شارك آلاف الفلسطينيين في مدينة غزة في مسيرة إحياء للذكرى الحادية والسبعين للنكبة التي خرجت من كافة محافظات ومخيمات قطاع غزة، مؤكدين حق العودة ورفض "صفقة القرن" الأمريكية ، ودعما لمواقف القيادة الفلسطينية المتمسكة بالحقوق والثوابت.وانطلقت المسيرة - التي كانت تحت عنوان "من رماد النكبة إلى تجسيد العودة..فلنسقط المؤامرات"- اليوم من أمام مقر وكالة الغوث الدولية "الأونروا" وسط مدينة غزة باتجاه مقر الأمم المتحدة غرب المدينة حيث المهرجان المركزي، بدعوة من اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة، ودائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية وبمشاركة فصائل العمل الوطني واللجان الشعبية في المخيمات والوجهاء وممثلي الاتحادات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني.ورفع المشاركون خلال المسيرة الأعلام الفلسطينية وخارطة فلسطين التاريخية ومفاتيح رمزية للعودة إلى البيوت في المدن والقرى التي هجروا منها، بينما حمل الأطفال لوحات كتب على كل لوحة منها اسم قرية من القرى الفلسطينية التي دمرتها" العصابات الصهيونية" في العام 1948.ورددوا التي تدعو المجتمع الدولي لتطبيق قراراته الخاصة بعودة اللاجئين وفق القرار194 ورفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني وتوفير الحماية الدولية له وتمكينه من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس ، كما ردد المشاركون بأعلى حناجرهم تمسكهم بالقدس عاصمة لدولتهم ورفضهم لصفقة القرن رغم حر الشمس في شهر رمضان المبارك .وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة الدكتور أحمد أبو هولي خلال كلمته أمام الاف الجماهير المحتشدة أمام مقر الأمم المتحدة أن "صفقة القرن" لن تمر مهما كانت الأثمان، ومهما عظمت التضحيات ،وأن قضيتي القدس واللاجئين ليستا للبيع أو المساومة.وقال أبو هولي إن الشعب الفلسطيني لن يبيع حقوقه ومبادئه بحفنة من الدولارات ولن يساوم على رواتب الشهداء والأسرى ، ولن يخضع للابتزاز المالي ،وسيواصل النضال على أرض فلسطين متمسكا بحقوقه الوطنية المشروعة بالتحرر والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وفي حقه الأبدي والتاريخي بالعودة إلى دياره الأولى التي هجر منها بالقوة و"الإرهاب الصهيوني".وأضاف : " نحيي اليوم الذكرى الحادية والسبعين للنكبة التي حلت بشعبنا الفلسطيني في الخامس عشر من مايو لعام 1948 ، عندما أقدمت "العصابات الصهيونية" على ارتكاب عشرات المجازر ودمرت مئات القرى والمدن الفلسطينية ، ونفذت أوسع عملية طرد جماعي بحق شعبنا الفلسطيني، تجاوز عددهم 950 ألف لاجئ ليصل عددهم اليوم الى ما يقارب 9ر5 مليون لاجئ فلسطيني باتوا اليوم في دائرة الاستهداف الإسرائيلي الأمريكي عبر محاولتهما لاختزال أعدادهم إلى 40 ألف لاجئ فلسطيني ومحاولاتهما إسقاط صفة اللجوء عن ابناء واحفاد اللاجئين وإنهاء دور المؤسسة الأممية "الأونروا" عبر تجفيف مواردها المالية لتصفية قضيتهم عبر صفقة القرن التي رفضتها منظمة التحرير الفلسطينية وكل الدول الصديقة وكل أحرار العالم ".وتابع :رسالتنا لمغتصبي ارضنا الذين يحتفلون اليوم على اوجاع وجراح شعبنا بيوم استقلال دولتهم التي أقيمت على أنقاض مدننا وقرانا واشلاء شهدائنا ، بأننا مصرون على التمسك بحقوقنا الوطنية الثابتة وفي مقدمتها حقنا العادل والمشروع في العودة إلى ديارنا التي هجرنا منها عام 48.وأكد أن الشعب الفلسطيني يمتلك من الخيارات الكثير من اجل إسقاط كافة المؤامرات والمشاريع التصفوية ومن اجل استرجاع حقوقه.ووجه أبو هولي التحية لمصر الشقيقة على مواقفها الداعمة لحقوق شعبنا المشروعة وحرصها الدؤوب على إنهاء الانقسام ووحدة الوطن .من جانبه ، أكد الدكتور عبد الله ابو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى ورئيس اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى الواحدة والسبعين للنكبة - على هامش المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي انطلقت من مقر الأونروا وتوجهت إلى مقر اليونسكو - انه ورغم قساوة المشهد الذي تعيشه الساحة الفلسطينية إلا ان حق العودة يبقى عنوانا يتوحد ويجتمع عليه الشعب الفلسطيني والذي نجح في اسقاط رهان الاحتلال بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، وما نشاهده اليوم ان هؤلاء الصغار يحملون الراية والقواشين ومفاتيح الديار متمسكين بحق العودة رغم كل محاولات كي الوعي ومؤامرات التوطين التي تدفع بها جهات عدة .واكد ابو سمهدانة أن حق العودة حق مقدس لن يسقط بالتقادم، وهو ما داوم الفلسطينيون على تأكيده في شتى أماكن تواجدهم والذين ما زال يراودهم الحلم بالعودة وهو حلم حتماً سيتحقق وستعود الأرض لإصحابها، وان هذا الحق لن يسقط بالتقادم وان كل المراهنات على طمس هذا الحق وتغييب الوعي بحقوق الفلسطينيين المصيرية والتي مارسها الاحتلال قد فشلت .وطالب ابو سمهدانة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194 والذي كفل حق العودة الفلسطينيين وتعويضهم على ما لحق بهم من اذى كما طالب الدول الكبرى بالاعتذار للشعب الفلسطيني من خلال الدفع باتجاه انهاء هذه الاحتلال وتطبيق قرار المجتمع الدولي بدل العمل على تمرير مخططات تستهدف الحق الفلسطيني في تقرير مصيره .في السياق ذاته ، سلم وفد فصائلي برئاسة الدكتور ابو هولي مدير مكتب المنسق الخاص للأمم المتحدة في قطاع غزة غيرنوت سارو مذكرة سياسة باسم اللجنة الوطنية العليا لأحياء ذكرى النكبة موجهة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة الذكرى 71 لنكبة الفلسطينية خلال لقاء الوفد الفصائلي بمدير مكتب الامم المتحدة .واستعرضت المذكرة تطورات القضية الفلسطينية بشكل عام واللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص في هيئات الأمم المتحدة والعدوان الاسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني الذي يشكل انتهاكا سافرا لمبادي وقوانين الأمم المتحدة وعدم انصياع حكومة الاحتلال الاسرائيلي لقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالحقوق الفلسطينية ورفض تطبيقها كما تطرقت المذكرة الى التحركات الاسرائيلية ضد الأونروا واستهدافها لانهاء دورها عبر تجفيف مواردها المالية والغاء او تغيير تفويضها الممنوح لها بالقرار الأممي 302 .
مشاركة :