رغم أن فريقه لم يتوج بفارق نقطة واحدة بلقب البطولة في موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الذي انتهى أمس "الأحد" ، فإن المصري محمد صلاح نجم فريق "ليفربول" استحق عن جدارة لقب هداف هذا الدوري الذي يوصف بأنه "الأقوى في العالم" بقدر ما استحق أن يكون علامة مضيئة في "ثقافة الساحرة المستديرة" وأن تصدر عنه كتب جديدة في الغرب.وطريف أن يلاحظ مايكل بارت وكيفن اشبي وهما مؤلفا كتاب جديد صدر بالإنجليزية بعنوان :"محمد صلاح الملك المصري" أن فريق ليفربول بات يحظى بكل الاهتمام في أقصى القرى والنجوع على الخارطة المصرية "بفضل نجمه المصري محمد صلاح".وهو ما تجلى في مباراة الأمس التي اختتم فيها فريق ليفربول الشهير "بالريدز" مسيرته في الدوري الإنجليزي الممتاز بالفوز على ضيفه فريق "ولفر هامبتون" بهدفين نظيفين بينما فاز فريق مانشستر سيتي على فريق برايتون بأربعة أهداف مقابل هدف واحد ليحتفظ بلقبه كبطل للدوري الكروي الذي يوصف بأنه أكثر مسابقات الدوري الممتاز في العالم قوة وإثارة وينتزع هذا التتويج بفارق نقطة واحدة عن فريق ليفربول.ولاريب أن هذا "السوبر ستار" الذي يضعه مؤلفا الكتاب ضمن الطبقة العليا للسوبر ستارز في العالم" يحظى بكل الحب والتشجيع من الجماهير المصرية والعربية التي تمنت أن تنتهي ملحمة الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الموسم لصالح فريق الريدز.وعندما يحرص أبناء أقصى القرى والنجوع في الخارطة المصرية على مشاهدة مباريات فريق ليفربول الإنجليزي وتشجيع "الريدز" والفرح لفوزهم أو الأسى لخسارتهم في مباراة ما، يكون محمد صلاح نجم نجوم هذا الفريق قد كتب صفحة جديدة ومضيئة في "ثقافة كرة القدم المعولمة والتي تتجاوز حدود المستطيل الأخضر بل واللعبة كلها لأبعاد وجوانب ثقافية واجتماعية واقتصادية.ولن يكون من الغريب أن تتجه أنظار المصريين والعرب ككل في مطلع شهر يونيو المقبل للعاصمة الإسبانية مدريد التي تستضيف لقاء فريقي ليفربول وتوتنهام الإنجليزيين في نهائي دوري أبطال أوروبا.مع الجدل الكبير حول محمد صلاح في الملحمة الكروية الإنجليزية التي استمرت بكل الإثارة حتى اللحظة الأخيرة أمس "الأحد"، يدخل هذا "السوبر ستار المصري" في الكتب الجديدة التي تصدر في الغرب عن "السوبر ستارز" فيصدر كتابان جديدان بصورة تكاد تكون متزامنة.وفي كتاب :"محمد صلاح الملك المصري" يقدم المؤلفان مايكل بارت وكيفن آشبي تحليلا معمقا "لظاهرة مو أو اللاعب المصري الذي أصبح ملكا من ملوك الساحرة المستديرة" والحاضر في كل مكان.وبدا وكأن المؤلفين مايكل بارت وكيفن آشبي يردان ضمنا أو حتى دون عمد على حملات التشكيك التي تعرض لها" النجم المصري" في هذا الموسم وتغييبه عن قائمة الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم للاعبين المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الموسم الحالي للبريمير ليج والتي تمنحها رابطة اللاعبين المحترفين فيقولان إن محمد صلاح يكاد يكون الحاضر دوما في كل لعبة جميلة وكل هدف يحرزه فريق الريدز.وأضافا في كتابهما الذي صدر قبيل نهاية الموسم الحالي للبريميرليج :"وهو بتحركاته الواعية وغريزته الأصيلة في كشف نقاط الضعف بالفرق المنافسة يصنع أفضل الفرص للاعبي فريقه الذي يخوض الآن ملحمة حسم الدوري الإنجليزي الممتاز".وإن أصدر الأمريكي مايكل بارت أحد مؤلفي هذا الكتاب الجديد من قبل كتبا عن أساطير كروية معاصرة كميسي ورونالدو فالأمر لا يختلف مع مؤلفي كتاب جديد آخر صدر عن صلاح.. فقد اشترك المؤلفان لوكا كايولي وسيريل كولوت في كتاب صدر مؤخرا بعنوان :"صلاح".وهذا الكتاب الجديد الصادر بالإنجليزية بمثابة سيرة ذاتية لنجم نجوم ليفربول الذي وضع هذا الفريق على طريق المنافسة الجدية على لقب بطولة البريميرليج بعد غياب طويل لهذا اللقب عن ملعب الأنفيلد وسجل رقما قياسيا في عدد الأهداف في أول موسم له مع فريق الريدز غير أنه تعرض في هذا الموسم لضغوط متنوعة وحملات تشكيك متعددة وحتى أساءات عنصرية عبر مواقع للتواصل الاجتماعي!هذا هو المصري محمد صلاح الذي انضم لفريق ليفربول عام 2017 ليصبح في أول موسم له بهذا الفريق هداف الدوري الإنجليزي الممتاز ضمن عدة أرقام قياسية وجوائز متعددة بل إنه تجاوز في عدد أهدافه خلال الموسم الماضي بالبريميرليج ما سجله السوبر ستار الأرجنتيني ليونيل ميسي في الموسم ذاته "بالليجا" او الدوري الإسباني.وبالتأكيد يتفق مؤلفا الكتاب مع الرأي القائل بأنه ليس من العدالة الكروية اطلاق حكم قاطع على لاعب كبير لمجرد انه لم يحرز أهدافا بقدميه في بضعة مباريات والتغافل عن الدور الذي لعبه في صنع أهداف سجلها زملائه أو بناء على افتراض ضرورة أن يسجل الرقم القياسي من الأهداف الذي سجله في الموسم الماضي وهو بدوره افتراض يفتقر للعدالة والنظرة الموضوعية الشاملة.وفي هذا الكتاب الجديد عن السوبر ستار المصري محمد صلاح والحافل بالمقابلات الحصرية والتحليلات و"تفاصيل ماوراء الكواليس" يبحر المؤلفان الإيطالي لوكا كايولي والفرنسي سيريل كولوت مع رحلة صعود صلاح الى المجد وهما اللذان كتبا وأصدرا كتبا من قبل عن أساطير كروية معاصرة مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو.وبكلمات تعبر عن مشاعره في نهاية أحد أكثر مواسم الدوري الإنجليزي الممتاز "البريمير ليج" إثارة وشراسة وندية والذي انتهى أمس "الأحد" بتتويج فريق مانشستر سيتي ببطولة هذا الدوري بفارق نقطة واحدة عن فريق ليفربول، قال النجم المصري لفريق ليفربول محمد صلاح :"أشعر بمزيج من الفخر وخيبة الأمل" وأتمنى التتويج بالبطولة في الموسم المقبل" فيما وجه التهنئة لمانشستر سيتي كبطل لهذا الموسم.وأضاف صلاح :"سنقاتل للفوز بلقب الدوري في الموسم المقبل" في رسالة موجهة بالدرجة الأولى لمدينة ليفربول التي تزهو بناديها العريق الذي تأسس في الخامس عشر من مارس عام 1892 فيما كانت تتطلع لتتويج فريقها الكروي ببطولة الدوري الإنجليزي الممتاز "البريمير ليج" في هذا الموسم.وأعرب صلاح عن شعوره بالفخر لحصد "جائزة الحذاء الذهبي" كأفضل هداف في الدوري الإنجليزي الممتاز للعام الثاني على التوالي فيما تقاسمها في نهاية الموسم الحالي مع زميله السنغالي في فريق ليفربول ساديو مانيه فضلا عن الجابوني أوباميانج نجم فريق الإرسنال.ومحمد صلاح هو ثاني لاعب في تاريخ نادي ليفربول يفوز بجائزة "الحذاء الذهبي" على مدى موسمين متتاليين "للبريمير ليج" كما تمكن بهذا الإنجاز من معادلة الإنجليزي هاري كين والهولندي روبن فان بيرسي اللذين توجا بهذه الجائزة في موسمين متواليين للدوري الإنجليزي الممتاز.ولعل هذه الجائزة التي يتقاسمها صلاح مع زميليه الإفريقيين على المستطيل الأخضر الإنجليزي تشكل الرد الواقعي على حروب نفسية وحملات تشكيك ممنهجة تعرض لها النجم المصري في هذا الموسم للبريميرليج جراء ما وصف بقلة أو ندرة الأهداف التي أحرزها هذا اللاعب الكبير في بعض المباريات لليفربول.وللحقيقة فإن هناك من النقاد والمعلقين في الصحافة الرياضية الإنجليزية والأوروبية ككل من رأى أن "السوبر ستار المصري" صنع الكثير من الأهداف التي أحرزها ساديو مانيه وغيره من لاعبي الريدز ولعل الأهم أن صلاح يستمر في المنافسة بقوة على لقب هداف الدوري الإنجليزي الممتاز حتى اللحظات الأخيرة من هذا الموسم وهو ماتحقق بالفعل!فالنظرة العادلة-حسب هؤلاء النقاد والمعلقين الكرويين-ينبغي أن تكون شاملة لمحمد صلاح الذي يشكل في كل الأحوال مصدر قلق وتهديد لأي فريق منافس ويمرر ويصنع الأهداف لفريقه مع التزام بواجباته الدفاعية حسب معايير الكرة المعاصرة التي تفرض على كل لاعب واجبات دفاعية وهجومية.ورغم شراسة المنافسة في الدوري الإنجليزي تتجلى الأخلاق الرياضية والقيم المصرية في أقوال وأفعال النجم العالمي محمد صلاح الذي ولد يوم الخامس عشر من يونيو عام 1992 ببلدة بسيون في محافظة الغربية، ويؤكد دوما أهمية "الحلم" كدافع للنجاح.