اليونسكو تحيي غدًا اليوم الدولي للضوء

  • 5/15/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" غدًا الخميس، اليوم الدولي للضوء 2019 تحت شعار "الضوء والتعليم"، وتتركز فعاليات هذا اليوم علي استخدام علوم الضوء كوسيلة لتحفيز الشباب والنساء، خاصة في البلدان النامية، لدراسة العلوم والهندسة. ويلعب الضوء دوراً مركزياً في حياة مواطني العالم في مجالات العلوم والثقافة والفن ، والتعليم ، والتنمية المستدامة ، وفي مجالات متنوعة مثل الطب والاتصالات والطاقة عن طريق إنشاء الأحداث الخاصة بهم.. وكان المجلس التنفيذي لليونسكو قد أعلن 16 مايو يوما دوليا للضوء، وذلك بناء على الاقتراح الذي تقدمت به كل من غانا والمكسيك ونيوزيلندا والاتحاد الروسي، ووافق عليه المؤتمر العام لليونسكو في نوفمبر 2017، وجري أول احتفال باليوم الدولي للضوء في عام 2018. وقد تم اختيار يوم 16 مايو، وهو ذكرى أول عملية ناجحة لليزر في عام 1960، من قبل الفيزيائي والمهندس ثيودور ميمان.. ويعد الليزر أسلوبا مثالياً على الطريقة التي يمكن بها للاكتشاف العلمي أن يحقق فوائد ثورية للمجتمع في مجالات الاتصالات والرعاية الصحية والعديد من المجالات الأخرى.ويقصد بالضوء ، الجزء المرئي من الطيف الكهرومغناطيسي، ومن الممكن أيضاً أن يقصد به أشكال أخرى من الإشعاع الكهرومغناطيسي، ومن المعروف أن الطيف الكهرومغناطيسي ينبع من الشمس وتختلف تردداته من الأشعة تحت الحمراء والأشعة المرئية (الضوء) وهو الجزء من الأشعة الكهرومغناطيسية التي يتفاعل معها جهازنا البصري ويميزها، والقسم الثالث وهو الأشعة فوق البنفسجية.وتمثل الأبعاد الثلاثة الأساسية للضوء (وكل أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي) هي الشدة (أو المطال) واللون (أو التواتر) والاستقطاب (أو زاوية الاهتزاز) نتيجة لطبيعته (موجة-جسيم)، يبدي الضوء سلوك الدقائق والأمواج في آن واحد، وتبلغ سرعة انتقال الضوء في الفراغ ما يساوي 300 ألف كيلومتر في الثانية. وارتبط تفسير طبيعة الضوء بنظريتين فيزيائيتين، الأولى (النظرية الجسيمية – الدقائقية – لنيوتن) وتتحدث عن الجسيمات particles))، ويتم التعبير عن جسيمات الضوء هنا بما يعرف بالـ "الفوتون" أو جسيم الضوء فائق السرعة فائق الصغر؛ والنظرية الثانية (النظرية الموجية للعالم الهولندي هيجنز) وتفسر الضوء باعتباره موجات (waves)، والحقيقة أن كلتا النظريتين تصلح لمجال معين من الدراسة وتحقق نتيجة صحيحة ضمن ذلك المجال ، وتفسير طبيعة الضوء في نظرية واحدة فقط يعتبر تفسيرا قاصراً ومغلوطاً والصحيح أن الضوء ذو سلوك مادي وموجي بأن واحدا.ومع التطور العلمي تعددت اكتشافات عناصر الطيف بعد ذلك لتتجاوز الألوان السبعة التي اكتشفها (نيوتن)، فبرزت في الساحة معطيات جديدة ليشمل الطيف نطاقاً واسعاً من الموجات غير المرئية التي تتفق مع موجات الضوء في كلّ خصالها وسلوكياتها، ولكنها تختلف فيما تحمله من طاقة، وتتمايز في أطوال موجاتها، وكـلّها أصبحت تنضوي تحت اسـم الطيف الكهرومغناطيسي.. وأصبح الـضـوء يـحتل منطقة ضيقة جداً من ذلك الطيف الكهرومغناطيسي الرحب، فهناك أشعة جاما والأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية، وهي التي تحتل مرتبة أعلى في الطاقة وأقصر في طول الموجة من موجات الضوء، وأمـا الأشعة تحت الحمراء والموجات الدقيقة (المايكرويف) وموجات الراديو فإنها تحتل موقعاً أدنى في الطاقة وأطول في طول الموجة من موجات الضوء.