخلت في معركة لي أذرع مع الدولة العراقية. وتسعى إيران لتعزيز السيطرة على محور من الأراضي يمتد من طهران عبر العراق وسوريا إلى لبنان حيث تتمتع بنفوذ، من خلال حلفاء بينهم تلك الفصائل. وتقول أغلب الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من طهران، إنها لم تعد تحصل على تمويل أو عتاد من إيران وتعمل فقط على الدفاع عن العراق ومواقعه الشيعية المقدسة، لكن هذا النفي يتناقض مع تصريحات عدد من القياديين في تلك الميليشيات التي يشرف عليها الحرس الثوري وتحديدا فيلق القدس برئاسة الجنرال قاسم سليماني مهندس العمليات الخارجية للتمدد الإيراني. وتأتي تصريحات الاعرجي في ظل التوتر الشديد التي تعرفه المنطقة بعد حادثة الاعتداء على ناقلتي نفط سعوديتين قبالة السواحل الإماراتية. وكانت الولايات المتحدة أرسلت سفينة هجومية وبطاريات صواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط لتعزيز قدرات حاملة طائرات وقاذفات من طراز "بي-52" أُرسلت سابقا إلى منطقة الخليج وذلك ردا على تهديدات الحرس الثوري الايراني بغلق مضيق هرمز. وتأتي التهديدات الإيرانية المتصاعدة على خلفية قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتشديد العقوبات على إيران وإلغاء الإعفاءات الاستثنائية عن الدول الثماني المستوردة للنفط الإيراني.
مشاركة :