المسجد الإبراهيمي بالخليل.. تضييقات إسرائيل تخنق المصلين

  • 5/14/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

المسجد يفتح أبوابه بشكل كامل أمام المسلمين 10 أيام فقط في العام؛ وهي أيام الجمعة من شهر رمضان، وليلة القدر، وعيدي الفطر والأضحى، وليلة الإسراء والمعراج، والمولد النبوي، ورأس السنة الهجرية، بحسب مدير المسجد حفظي أبو سنينة. وبحلول شهر رمضان الكريم، يعج المسجد أيام الجمعة بالمصلين الذين شدوا الرحال إليه من مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة. ووفق "أبو سنينة"، فإن إسرائيل فتحت المسجد الإبراهيمي بشكل كامل أمام المصلين، إلا أنها تبقي نحو 60 بالمئة من ساحاته مغلقة أمامهم. ويقول الفلسطيني أبو سنينة إن "المسجد إسلامي خالص، ولا حق لليهود فيه". وعن تقسيم المسجد، يوضح: "عقب مذبحة المسجد، تمت معاقبة الضحية، وقُسّم المسجد بواقع 63 بالمائة لليهود، و37 بالمائة للمسلمين". ومذبحة الحرم الإبراهيمي نفذها في 25 فبراير/ شباط 1994، المستوطن باروخ جولدشتاين، عندما أطلق النار على المصلين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم جمعة في رمضان، ما أسفر عن استشهاد 29 مصلياً وإصابة 15 آخرين. وندد أبو سنينة بـ"ممارسات الاحتلال من التضييق على المصلين وإخضاعهم للتفتيش على الحواجز العسكرية المنصوبة على بوابات المسجد، ومن اقتحامات متكررة للمستوطنين وتدنيسه". ويشير أن آلاف المصلين يصلون صلاة الجمعة في رمضان بالمسجد تأكيدا على تمسكهم بحقهم الديني والتاريخي في المسجد. وتسيطر إسرائيل على المسجد الواقع في البلدة القديمة من المدينة، وتقسمه إلى قسمين منذ العام 1994، الأول خاص بالمصلين المسلمين والآخر لليهود، إلا أنها تقوم بفتح المسجد بشقيه أيام الجمعة من شهر رمضان أمام المصلين المسلمين. ويعتبر المسجد الإبراهيمي "رابع أقدم مسجد على الأرض، بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، ويعد من أكناف بين المقدس، ويتسع لنحو 12 ألف مصل عندما يفتح بكافة أجزائه"، حسب مديره. وتحتل إسرائيل البلدة القديمة من الخليل التي يسكنها نحو 400 مستوطن يهودي يحرسهم ألف و500 جندي إسرائيلي. وفي حديث للأناضول، يقول نوح النتشة (63 عاما)، أحد المصلين أثناء جلوسه في رواق بالمسجد: "في كل جمعة، نشد الرحال للمسجد الإبراهيمي، تأكيدا على إسلاميته، وتمسكنا به". ويضيف: "المسجد مهدد بالاستيطان الإسرائيلي الذي يستولي على الجزء الأكبر منه"، مشددا أنه "لا أحقية لليهود في المسجد، هذا مسجد إسلامي خالص". "النتشة" خضع - كغيره من المصلين - لتفتيش دقيق عند حاجز عسكري إسرائيلي، ومع ذلك يصرّ على الصلاة في المسجد. وفي محيط المسجد، انتشر عشرات الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح، يراقبون كل فلسطيني، ويخضعون البعض للتفتيش، ويحتجزون بعض الشبان. ويراقب الجيش كل مصلٍ في المسجد عبر شبكة كاميرات مراقبة حديثة، في كل ركن وعند كل باب. الفلسطيني بدر سعيد (57عاما)، قال لمراسل الأناضول عقب اجتيازه حاجزا عسكريا عند مدخل المسجد: "هذا مسجد إسلامي، وسيدنا إبراهيم عليه السلام كان مسلما، ولا حق لأي كان غير المسلمين في المسجد". ويوضح: "بقوة السلاح يسيطرون على كل شيء بما في ذلك المسجد، حرية العبادة حق مكفول في القانون الدولي لكن إسرائيل تخترقه، تمنع من تشاء وتغلق المسجد متى تشاء". ويتابع: "نحن هنا اليوم لنؤكد تمسّكنا بالمسجد بكل مبانيه ومحاربه وأروقته"، مؤكدا أن "المسجد مقدس كما بقية المساجد، وأهميته بالنسبة للمسلمين لا تقل عن المسجد الأقصى". وينسب اسم المسجد إلى النبي إبراهيم الخليل عليه السلام، ويضم ضريحه بداخله، كما يضم أضرحة الأنبياء إسحاق ويعقوب ويوسف (عليهم السلام)، وعدد من زوجاتهم. ويعود بناء المسجد إلى زمن النبي إبراهيم عليه السلام، أي قبل نحو 4 آلاف عام، فيما قام الملك "هيرودس" عام 20 قبل الميلاد، بإقامة السور فوق بناء المسجد القديم، وهو المتواجد حاليًا، وحول المبنى إلى كنيسة مسيحية في الزمن الروماني والبيزنطي، وفي عام 15 للهجرة حوّل المسلمون البناء إلى مسجد. وطوال العهدين الأموي والعباسي، ظل مسجدًا إسلاميًا، حتى حوّلته "الحروب الصليبية" إلى كاتدرائية لمدة تسعين عامًا، ثم حرره القائد صلاح الدين الأيوبي عام 587 للهجرة. وعند اليهود، تعتبر الخليل مدينة مُقدّسة، باعتبارها "مدينة الآباء والأجداد"، ويقدس اليهود ما يسمونها المغارة (المسجد) ويعتبرونها "أقدم موقع يهودي في العالم". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :