أظهرت دراسة حديثة أن فصيلة من العناكب لديها القدرة على لف سلك من شبكتها وتشكيله مثل القوس من أجل دفع نفسها بأقصى سرعة باتجاه فريستها. ويضع هذا الأمر عنكبوت هيبيوتس كافاتوس إلى جانب البشر ككائنات تتمتع بالقدرة على زيادة طاقتها العضلية بواسطة أدوات خارجية، وهو ما يحققه البشر، مثلاً من خلال استخدام القوس والنشاب أو المنجنيق. وقالت الباحثة سارة هان من جامعة أكرون في أوهايو إنها افتتنت بالعنكبوت منذ أن كانت تتمشى في الغابات. وأضافت لوكالة فرانس برس "قامت بهذا العمل المثير للاهتمام أثناء اصطيادها فريسة. لم نكن نعلم الكثير عن هذا الموضوع". وراقبت هان وزملاؤها بعضاً من هذه العناكب في بيئات مخبرية تحاكي بيئاتها الطبيعية، وسجلوا لها مقاطع فيديو عالية السرعة، فيما كانت تصطاد الذباب. ولاحظ الباحثون الذين نشرت دراستهم في مجلة "ناشونال أكاديمي أوف ساينسز" العلمية أن العناكب كانت تطلق نفسها إلى الأمام بسرعة متزايدة تصل إلى 772,85 متر في الثانية المربعة. وأكدوا أن هذه الممارسة هي نتيجة استخدام الطاقة المخزنة في الحرير الذي تطلقه، وهي تلجأ إليها بدلا من الاعتماد على قوة قوائمها للقفز على الفريسة. وبهذه الطريقة أيضا، كانت تحافظ العناكب أيضا على وضعية ثابتة لأجسادها بعد إطلاق مخالبها الخلفية. وأضافت هان أنه قد يكون هناك المزيد من أنواع العناكب التي تستخدم الطاقة المخزنة في الحرير للانقضاض على الفرائس، لكن هذا الموضوع في حاجة إلى المزيد من الدراسات. لكن الفريق لم يتمكن من تحديد "الآلية" التي تستطيع من خلالها العناكب التمسك بشبكاتها. وقالت هان "من المهم أن نفهم كيف يمكن العنكبوت أن يمسك بمثل هذه الكمية الكبيرة من الطاقة مقارنة بحجمه".