أعلنت الشرطة في سريلانكا، مساء أمس الثلاثاء، إعادة فرض حظر التجوال ليلاً في جميع أنحاء البلاد كخطوة احترازية لليوم الثاني على التوالي لمنع الهجمات ضد المسلمين. ويدخل حظر التجوال حيز التنفيذ الساعة 9 مساء (1530 بتوقيت جرينتش) ويستمر حتى الساعة الرابعة صباحًا من اليوم التالي. وفرضت حالة حظر التجوال في مقاطعة نورث ويسترن، أول أمس الاثنين، خلال فترات اليوم، بعد مقتل رجل مسلم في مواجهة مع مثيري الشغب، وبدأ حظر التجوال مرة أخرى بداية من الساعة السادسة مساء قبل فرضه في باقي أنحاء البلاد. وكانت السلطات في سريلانكا أعلنت حظر التجوال في أقاليم البلاد التسعة، أول أمس الاثنين، للحيلولة دون تفاقم أعمال العنف بين الأغلبية من عرقية السينهال والأقلية المسلمة. وتشهد سريلانكا اضطرابات منذ وقوع تفجيرات انتحارية الشهر الماضي أودت بحياة 258 شخصاً بعدما استهدفت ثلاث كنائس وثلاثة فنادق وموقعين آخرين. وكانت أغلبية ضحايا التفجيرات من السينهال الكاثوليك، وأعلن متطرفون إسلاميون لاحقاً مسؤوليتهم عن هذه الهجمات. ورغم حظر التجوال، قُتِلَ المواطن المسلم «ام. اس. اف أمير» والذي يبلغ من العمر 45 عاماً، مساء أول أمس الاثنين، عندما تعرض للطعن بعنف بسيوف في ناتانديا، على بعد 63 كيلومتراً شمال العاصمة كولومبو. واقتحمت مجموعة من مثيري الشغب بقيادة أفراد من السينهال المنطقة في وقت سابق؛ حيث طالبوا بإغلاق مسجد محلي قبل أن يبدأوا في التشاجر مع المسلمين قبل الواقعة. وجرى تشديد الإجراءات الأمنية في المنطقة عقب الواقعة، ومن المقرر تشييع جنازة الرجل في وقت لاحق من اليوم. وقال المتحدث باسم الشرطة روان جوناسيكارا، إن الحظر مستمر في إقليم نورث ويسترن، شمال العاصمة كولومبو، لضمان استتباب الأمن. كما تم إلقاء القبض على تسعة من أفراد السينهال في منطقة مينوانجودا، على بعد 45 كيلومتراً شمال شرق العاصمة، لتورطهم في الهجمات على محال يمتلكها مسلمون. وألقت الشرطة القبض على اثنين من زعماء السينهال الراديكاليين للاشتباه في أنهما حرّضا على القيام بأعمال عنف ضد المسلمين. وقال رئيس الوزراء رانيل ويكريمسينجه، في بيان له، إن العنف الطائفي سيؤدي إلى إعادة توجيه موارد يجب استخدامها في التحقيق في هجمات الفصح.
مشاركة :