ويؤدي الضوء دوراً أساسياً في أنشطة البشر.. فهو يشكل عند أبسط مستوى، من خلال التمثيل الضوئي، مصدر الحياة نفسها وقد أحدثت التطبيقات العديدة للضوء ثورة في المجتمع من خلال الطب والاتصالات والترفيه والفنون والثقافة. وتعد الصناعات القائمة على الضوء محركات اقتصادية رئيسية وتفي التكنولوجيات التي تستند إلى الضوء باحتياجات البشر على نحو مباشر من خلال توفير فرص الانتفاع بالمعلومات، وتيسير صون التراث الثقافي، وتعزيز التنمية المستدامة، والارتقاء بصحة المجتمع ورفاهه.وتقدم التكنولوجيات القائمة على الضوء عددا متزايدا من الحلول مما يتيح التصدي للتحديات العالمية الراهنة في مجموعة من المجالات والتي ذكرناها سالفا.. وبما أن الخصائص الفيزيائية للضوء أصبحت أحد أهم الفروع العلمية المشتركة بين العلوم والهندسة في القرن 21، فلابد أن يقدر المجتمع أهمية الدراسات العلمية المتصلة بالخصائص الفيزيائية للضوء وتطبيقات التكنولوجيات القائمة على الضوء في تحقيق التنمية المستدامة على الصعيد العالمي.. ومن الأهمية بمكان أن تظل المهن العلمية والهندسية تستميل ألمع العقول الشابة ومن المهم أيضًا بناء القدرات التعليمية في شتى أنحاء العالم من خلال أنشطة علمية وهندسية موجهة إلى الشابات والشبان.ويستخدم العلماء الضوء لدراسة مجموعة واسعة من المواضيع، كإيجاد علاجات جديدة لأمراض باستعمال التكنولوجيا المبتكرة والتكنولوجيا المتقدمة، بحيث تساعدنا هذه التكنولوجيا على العثور على إجابات لبعض أصعب المشاكل التي تواجهنا في الحياة اليومية، حيث أصبحت تكنولوجيات الضوء المنفذ الرئيسي الذي يساعدنا على اكتشاف العالم الذي يحيط بنا وتخطي المشاكل اليومية للأفراد، كما أصبحت تكنولوجيات الضوء ضرورة تفرضها التحديات التي تنتظرنا في المستقبل القريب كالتلوث البيئي مثلا وإيجاد مصادر أخرى للطاقة، وهذا باستعمال الضوء كطاقة نظيفة تساعد الأجيال القادمة على الاستمرار في الحياة. وهناك تطبيقات عديدة لاستخدام علوم وتكنولوجيات الضوء وتتمثل في :1- الضوء في الطاقة والنقل: فالطاقة الشمسية هي الضوء والحرارة المنبعثان من الشمس اللذان سخرهما الإنسان لمصلحته منذ العصور القديمة باستخدام مجموعة من وسائل التكنولوجيا التي تتطور باستمرار.. وتضم تقنيات تسخير الطاقة الشمسية استخدام الطاقة الحرارية للشمس سواء للتسخين المباشر أو ضمن عملية تحويل ميكانيكي لحركة أو لطاقة كهربائية، أو لتوليد الكهرباء عبر الظواهر الكهروضوئية باستخدام ألواح الخلايا الضوئية الجهدية بالإضافة إلى التصميمات المعمارية التي تعتمد على استغلال الطاقة الشمسية، وهي تقنيات تستطيع المساهمة بشكل بارز في حل بعض من أكثر مشاكل العالم إلحاحا اليوم.. إذ يمكننا استغلال هذه الطاقة واستعمالها في عدة مجالات لا تكفينا هذه الأسطر للتحدث عنها واستخدام الطاقة الشمسية قد زاد بشكل كبير خلال العقد الماضي لتمهيد الطريق لمستقبل أكثر نظافة وأكثر استدامة كما أصبحت استثمارا حاسما في مستقبل أرضنا، مع تغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية في العالم.