كشف مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أحمد أوزموجو، في مؤتمر صحفي نادر بلاهاي أمس، عن اعتزام المفتشين الدوليين زيارة 20 موقعا في سورية خلال الأيام والأسابيع المقبلة، ووصف الجدول الزمني لتدمير الأسلحة الكيماوية بحلول منتصف عام 2014 بأنه "واقعي" إذا تلقت البعثة مساعدة دولية. ودعا أوزموجو لوقف موقت لإطلاق النار بسورية حتى يمكن التخلص من الأسلحة الكيماوية طبقا للجدول الزمني المحدد والضيق. وقال: "أعتقد أنه إذا تم التوصل لوقف موقت لإطلاق النار، فإنه يمكن تحقيق هذه الأهداف". وفي السياق، انتقد خبراء سياسيون إشادة وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بنظام الأسد واعترافه بتحقيق تقدم في موضوع تدمير الترسانة الكيماوية التي يمتلكها النظام السوري، وتعاون دمشق مع فريق التفتيش الأممي. ووصفوا تلك الإشادة بأنها "خطوة متعجلة" كان ينبغي أن تؤجل حتى يتم الانتهاء من تدمير الأسلحة السورية. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيويورك ماثيو ريتشارد لـ"الوطن": إن كيري أخطأ بتسرعه في الاعتراف بجدية النظام السوري في التخلص من أسلحته الفتاكة. وأضاف "يبدو أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ضغط على كيري لانتزاع ذلك الاعتراف الذي يحسن من صورة الأسد أمام المجتمع الدولي، ويظهره بمظهر المتعاون، ومن شأن ذلك أن يزيد قناعات نواب الكونجرس الذين عارضوا توجيه الضربة العسكرية لدمشق ويدفعهم للتمسك بها، حتى إذا عاد الرئيس باراك أوباما، وطلب التفويض بعد حدوث مماطلة من الأسد فإنهم سيكررون رفضهم، وهذا على الأرجح ما رما إليه لافروف". ومضى قائلاً: "على كيري أن يعلم أن العبرة تكون بالنهايات وليس بمجرد خطوة أولية يمكن التراجع عنها بين أية لحظة وأخرى. وأن النظام السوري الذي أدمن الكذب لا يمكن تصديقه والتعويل على تصريحاته". وفي ذات السياق، أكدت الخارجية الأميركية أن إشادة كيري لا تعني تغيير موقف الولايات المتحدة من نظام دمشق، مشيرة إلى أن الأسد لا يزال في نظرها فاقدا للشرعية، بعد إقدامه على استخدام الأسلحة الفتاكة بحق شعبه في 21 أغسطس الماضي. وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف أول من أمس: "موقفنا بشأن مستقبل الأسد لم يتغير، لقد فقد كل الشرعية لقيادة بلاده". وأضافت "نعمل بكل جدية باتجاه عقد مؤتمر جنيف 2، حيث يختار النظام والمعارضة وبالاتفاق المتبادل، قيادة انتقالية". من جهة أخرى، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن جهود لإعادة توحيد الفصائل السورية المعارضة، مشيرة إلى أن هذه الجهود تبذلها جهات إقليمية بإيعاز من واشنطن التي أبدت قلقها من الخلافات التي عصفت خلال الفترة الماضية بالمعارضة، خوفاً من استفادة النظام السوري من ذلك، مما يتيح له تحقيق تقدم على الأرض. وقال المصدر - الذي رفض الكشف عن اسمه - إن رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، بذل خلال الفترة الماضية جهوداً كبيرة لإقناع الفصائل التي أعلنت انشقاقها وعدم اعترافها بالائتلاف كقيادة موحدة لها بالتراجع عن موقفها، مؤكداً أن القيادة لن تتخذ قراراً بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 دون موافقة الفصائل المنضوية تحت لوائه
مشاركة :