إيران: 40 عاما من الإرهاب ولازال مستمر

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أربعون عاماً مرت على الثورة التي حوّلت إيران إلى جمهورية إسلامية. أربعة عقود من الحروب والمواجهات والعقوبات والعزلة الدولية. ماهي منجزات ثورة الخميني بعد أربعة عقود؟ يعلق أحد المتابعين للشأن الإيراني ساخراً: ازداد عدد سكان إيران من 37 مليونا الى 80 مليون نسمة. وتضاعفت ثروة المرشد الإيراني علي خامنئي إلى نحو 200 مليار دولار أميركي! لم يتمكن رجال الدين في إيران من بناء دولة مؤسسات حديثة، بل كرسوا حكم الفرد الذي قالوا إنهم انقلبوا عليه. يتمتع منصب المرشد في إيران حسب دستور العام تسعة وثمانين بصلاحيات مطلقة، تتجاوز جميع مؤسسات الدولة الإيرانية. لا يشترط الدستور حصول المرشد على إجماع شعبي، بل يتم اختياره من لجنة قام باختيار أعضائها المرشد السابق. بالمقابل، يتمتع المرشد بصلاحية المصادقة على تعيين رئيس الجمهورية، المُنتخب من الشعب الإيراني مباشرة. لا يمكن الحديث عن الاقتصاد والثقافة والسياحة وجميع مجالات الحياة في إيران بعد الثورة بمعزل عن المواقف والخيارات السياسية التي اختطها رجال الدين لإيران. في الأول من نيسان/أبريل 1979، أي بعد أقل من شهرين على سقوط نظام الشاه، أعلن الخميني إيران جمهورية اسلامية. وقاد البلاد نحو مرحلة جديدة عنوانها التصادم مع الغرب. خسرت إيران أقرب حلفائها، وتهاوى اقتصادها، وانغمست في حرب استنزاف طويلة مع العراق، امتدت لثمان سنوات. خلال تلك السنوات وما تلاها برزت إيران كدولة راعية ومصدرة للإرهاب العالمي. وتكشف وثيقة رفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية السرية عنها الأسلوب الذي اعتمده نظام الولي الفقيه في ممارسة الإرهاب العالمي من أجل تحقيق أهداف سياسية. تشير الوثيقة إلى قيام النظام الإيراني ما بين عامي 1983 و1984 بشن أكثر من مئة عملية إرهابية، عبر مجموعات وتنظيمات دينية أشرف الحرس الثوري الإيراني على تدريبها وتجهيزها وتمويلها، كجماعة حزب الله وحزب الدعوة الإسلامية وتنظيم جند الله. أسفرت تلك الهجمات الإرهابية حسب وثيقة CIA عن سقوط 31 قتيلا، ونحو 172 جريحا، و8 مختطفين. نفذت إيران جميع تلك الهجمات الإرهابية خارج حدودها. خلال السنوات اللاحقة، لجأت إيران إلى توجيه عمليات إرهابية عن بعد، عن طريق أذرعها المسلحة في المنطقة، فنفذت عمليات إرهابية دموية ضد أهداف ومصالح غربية، كتفجير مقرات قوات حفظ السلام الأميركية والفرنسية في بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من 300 عسكري. قبل ذلك بنحو ستة أشهر فقط، تعرضت السفارة الأميركية في بيروت لهجوم بشاحنة مفخخة، راح ضحيته أكثر من 60 مدنيا. ما بين الأعوام 1985 و1988، دشنت إيران مرحلة جديدة من الإرهاب الدولي. ففي 14 يونيو/حزيران 1985، قام عملاء المرشد الإيراني في بيروت، باختطاف طائرة ركاب مدنية تابعة لشركة تي دبليو أي الأميركية. كانت الرحلة رقم 847 المتجهة من أثينا الى روما تقل نحو 153 مسافرا. احتجز الخاطفون ركاب الطائرة لأكثر من أسبوعين، وقاموا خلال عملية الاحتجاز بقتل مواطن أميركي ورمي جثته في مدرج المطار. توالى بعد ذلك مسلسل خطف الطائرات، كطائرة الخطوط الجوية العراقية التي اختطفها عملاء إيران عام 1986 لتسقط بعد اختطافها وتودي بحياة أكثر من 60 مسافرا. وفي 1988، قام عملاء إيران من حزب الدعوة الإسلامية باختطاف طائرة تابعة للخطوط الجوية الكويتية، وقتل مواطنان كويتيان من بين 90 راكبا كانوا على متنها. بالتوازي مع عمليات خطف الطائرات، قام عملاء إيران بخطف عشرات السواح والموظفين الغربيين واحتجازهم كرهائن لأشهر أو لسنوات. كما نفذوا اعتداءات بالقنابل والسيارات المفخخة في كل من بغداد وبيروت وباريس، راح ضحيتها العشرات من المدنيين. اعتماد النظام الايراني على شن هجمات إرهابية بالوكالة، طالما جنبه المحاسبة على أعماله الإجرامية. استعمل رجال الدين الإيرانيون الورقة الطائفية لتجنيد المقاتلين الشيعة في منطقة الشرق الأوسط لصالح إرادة المرشد الأعلى وطموحات إيران التوسعية. في ربيع 1994، كانت العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس على موعد مع هجومين إرهابيين استهدفا مقر السفارة الإسرائيلية ومبنى جمعية تعاضدية يهودية. أسفر الهجومان عن مقتل نحو 120 شخصا. البرتو نيسمان، مدع عام أرجنتيني، توصل إلى أدلة تؤكد ضلوع إيران في هجمات بوينس آيرس، وتورط جهات حكومية بالتغطية على تلك الحقيقة. في العام 2015 جرى اغتيال نيسمان داخل شقته، برصاصة في الرأس. في تموز/يوليو من العام 2012، لقي خمسة سياح إسرائيليين حتفهم في تفجير حافلة ركاب في مدينة بورغاس البلغارية. كانت بصمات إيران حاضرة في مسرح تلك الجريمة أيضا، وكشفت التحقيقات يومها عن ضلوع عناصر من ميليشيا حزب الله الإرهابية في تنفيذ ذلك الاعتداء. فنظام طهران الإسلامي لم يتردد في إدخال تنظيماته المسلحة وسياراته المفخخة إلى دول الجوار،

مشاركة :