أرسل ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان اليوم، تقريرا، إلى المجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عن انتهاكات حقوق الإنسان فى قطر بعنوان "قطر - إمارة اللا قانون"، لينضم إلى آليات المجلس لفحص سجل قطر في مجال حقوق الإنسان، والذى يتم غدا الأربعاء بمقر المجلس في جنيف.وييشهد المجلس غدا فحص ملف قطر للمرة الثالثة، منذ نشأة هذه الآلية عام 2008، ويتم الفحص من قبل الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال اجتماع يحضره ممثلو البلدان الثلاثة القائمون بدور المقررين "الترويكا" لاستعراض قطر، وهم: جمهورية الكونغو الديمقراطية والعراق والمملكة المتحدة.كما يحضر الاجتماع كل الدول الأعضاء في مجلس حقوق الانسان والمنظمات غير الحكومية، وسيرأس وفد قطر سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.ومن المنتظر أن يتبنى الفريق العامل المعني بالاستعراض الدوري الشامل التوصيات حول قطر في اليوم ذاته وقد ترغب الدولة قيد الاستعراض بالتعبير عن مواقفها بشأن التوصيات التي قدمت لها خلال استعراض ملفها.ويكشف تقرير ملتقى الحوار للتنمية النقاب عن الانتهاكات الجسيمة والمسكوت عنها ضد حقوق الانسان القطرى، وأخطرها ما ذكرته المقررة الخاصة المعنية باستقلال القضاء والمحامين بالأمم المتحدة والتى أكدت على وجود ضغوطا تمارسها السلطة التنفيذية على عمل السلطة القضائية في قطر وهو ما يظهر جليا فى القضايا التى يكون أحد أطرافها نافذون وهو ما أدى إلى تقديم 33 قاضيا استقالتهم بسبب ما وصفوه بالتدخل المستمر والمتواصل في عملهم.واشار التقرير إلى تجاهل النظام القطرى لتوصيات الأمم المتحدة الخاصة بوضع معايير أكثر شفافية ونزاهة في تعيين القضاء وانزعاجها من عدم مساواة القضاة غير القطريين بزملائهم من القضاة القطريين فيما يتعلق بالمزايا الاجتماعية والعلاوات المخصصة لهم. كما أشار التقرير إلى وجود ثلاثة قوانين قطرية سيئة السمعة و تنتهك نصوصها مبادئ حقوق الإنسان الأساسية وهى القوانين 17 لسنة 2002 بشأن حماية المجتمع وهو القانون الذي يسمح لوزير الداخلية باعتقال الأشخاص لمدة تصل إلى سنة مع تمديدها بموافقة رئيس الوزراء ولا يمكن الطعن فى قرار الاعتقال إلى أمام رئيس الوزراء والقانون رقم 3 لسنة 2004 الذى يخول لعضو النيابة اعتقال الأشخاص لمدة 6 أشهر قبل المحاكمة والقانون 5 لسنة 2003 والذى يجيز احتجاز الأشخاص المتهمين في جرائم تمس أمن الدولة لمدة شهر قبل تقديمه للنيابة العامة.وألمح التقرير إلى تجاهل قطر للتحذيرات الاممية الخاصة بضرورة إنهاء معاناة العمالة المهاجرة وخدم المنازل بقطر فى المحاكم لعدم شفافية الإجراءات من ناحية وللرسوم القضائية الباهظة التي تصل إلى 200$ وهو ما يمثل عبئا على كاهل الفئة المطحونة من العمال المهاجرين وخدم المنازل فى الحصول على المساعدة القضائية.وحول حالة الديمقراطية والحقوق السياسية فى الدوحة، كشف ملتقى الحوار عن تمديد ولاية مجلس الشورى لثلاث سنوات إضافية بقرار من الامير وبالتالي تأجيل انتخابات أعضاء مجلس الشورى للمرة الثانية، رغم أن موعد انتخابات مجلس الشورى كان مقررًا خلال عام 2006، لكن تم تأجيله عدة مرات، حيث أنه وفقا للدستور القطري يتكون مجلس الشورى من 45 عضوًا، يتمّ انتخاب ثلثيه بالاقتراع العام وثلث يعينه الأمير، إلا أنه منذ عام 2006، يقوم الأمير بتعيين جميع الأعضاء في مجلس الشورى وهو ما يعنى أن السلطة التنفيذية تتغول على السلطة التشريعية وهو ما أفضى إلى حياة سياسية خالية من ثمة رقابة برلمانية أيضا على أعمال السلطة التنفيذية.وأكد ملتقى الحوار أن العمالة الأجنبية المشاركة فى بناء مبانى واستادات كأس العالم 2022 تتعرض لانتهاكات جسيمة وسوء فى المعاملة وصلت إلى حد الموت وعدم دفع الرواتب والتعويضات، حتى إن هانز كريستيان غابريلسن رئيس اتحاد نقابات العمال النرويجي قال لصحيفة "الميرور" البريطانية: "إذا وقفنا دقيقة صمت على كل حالة موت لعامل في ملاعب مونديال 2022، فإنه يتوجب علينا أن نقف طوال 44 مباراة في البطولة ."ويشير تقرير صادر عن شركة المحاماة الدولية "دي إل إي بايبر" إلى أن عدد وفيات العمال بسبب سكتة قلبية في قطر، وهو مصطلح عام لا يحدد سبب الوفاة، "مرتفع بشكل ملحوظ".. وتجاهلت السلطات القطرية هذا التقرير ولم تسمح بالتشريح أو الفحص بعد الوفاة.
مشاركة :