"يد الأسطول الخفية"، عنوان مقال دميتري بولتينكوف، في "إزفستيا"، حول تعزيز دور قوات المدفعية والصواريخ الساحلية الروسية في تغيير موازين القوى في المنطقة. وجاء في مقال المؤرخ العسكري بولتينكوف: أدى دخول سفن الناتو إلى البحر الأسود، بعد حرب أغسطس 2008، إلى تغيير الموقف من تسليح الجيش. في 2009-2011، تلقى أسطول البحر الأسود ثلاث مجموعات من منظومة "باستيون". في الوقت نفسه، وصلت الدفعة الأولى من مجمعات "بال" إلى قزوين. كما أتاحت القدرة الحركية العالية لهذه المنظومات، نقلها بسرعة إلى شبه جزيرة القرم في العام 2014. عندها أصبح "باستيون" أحد الرموز الإعلامية للقوة العسكرية الروسية. "باستيون" مع صواريخ "أونيكس"، عبارة عن منظومة متنقلة، يمكنها تغطية ما يصل إلى 500 كيلومتر من ساحل روسيا، وقد تم تصميمها لتدمير أهداف بحرية في ظروف المواجهة، علما بأن صواريخها قادرة على تصنيف الأهداف وتوزيعها فيما بينها. وفي الغرب، أصبح مصطلح "منطقة الوصول المقيدة" شائعا. وهو يعني أن قوات الناتو لا تستطيع اختراقها دون خطر تكبدها أضرارا غير مقبولة. "باستيون" و"بال" من بين الوسائل الرئيسية لتدمير الأهداف البحرية في مثل هذه المناطق. ففي كل مرة، تقترب فيها سفن البحرية الأمريكية ودول الناتو من شواطئ شبه جزيرة القرم أو منطقة كالينينغراد، تتابعها بطاريات الصواريخ، براداراتها وقذائفها. وكما أظهرت حكاية المدمرة "دونالد كوك"، فإن هذه الأسلحة الروسية تركت الانطباع المطلوب على جنرالات الناتو. يشار إلى قوات الصواريخ والمدفعية الساحلية الروسية، زودت، حتى مايو 2019، بحوالي 13 كتيبة من "باستيون" وسبع من "بال". وهكذا، فقد عادت قوات الصواريخ والمدفعية الساحلية إلى الحجم الذي كانت عليه في العهد السوفييتي، وبجودة أعلى... وهي الآن أكثر صنوف القوات المسلحة الروسية حداثة. فعلى خلفية قضاء أمريكا الفعلي على معاهدة الصواريخ المتوسطة وقريبة المدى، هناك فرصة لتزويد مجمعات"باستيون"الساحلية بصواريخ "كاليبر" المجنحة، وصواريخ "تسيركون" الجديدة فرط الصوتية. في هذه الحالة، ستكون لدى البحرية الروسية "يد" طويلة جدا تسمح بالسيطرة على مساحات واسعة من البحر. فمن ساحل شبه جزيرة القرم، ستكون حاملات الطائرات بالقرب من ساحل صقلية في مرمى النيران. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :