قال الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن دار الإفتاء المصرية حددت قيمة زكاة الفطر في رمضان الجاري 1440 هجرية، 2019 ميلادية، بمبلغ 13 جنيها كحد أدنى عن الفرد، مؤكدا أن قيام الفرد وفقا لقدرته الشخصية وذمته المالية، بزيادتها على ذلك، خير ومودة وجبر الخواطر وتأليف للقلوب.وأضاف المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم، الثلاثاء، أن زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، ويقول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ" سورة البقرة، وَعَن ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ".وأشار إلى أن الناس أنواع في تعاملاتهم، أفضلهم وأحسنهم الذي يعطي ولا ينتظر أجرا من أحد؛ بل تكون عينه دائما على ما عند الله الصمد، وذلك هو الذي معه من الله معين، ويعيش في شرف ويضعه الناس فوق الجبين، فهذا ما علمنا نبينا، مع كل الناس وخصوصا قرابتنا، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: "أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ (أي: أصفح) عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ (أي: يزدادون قسوة) عَلَيَّ؟ فَقَالَ صَلَّى الله عليه وسلم: "لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ (أي: كأنك تطعمهم التراب الساخن من شدة خجلهم أمام حُسْن خُلُقك)، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللهِ ظَهِيرٌ (أي: سند ونصير) عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ").ولفت مستشار المفتي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نداوي النفوس ونؤلف القلوب، فغالبا ما يميل الإنسان إلى حب نفسه ويحرص على ما في يده ولا يعطيه لغيره، فيزداد البعد بين الناس ويقل في ما بينهم الإحساس ويكونون أشباحا بلا أرواح، ويحتاجون إلى يد حانية هي لمغالق القلوب مفتاح، يد تزرع في القلب الوصال والمودة ، بما تقدمه لمن حولها من عطية وهدية، علمنا ذلك نبينا خير البرية، فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، تَهَادُوا، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تَسُلُّ السَّخِيمَةَ (أي : تُزيل الغل والحقد)، وَتُورِثُ الْمَوَدَّةَ".وأوضح أن زكاة الفطر غير زكاة المال، لافتا إلى أن زكاة الفطر فرض على كل مسلم، يخرجها عن نفسه وعمّن تلزمه نفقته، وأن الفقير الذي لا يملك قوت يومه لا يجب عليه إخراج زكاة الفطر، مشيرا إلى أنه لا يجب إخراج زكاة الفطر عن الجنين إذا لم يولد قبل مغرب ليلة العيد، كما أنها لا تجب عن الميت الذي مات قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان.وأكد عاشور أن زكاة الفطر تخرج للفقراء والمساكين، وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (سورة التوبة آية 60).
مشاركة :