استمتع الجمهور العربي والأجنبي بعرضي أوبرا "عنتر وعبلة"، التي تروي سيرة الحبّ الأشهر في التاريخ العربي عابقة بسحر الصحراء وتراث نجد، في رحاب الأوبرا السلطانية في مسقط. وشقّت الأوبرا، وهي من انتاج مؤسسة أوبرا لبنان طريقها إلى مسقط، بعد عرضين استثنائيين قدّمتهما العام الماضي، على خشبة مسرح مركز المؤتمرات في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في مدينة الرياض، في اطار سلسلة فعاليات ثقافية نظّمتها الهيئة العامة للترفيه في السعودية. وقام بأداء عرضي الأوبرا أكثر من مئة فنان بمرافقة أوركسترا سيمفونية بقيادة المايسترو المصري العالمي ناير ناغي، في مشهدية غنائية ساحرة نفذت تذاكرهما. وأوبرا عنتر وعبلة ألّف موسيقاها المايسترو مارون الراعي ونصّها الأديب أنطوان معلوف. لم ينحصر تقدير الجمهور الخليجي لفنّ الطرب والمغنى الطربيّ فقط، بل زاد بتمتّع أبناء شبه الجزيرة العربية بتقدير كلّ ما يتعلق بالثقافة والأدب، من الشعر والزجل والكتابة والغناء والتمثيل وقصص تاريخ حضارات العرب القدامى، من خلال الأعمال المقدّمة في الأوبرا، مهد الحضارات وثقافة غذاء الروح. والجدير ذكره، أن أوبرا لبنان كانت وقّعت اتفاقية تفاهم مع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث تهدف الى ابراز التراث السعودي بقالب ثقافي وفني عالمي، تصنعه قدرات شبابيّة سعوديّة تترجم ابداعها بلا حدود على منصّة الأوبرا العربية الفسيحة. وتطمح الجمعية مع أوبرا لبنان إلى تنظيم ورش عمل بإشراف متخصصين، خصوصاً للأطفال والجيل الناشئ من أجل اعلاء شأن هذا الفن الراقي في العالم العربي. ووصف مدير الأوبرا السلطانية أومبيرتو فاني كورس الأوبرا الذي أنشدها بأنّه أثبت كفاءة عالية في أداء الأوبرا.وأثنى على تجربة مؤسسة أوبرا لبنان في انتاجها لهذا العمل الكبير الواعد في انطلاق صناعة ثقافية عربية منافسة. وتولى اخراج الأوبرا الفنان وليد عوني وصممت ملابسها ريموند رعيدي. ولعب دور البطولة فيها كل من الفنانين وديع أبي رعد ولارا جوخدار، مع مكسيم الشامي وبيار سميا ومنى حلاب ورالف جدعون وشربل عقيقي. وأدارت انتاجها الاعلامية غريس الريس. وأوبرا لبنان، وفق ما ذكر رئيس مجلس ادارتها فريد الراعي، هي مؤسسة رائدة في إنتاج أعمال أوبرا باللغة العربية، وفق المقايس العالمية لهذا الفن الرفيع، مشيراً إلى أن مواضيع العروض هي لتضيء على غنى وقيم الحضارة العربية العظيمة التي تطلّ الى العالم لتعلن قوة عربيّة ناعمة.
مشاركة :