* سيارات تعمل بالطاقة الشمسية: لقد كان اختراع سيارة تعمل بالطاقة الشمسية من أهم الأهداف في مجال الهندسة منذ ثمانينيات القرن الـ20، كما أن هناك بعض السيارات التي تستخدم ألواح الطاقة الشمسية للحصول على المزيد من الطاقة، لتستخدمها على سبيل المثال لتكييف الهواء والحفاظ على جو معتدل داخل السيارة، مما يقلل من استهلاك الوقود.* قارب يعمل بالطاقة الشمسية: تم إنشاء أول قارب يعمل بالطاقة الشمسية في إنجلترا في عام 1975.. وفي عام 1995، بدأت قوارب المسافرين التي تحتوي على اللوحات الفولتوضوئية في الظهور، والتي تستخدم الآن بشكل شائع . أما في عام 1996، كان القارب "كينيتشي هوري" هو أول قارب يعمل بالطاقة الشمسية يعبر المحيط الهادئ، بينما كان القارب "صن 21 كاتماران" هو أول قارب يعمل بالطاقة الشمسية يعبر المحيط الأطلنطي في شتاء 2006-2007. وبغض النظر عن التكنولوجيات التي وصل إليها الباحثون في استخدام الضوء كطاقة متعددة الاستعمالات يجعلنا نجزم بأن مستقبل الطاقة الشمسية في النقل والطاقة ليس ببعيد.2- الضوء في البيئة العمرانية: وحسب وكالة الطاقة الدولية فإن الإنارة العمومية تستهلك ما يقارب 20% من استهلاك الكهرباء في العالم، وعلى هذا يندرج دور الإنارة في توفير الأمن وتساعد الحصول على التعليم.. ولتحسين نوعية الحياة في المدن، فاقتضت الضرورة والحاجة استخدام تقنيات وتكنولوجيات جديدة تسمح لنا بزيادة الكفاءة والسيطرة على الطاقة لتلبي الاحتياجات اليومية للأفراد.. ويشكل مصممو الإضاءة مورداً هائلاً لحلول الإضاءة الابتكارية والعملية والميسرة اقتصاديا. وهم يفهمون دور الإضاءة في الهندسة المعمارية وتصميم الديكور الداخلي، ويعتمدون على خبرتهم ومعرفتهم الواسعتين في أجهزة وأنظمة الإضاءة لتحسين وتعزيز التصميم.ومن المتوقع أيضًا أن تصبح تكنولوجيا الزجاج الشمسي الملون معياراً معتمداً في قطاع البناء والتشييد على مدار السنوات المقبلة، خصوصاً عندما يؤخذ في الاعتبار النمو المتوقع في عمليات دمج التقنيات الشمسية في المباني الملونة. ومن المفترض أن تغدو هذه المباني بشكل اختياري أو بالقانون مستقلة من حيث إنتاج الطاقة. ومن أجل الحفاظ على كفاءة عالية وتوفير المظهر الجمالي للزجاج على واجهات وأسطح المباني وتجهيزات المرافق، يخضع الزجاج لمجموعة من المعالجات تشمل زجاج المصفح على المستوى النانومتري، إضافة إلى معالجة السطح بطريقة متكاملة.