"الزوجة 18" مسلسل مصري يجمع بين الكوميديا والدراما

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يستمر الفنان المصري حسن الرداد، للعام الثاني على التوالي، في تقديم أدوار الكوميديا من خلال مسلسل “الزوجة 18”، مستعينا بخلطة اجتماعية كوميدية ترتبط بظاهرة تعدّد الزوجات، والتي تلقى قبولا من المشاهدين الذين ينجذبون إليها بفعل النجاح الكبير الذي حققه مسلسل “عائلة الحاج متولي” للفنان الراحل نور الشريف منذ 19 عاما. خط درامي واحد قال حسن الرداد في حواره مع “العرب”، إنه اختار تقديم عمل درامي تطغى عليه الكوميديا في قالب يركز على قضايا واقعية في المجتمع المصري، وإن أبطال المسلسل هم بالأساس شخصيات حقيقية، ما يجعل العديد من المشاهدين يرون أنفسهم في الحبكة الدرامية المقدمة. وأضاف أنه ذهب لتقديم عمل درامي يقع في منطقة رمادية بين الكوميديا التي يرى أنه حقق فيها نجاحا في السينما والتلفزيون خلال العامين الماضيين، وبين الدراما الاجتماعية التي كانت شاهدة على بدايته، وما شجعه على ذلك هو أن غالبية الأعمال الكوميدية المقدمة في موسم رمضان تعتمد بشكل أكبر على المواقف الخفيفة، أو ما يمكن تسميته بالكوميديا البحتة. تدور أحداث المسلسل حول شخصية “حمزة”، التي يجسدها حسن الرداد، وهو رجل أعمال شاب يعمل في مجال تصميم الأزياء، ويسمح له مجال عمله بتكوين علاقات نسائية متعددة، ليقع في مشكلات نتيجة قيامه بالجمع بين أربع زوجات في وقت واحد من دون علمهنّ، لتتولّد لديه الرغبة في تغيير زيجاته بشكل مستمر طمعا في الزواج مجددا. ويشارك الرداد في بطولة “الزوجة 18”، كلا من سلوى خطاب، ناهد السباعي، شيماء سيف، هيدي كرم، محمود البزاوي، محمود الليثي، آية سماحة، كوكي، إيناس كامل، والمسلسل من تأليف الثلاثي محمد أبوالسعد وخالد أبوبكر ووليد أبوالمجد، وإخراج مصطفى وأكد حسن الرداد لـ”العرب”، أن العمل يكتظ بالعديد من التفاصيل والأحداث التي تكشف شخصية الرجل المزواج ودوافعه في إطار كوميدي، وانعكس ذلك على وجود عدد كبير من الشخصيات الدرامية التي جسدها ممثلون شاركوا في العمل بشكل أساسي، ووجود أكثر من ضيف شرف، وأن الحلقات الأخيرة بالمسلسل ستكون مليئة بالمفاجآت. وأوضح أن شخصية مصمم الأزياء تليق بالبطل الذي تدور جميع اهتماماته حول الموضة والنساء بحكم عمله، ما يسمح له بالتعرف على عدد كبير من الفتيات من بلدان مختلفة، وتتكون لديه رغبة في أن تستمر العلاقة لفترة محددة من خلال الزواج. وحاول هذا العام تقديم كوميديا مختلفة عن التي جاءت في “عزمي وأشجان” العام الماضي، وأول هذه الاختلافات ترتبط بوجود خط درامي واحد داخل جميع حلقات المسلسل بعكس “عزمي وأشجان”، لأنه ظهر فيه بشخصيات مختلفة، كذلك فإن “الزوجة 18”، يجمع ما بين العاطفة والمشاكل والضحك، في توليفة تشكل عامل جذب للجمهور في رمضان. وأشار إلى أن انفصاله الفني عن زوجته إيمي سمير غانم التي قدم معها سبعة أعمال متنوعة بين الدراما والسينما والإذاعة خلال الثلاثة أعوام الماضية -كان ضمنها “عزمي وأشجان”- جاء بعد أن استطاعا جذب الجمهور الذي يبحث عن الأعمال الفنية الخفيفة. وأكد الرداد أنه أراد وزوجته أن يقدم كلا منهما عملا فنيا بمفرده في موسم رمضان الدرامي الحالي (إيمي تقوم ببطولة مسلسل “سوبر ميرو”) بهدف إعطاء الجمهور فرصة للاشتياق إلى تكرار التعاون مرة أخرى، وأنهما رفضا العديد من الأعمال المعروضة بحثا عن الظهور بشكل مختلف. اتهامات واختلافات واجه حسن الرداد العديد من الاتهامات بتكرار شخصية الرجل المزواج التي