ومن قبل توقف نقاد ومعلقون عند ما ذكره المدير التنفيذي لنادي ليفربول بيتر مور من أن النجم المصري محمد صلاح وسع من شعبية ليفربول في منطقة الشرق الأوسط حيث ارتفع عدد متابعي الفريق في هذه المنطقة "بصورة مذهلة".وقال بيتر مور إن "محمد صلاح قيمة جميلة في الدوري الإنجليزي ويعزز من قيمة ليفربول في المسابقة" مضيفا أن النجم المصري "يتميز بالحس الفكاهي والمسئولية الاجتماعية والحضور ما جعل الملايين يتابعونه على وسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب عدد من أهم وسائل الإعلام في العالم" ومن هنا يرى نقاد أن ما فعله صلاح يتعدى حدود كرة القدم فهو "بمهاراته وإبداعه قيمة إنسانية".وفي الاتجاه ذاته أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" جياني انفانتينو أن الشعبية الكبيرة التي يحظى بها محمد صلاح في قارة مثل القارة الآسيوية وهو ابن قارة إفريقيا "تؤكد أن كرة القدم لعبة تجمع العالم ولها تأثير كبير على الجميع" فيما أضحى نجوم كرة القدم والرياضة "قوى ناعمة وبالغة التأثير في سياقات العولمة".فنحن في عصر يقال فيه إن بعض هذه الفرق خاصة تلك التي تتنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لها مئات الملايين من المتابعين في قارة آسيا وحدها.. الأرقام مذهلة وتكاد لا تصدق على حد تعبير جون ديوردن في جريدة الأوبزرفر البريطانية.ونادي مثل مانشستر يونايتد يقول إن فريقه يحظى منذ عام 2012 على شبكة الإنترنت وحدها بمتابعة 659 مليون شخص من بينهم 325 مليون متابع في آسيا ونحو ثلثهم في الصين وحدها بينما يحظى فريق ليفربول منذ عام 2014 بمتابعة 580 مليون مشجع ليدخل في منافسة مثيرة لجذب المزيد من المتابعين على الشبكة العنكبوتية مع فرق مثل برشلونة وريال مدريد ومانشستر سيتي ويوفنتوس وبايرن ميونيخ وهي في الواقع منافسة على أكبر نصيب من كعكة أرباح الصناعة الهائلة لكرة القدم اليوم.والعولمة التي كانت ثمرة لثورة الاتصالات والمعلومات واقترنت بشبكة الإنترنت تجلت منذ سنوات في عالم الساحرة المستديرة فيما باتت دول حول العالم تشهد ظاهرة روابط مشجعي الفرق الكبرى في العالم مثل برشلونة وريال مدريد ومانشستر يونايتد غير أن ليفربول بفضل المصري محمد صلاح بات صاحب النصيب الأكبر من هذه الظاهرة في العالم العربي ومناطق واسعة بقارتي إفريقيا وآسيا.وهكذا لم يعد من المستغرب أن يتابع عشاق لكرة القدم في القرى والنجوع بالريف المصري نتائج الدوري الإنجليزي الممتاز وأن تجري مناقشات مستفيضة بينهم حول مجريات هذا الدوري الذي يتنافس فيه بقوة فريق نجمهم المحبوب محمد صلاح.وحتى نهاية الموسم الأخير للدوري الإنجليزي الممتاز أمس ووسط الملحمة التي دارت رحاها في هذا الموسم بين فريقي ليفربول ومانشستر سيتي يكاد النقاد في الصحافة الرياضية الإنجليزية يجمعون على أنه الموسم الأكثر تشويقا منذ سنوات طويلة والأكثر تعبيرا عن "الصراع كجوهر لعبة كرة القدم" مع هذا السباق المثير حقا على القمة بين "الريدز وأصحاب اللون السماوي".ولأنهما مدربان كبيران حقا فإن أيا من يورجن كلوب المدير الفني لليفربول وبيب جوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي لم يتنابذا أو يتشاتمان وإنما شعارهما معا كان :"فلنقدم أفضل ما لدينا" وسط الملحمة التي بلغت ذروتها بين فريقين كبيرين أحدهما أي ليفربول كان يتطلع للتتويج بلقب البطولة لأول مرة منذ 29 عاما والثاني أي "مانشستر سيتي" أو" الفريق السماوي" كان يتطلع لأن يكون أول فريق على مدى عقد كامل في "البريمير ليج" يحتفظ بلقب البطولة للموسم الثاني على التوالي.صحيح أن ليفربول فقد التتويج بلقب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز أمس بفارق نقطة واحدة لكن الصحيح أيضا أن هذا الموسم شهد فصلا جديدا ومضيئا في سجل المصري محمد صلاح الذي يحلق في سماء المجد ويعبر بالأقوال والأفعال عن أصالة الشخصية المصرية ومنظومة قيم البطولة وثقافة النصر ويتحول إلى علامة مضيئة في ثقافة الساحرة المستديرة.
مشاركة :