وتتمثل النتيجة في الحصول على زجاج كروماتيكس المرتفع الكفاءة في التعامل مع طاقة الشمس.. ومع إضافة ساتر يحجب ما في دواخل ألواح كروماتيكس، تصبح تلك الألواح أسطحاً لا تعكس أشعة الشمس.. ويتمتع الزجاج الشمسي الذي يولد الكهرباء بمظهر جمال مستدام. ولا تلحق المواد المستخدمة في تلك التكنولوجيا ضرراً بالبيئة، كما تتيح للمباني المساعدة على تحقيق الاستدامة عبر توفير واجهات وأسطح لإنتاج الطاقة الصديقة للبيئة.. وتنتج الشمس في دقيقة ما يكفي لإمداد سكان الأرض من الطاقة لمدة عام كامل. ويمكن للوح شمسي ملون بتكنولوجيا كروماتيكس، أن يولّد ما يزيد على 130 واطا من طاقة الكهرباء لكل متر مربع على أسطح المباني، أو قرابة 100 واط لكل متر مربع على الواجهات. ويمكن لقرابة ألفي لوح شمسي متجمعة في مبنى واحد، توليد 200 كيلوواط من الطاقة الكهربائية.3- العلاج بالضوء : إن العلاج بالضوء هو طريقة لعلاج بعض الأمراض عن طريق التعرض لضوء الشمس أو لأطوال موجية معينة من الضوء باستخدام الليزر أو الصمامات الثنائية الباعثة للضوء أو مصابيح الفلورسنت أو المصابيح مزدوجة اللون أو ضوء شديد السطوح وكامل الطيف. وعادة يتم التحكم في هذا الضوء باستخدام أجهزة معينة، ويعرض المريض لهذا الضوء لفترة محسوبة من الوقت، وفي بعض الحالات يكون التعرض في أوقات معينة فقط من اليوم.. ومن الاستخدامات الشائعة للعلاج بالضوء علاج بعض أمراض الجلد، وبعض اضطرابات النوم والاضطرابات النفسية.. فيستخدم العلاج بالضوء مثلاً في علاج حب الشباب والصفراء عند الأطفال حديثي الولادة.. كما يتم تعريض شبكية العين للضوء العلاجي لمعالجة اضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية، ويستخدم العلاج الضوئي أيضاً في علاج الاضطراب النفسي الموسمي، وهناك من ينادي باستخدامه أيضاً في اضطرابات نفسية أخرى غير موسمية. كما تمتد تطبيقات العلاج الضوئي إلى علاج الألم، وتعجيل التئام الجروح، ونمو الشعر، والوخز بالإبر الصينية، وتحسين خواص الدم ودورته. وتوظف في العديد من هذه الاستخدامات أشعة الليزر ذات القدرة المنخفضة والضوء الأحمر في نطاق 620-660 نانومتر.وقد شقت أشعة الليزر طريقها في شتى حقول الطب بثبات وثقة. فمنذ اكتشاف هذا النوع من الأشعة في أواخر الستينيات، اهتمت مراكز البحث الطبي بالاستفادة من هذه الأشعة الفريدة. ومن استمرار البحث الطبي والاهتمام بأشعة الليزر، تتضح كل يوم مجالات جديدة لاستخدام هذا الضوء في العلاج.. واكتشف أشعة "الليزر" عالم الفيزياء الأمريكي " ثيودور ميمان" في عام 1969.. وكان توليد الأشعة على يدي ميمان من الياقوت، ثم اتضح فيما بعد أنه يمكن توليد أشعة الليزر من المادة في حالاتها الثلاث: الصلابة والسيولة والغازية.. أي يمكن توليدها من مادة صلبة مثل الياقوت، أو سائلة مثل الأصباغ العضوية (أي المحتوية على عنصر الكربون) أو من غاز مثل غاز ثنائي أكسيد الكربون. وأشعة الليزر توصف بأنها متجانسة بغض النظر عن المادة المستخدمة في توليدها.. ومعنى تلك الصفة (التجانس) أن جميع الأشعة الصادرة عن مادة بعينها يكون لها طول موجة واحد ودرجة شدة واحدة.. إلا أن ذلك لا يعني ضمناً أن أشعة الليزر لها طول موجة ثابت كائنة ما كانت المادة المستخدمة في توليدها. إذ يختلف طول موجة الأشعة، وكذا لونها ودرجة شدتها من مادة إلى أخرى.. ولكن الأشعة الصادرة عن أي مادة واحدة تكون لها خصائص ثابتة.. عند توليد أشعة الليزر، يمكن إطلاقها من جهاز التوليد على هيئة شعاع دقيق (أي نحيل جداً).. وبعض الأجهزة الحديثة تتمكن من إطلاق الشعاع على هيئة ومضات خاطفة، تستغرق الومضة الواحدة منها جزءاً من مليون جزء من الثانية الواحدة، وبعض الأجهزة الأحدث يمكنها إطلاق ومضات من أشعة ليزر بمعدل ألف مليون ومضة في الثانية الواحدة.