تكاد تكون حاضرة في أكثر من عمل درامي في كل عام، وواجه العمل أيضا انتقادات باقتباس قصته من فيلم “الزوجة 13” أحد أشهر الأفلام المصرية في الستينات من القرن الماضي، والذي تدور قصته أيضا حول رجل أعمال يتزوج ابنة أحد الوزراء السابقين لتكتشف أنه تزوّج 12 مرة من قبل، وقام ببطولته رشدي أباظة وشادية. ورفض الرداد المقارنة بين عمله وأي عمل آخر، وقال “تم التركيز على قضية تعدد الزوجات من منظور كوميدي، وقصة المسلسل وفكرته مختلفة عن التناول الدرامي للأعمال الفنية السابقة، والتشابه يكون في تعدد الزيجات، لكن أحداث المسلسل تكشف عن دوافع ذلك وشكل علاقاته بالفتيات اللاتي يقابلهنّ من خلال العمل”. وأرجع الفنان المصري تكرار شخصيات الرجال من متعددي الزيجات إلى وجود هذه النماذج في المجتمع، وليس الهدف ضمان جذب الجمهور، والرفض المجتمعي لفكرة تعدد الزوجات يخلق حالة من الجدل، والشخصية تمر بالكثير من المواقف الطريفة التي تسمح بتكرار تقديمها بأشكال ووضعيات وتركيبات مختلفة في أعمال درامية عدة. ولدى الرداد قناعة بأن التطورات السريعة التي يمر بها المجتمع وزيادة معدلات الزواج والطلاق، تفرز الأفكار الدرامية المختلفة عن سابقتها، نظرا لاختلاف الزمن والظروف المحيطة بكل شخصية، فأسلوب التواصل بين حمزة وزوجاته يختلف بشكل كلي عن أسلوب “الحاج متولي”، مع زوجاته الأربعة، ودخول مواقع التواصل الاجتماعي أفرز اختلافات في علاقة الرجل بزوجته، وهو ما يركز عليه المسلسل أيضا. وواجه المسلسل خلال حلقاته الأولى انتقادات ذهب أغلبها باتجاه التأكيد على عدم واقعية الأحداث، فمثلا يقوم بطل العمل بعقد قرانه على فتاتين في توقيت واحد ومكان واحد في قاعتين متجاورتين، حيث كان يترك كل واحدة دقائق ليذهب إلى الأخرى، بالإضافة إلى أن الدراما الكوميدية الاجتماعية في حاجة إلى خط درامي منطقي وواضح من خلال الأحداث.ورد حسن الرداد على هذه الاتهامات بتأكيده أن الواقع مليء بالقصص والحكايات التي يتعجب البعض منها ويراها غير منطقية، بينما تحدثُ بالفعل، وهو قابل واطلع على شخصيات قامت بالزواج والطلاق في ساعات قليلة، والبعض يقرر الانفصال عن زوجته في ليلة الزفاف، ووجود هذه الحبكات يخدم الكوميديا التي يقوم على أساسها العمل. وارتكنت بعض الأعمال الكوميدية المقدمة في مصر مؤخرا على المواقف السهلة التي لا تحقق نجاحا يذكر، ويكون هدفها تجاريا وترفيهيا بعيدا عن وجود قضية أساسية يقوم عليها العمل، الأمر الذي انعكس سلبا على نسب مشاهدة الأعمال، حتى فقدت جمهورها لصالح الدراما الاجتماعية. وأشار الرداد لـ”العرب”، إلى أن الأعمال الكوميدية أصعب أنواع الدراما، والكثير من الفنانين لم ينجحوا في تقديم هذا اللون ما أدى إلى وجود عدد قليل لديهم المقدرة على الاستمرار في تقديمها، علاوة على طبيعة الأدوار المعروضة على فناني الكوميديا والتي تكون ضعيفة في أحيان كثيرة. ولعل ذلك يجعل الرداد يؤكد على رفض حصره في الأعمال الكوميديا، وأنه يسعى إلى التنويع في أدواره ما بين الدراما الاجتماعية ودراما الحركة والعنف، والحضور الكوميدي من خلال الدراما، ويثبت هذا التنوع موهبة الفنان ويبرهن على مدى قبوله عند الجمهور الذي يعرف مدى الاختلاف بين كل عمل فني يقدمه. ويجد حسن الرداد مساحة أكبر للتنقل بين الشخصيات التي يقدمها من خلال السينما، حيث قدم 13 عملا في أقل من عشر سنوات، تنوعت بين الأكشن والكوميديا والأدوار الرومانسية، ويجهز نفسه الآن لعملين جديدين، أحدهما في إطار رومانسي والثاني يعتمد على الحركة.

مشاركة :