هجوم ضد منشآت نفطية سعودية يتبناه الحوثيون وسط توترات إقليمية

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الرياض – الوكالات: تعرّضت محطتا ضخ لخط أنابيب رئيسي في السعودية لهجوم بطائرات من دون طيار أمس، ما أدى إلى إيقاف ضخ النفط فيه، في تصعيد للتوترات في المنطقة يأتي بعد يومين على تعرض أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط لعمليات «تخريبية» قبالة الإمارات. إلا أن البيت الأبيض قلل من حجم التوترات رغم إرساله قبل أيام قاذفات وسفينة قتالية لتعزيز حاملة طائرات في مياه الخليج التي تعتبر الأكثر حساسية في العالم وسط حرب كلامية مع إيران، خصم السعودية الرئيسي. وصرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في مدينة سوتشي الروسية «نحن لا نسعى مطلقا لحرب مع إيران». وبينما لم تتّضح بعد ملابسات واقعة السفن الأربع، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن أنّهم استهدفوا «منشآت حيوية سعودية» بسبع طائرات من دون طيار، في هجوم وقع في خضم حرب نفسية بين الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج من جهة، وإيران من جهة ثانية. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية «تعرّضت محطتا ضخ لخط الأنابيب شرق - غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، لهجوم من طائرات من دون طيار مفخخة». وأضاف «قامت أرامكو السعودية بإيقاف الضخ في خط الأنابيب حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي»، مشددا في الوقت ذاته على «استمرار الإنتاج والصادرات السعودية من النفط الخام والمنتجات من دون انقطاع». وتقع المحطتان في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كلم و380 كلم غرب العاصمة السعودية، وقد حصل الهجوم بين السادسة والسادسة والنصف صباحا بالتوقيت المحلي، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية. ويبلغ طول خط الأنابيب نحو 1200 كلم، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يوميا على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر. وقالت شركة «أرامكو» في بيان إن إحدى المحطتين المستهدفتين تعرضت لأضرار بسيطة، وإن حريقا اندلع فيها قبل السيطرة عليه. وحذّر الفالح من ان «هذا العمل الإرهابي والتخريبي، وتلك التي وقعت مؤخرًا في الخليج العربي ضد منشآت حيوية، لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي». وشدّد على «أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران». وكان المتمردون اليمنيون قد أعلنوا في وقت سابق عبر قناة المسيرة المتحدّثة باسمهم استهداف «منشآت حيوية سعودية» بسبع طائرات من دون طيار. ويتيح خط الأنابيب للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ على البحر الأحمر بعيدا عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران. وأدانت الامارات الهجوم، وقالت وزارة الخارجية في بيان ان «هذا العمل الإرهابي والتخريبي دليل جديد على التوجهات الحوثية العدائية والإرهابية والسعي إلى تقويض الأمن والاستقرار». بدورها استنكرت البحرين والكويت الهجوم، بينما أكد الأردن وقوفه مع السعودية «بالمطلق في مواجهة أي تهديد». وأدان أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات اعتداء الحوثيين، مؤكدا أن هذه الأعمال الإرهابية تنطوي على تهديد خطير لأمن المنطقة والأمن الدولي والاقتصاد العالمي الذي يتأثر باستقرار إمدادات الطاقة. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت الأحد أنّ أربع سفن شحن تجارية من عدة جنسيات تعرّضت لـ«عمليات تخريبية» في مياهها قبالة إيران، في شرق إمارة الفجيرة. وفجر الاثنين، أعلنت السلطات السعودية تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لـ«هجوم تخريبي» قبالة السواحل الإماراتية، هما ضمن السفن الأربع، مشيرة إلى إجراء تحقيق في الواقعة. في غضون ذلك نفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس تقريرا ذكر أنه يفكر في إرسال 120 ألف جندي لمواجهة إيران، إلا أنه لم يستبعد ارسال «عدد أكبر بكثير» من الجنود في المستقبل. وفي إشارة إلى تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بشأن خطط البيت الأبيض لإرسال جنود قال «أعتقد أن هذه أخبار كاذبة». وأضاف «ولكن هل يمكن أن أفعل ذلك؟ بالتأكيد. ولكننا لم نخطط لذلك.. آمل ألا نضطر إلى التخطيط لذلك. ولكن إذا فعلنا فسنرسل عددًا أكبر بكثير» من الجنود. بالمقابل قال مرشد إيران علي خامنئي أمس «نحن والأمريكيون لا نسعى للحرب». وأكد خامنئي خلال استقباله كبار المسؤولين الإيرانيين عصر أمس انه لن تقع أي حرب مع أمريكا، وأن المقاومة هي الخيار النهائي للشعب الإيراني، وفي هذا الصراع سترغم أمريكا على التراجع»، بحسب وكالة أنباء فارس.

مشاركة :