بريكست يتجه إلى المزيد من التأزيم مع تنامي ضغوط المحافظين

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعرضت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لضغوط من داخل حزبها الثلاثاء، للتخلي عن محاولة للتوصل إلى تسوية مع حزب العمال المعارض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتجاوز مأزق بريكست. وبعد نحو ثلاث سنوات من تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بأغلبية 52 بالمئة مقابل 48 بالمئة، لم يتوصل السياسيون إلى اتفاق بشأن متى أو كيف أو حتى ما إذا كان هذا الانفصال سيحدث. وكان من المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد يوم 29 مارس لكن ماي لم تتمكن من الحصول على موافقة البرلمان على اتفاق خروج تفاوضت عليه لذلك لجأت إلى حزب العمال بقيادة الاشتراكي جيريمي كوربين طلبا لتأييده. وكتب 13 من زملاء ماي في مجلس الوزراء بالإضافة إلى غراهام برادي رئيس لجنة 1922 للنواب المحافظين رسالة إلى ماي يطالبونها بعدم الموافقة على مطالب حزب العمال بشأن اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد الخروج منه. وقالوا في خطاب “من المحتمل أنك خسرت فئة الوسط المخلصة في حزب المحافظين، وتسببت في تقسيم الحزب دون مقابل على الأرجح لذلك، ندعوك لإعادة النظر”.وأضاف الخطاب الذي وقع عليه غافين وليامسون الذي عُزل من منصب وزير الدفاع في وقت سابق هذا الشهر ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون “لا يوجد قائد يمكنه أن يلزم من يخلفه لذلك فإن الاتفاق على الأرجح سيكون على أفضل تقدير مؤقتا وعلى أسوأ تقدير خياليا”. وكتبت المحررة السياسية لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، لورا كوينسبرغ على تويتر تقول إن مصدرا لم تحدده من مقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت ذكر أن ماي لن توافق على اتحاد جمركي دائم. ونقلت عن المصدر قوله “نحاول التوصل إلى تسوية بشأن الجمارك كموقف مؤقت أو خطوة على الطريق”. وقال كوربين زعيم حزب العمال الأسبوع الماضي إن ماي لم تقدم ما يذكر بشأن اتفاق الخروج ولم تغير خطوطها الحمراء. ومن المقرر أن يصل أولي روبنز كبير مفاوضي الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى بروكسل لبحث تعديلات على الإعلان السياسي الخاص بالعلاقات المستقبلية لبريطانيا مع الاتحاد الأوروبي. وقالت هيئة الإذاعة البريطانية إن روبنز سيتفقد مدى السرعة التي يمكن بها تنفيذ هذه التعديلات على الإعلان السياسي إذا ما اتفقت الحكومة وحزب العمال عليها. والاثنين، استأنفت الحكومة البريطانية مفاوضاتها مع حزب العمال المعارض حول إيجاد مخرج لأزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فيما يتوقع مراقبون قطع هذه المحادثات قريبا. وعاقب الناخبون البريطانيون الأحزاب التقليدية في انتخابات محلية، فقد معها المحافظون والعمال المئات من المقاعد، فيما يواصل الحزبان انقسامهما بشأن استراتيجية بريكست. وترجمت نتائج الانتخابات المحلية غضب البريطانيين وسخطهم على الحزبين الرئيسيين في البلاد، حزب المحافظين وحزب العمال، بعد الفوز الساحق الذي حققه الحزب الديمقراطي الليبرالي (وسط)، ما اعتبرته بعض الأوساط السياسية رسالة واضحة المعالم للأحزاب التقليدية مفادها: ها نحن نعاقبكم على بريكست. وتعرّض المحافظون الحاكمون في بريطانيا والعماليون المعارضون إلى خسائر بسبب الإحباط السائد في أوساط الناخبين من الجمود الذي يواجه ملف بريكست، فيما يزداد الغموض بشأن مآل اتفاق بريكست العالق في البرلمان. وخسر حزب رئيسة الوزراء عدة مجالس محلية والمئات من المقاعد، لكن حزب العمال لم يستفد كذلك من الخسارة، إذ منحت الأصوات بدلا من ذلك إلى الأحزاب الأصغر، حيث كان الحزب الديمقراطي الليبرالي الفائز الأكبر، حيث حصل على أكثر من 300 مقعد وفاز المستقلون أيضا بـ200 مقعد إضافي. ولا تبشر نتائج الحزبين الرئيسيين في بريطانيا بخير قبيل انتخابات البرلمان الأوروبي المقبلة التي يتوقع أن تجري في بريطانيا بتاريخ 23 مايو. وحقق الليبراليون الديمقراطيون (وسط) والخضر (يسار)، وكلاهما يناهض بريكست، مكاسب إلى جانب المرشحين المستقلين. وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن النتائج تبدو “كصفعة في وجه الحزبين الرئيسيين”. وقال الخبير في شؤون الانتخابات جون كورتيس لشبكة الـ”بي.بي.سي”، “يبدو أن الرسالة الأساسية من الناخبين إلى كل من حزبيْ المحافظين والعمال هي تبّا لكما”. وأضاف كورتيس أن الحزبيْن الرئيسيين “يتعرضان للخسائر في الدوائر التي كانا فيها الأقوى”، مع خسارة المحافظين مقاعد في جنوب بريطانيا والعمال في الشمال. ويعدّ المحافظون أقوى تقليديّا في المناطق التي جرت المنافسة فيها حيث يدافعون عن موقعهم. وعادة ما ينقلب الناخبون على الحكومة وهي في السلطة في مرحلة منتصف المدة من الدورة الانتخابية. لكن حتى حزب العمال اليساري مُني بخسائر. وعلى أي حزب يهدف إلى تولي الحكومة أن يتوقع تحقيق مكاسب كبيرة.

مشاركة :