إن التحكم في شعاع الليزر على هذا النحو له فوائد كثيرة عند التطبيق الطبي.. أساس استخدام أشعة الليزر في حقل الطب هو أنها ضوء مكثف. ولأن الضوء صورة من صور الطاقة، فإن أشعة الليزر طاقة عالية. وعند تسليط الأشعة على الخلايا الحية، تنتج درجة حرارة عالية وموضعية.ـ أي في الموضع الذي تسلط عليه الأشعة فحسب وليس في الجسم كله.. تؤدي درجة الحرارة العالية إلى تبخير السوائل الموجودة في الخلايا وإلى تخثر البروتينات.. ومعظم مادة الخلايا الحية تتكون من البروتينات.. وهو ما يسمى طبياً "تفحم الخلايا". وعلى الرغم من أن الخلايا المتفحمة تعتبر خلايا مدمرة (أي ميتة) إلا أن التفحم ليس احتراقاً.. ويمتص الجسم بقايا الخلايا المتفحمة (البروتينات المتخثرة) ويبني مكانها خلايا جديدة في أسابيع قليلة.* في حقل العيون: وتستخدم أشعة الليزر في طب العيون على نطاق واسع بسبب الخصائص المميزة للأشعة الفريدة. إذ يمكن توجيه شعاع ليزر إلى موضع لا يتجاوز حجم طرف دبوس الإبرة، مما يمكن من معالجة الموضع المصاب في العين دون تلف يذكر للخلايا المحيطة به.. أهم استخدام لأشعة الليزر في طب العيون هو علاج أمراض الشبكية، خصوصاً تلك الناشئة عن مرض السكري. إذ يؤدي السكري غير الخاضع للعلاج إلى مضاعفات خطيرة في العينين.* أمراض النساء: سرطان عنق الرحم من أنواع السرطان الشائعة عند النساء، ولا يسبقه على القائمة إلا سرطان الثدي.. وقد أظهر البحث الطبي أن سرطان عنق الرحم يكون مسبوقاً بتحور في الخلايا الطلائية المبطنة لهذا الجزء من الجهاز التناسلي عند الأنثى. وظاهر من البحث الطبي كذلك أن إزالة تلك الخلايا أو عنق الرحم بأكمله، قبل نشأة السرطان فيها، يحول دون الكوارث المرتبطة بالسرطان، والمتمثلة في انتشار المرض الخبيث إلى أعضاء أخرى من الجسم.. وقبل أشعة الليزر، كان العلاج المطروح هو الاستئصال الجراحي، مع ما يترتب عليه من مضاعفات الجراحة. لذلك فإن إدخال أشعة الليزر إلى مجال علاج تحور الخلايا الطلائية المبطنة لعنق الرحم يعتبر انتصاراً كبيراً على السرطان. يستخدم غاز ثنائي أكسيد الكربون لتوليد أشعة الليزر المستعملة في هذه الحالة. وعادة يتم العلاج بالاستعانة بمنظار خاص، بعد حقن المريضة بمخدر موضعي. ويكون العلاج في جلسة واحدة تستغرق دقائق قليلة، وتصل نسبة النجاح إلى 95%.* استخدامات أخرى: ويستخدم شعاع الليزر الناتج عن غاز ثنائي أكسيد الكربون في علاج أمراض الحلق، مثل إزالة الأورام الصغيرة، وحلمات الأحبال الصوتية التي قد توجد عند بعض الأطفال. وتعتبر أشعة لليزر في هذا الحقل أفضل بكثير من الجراحة. إذ تكون الجراحة مصحوبة بنزف دموي شديد بسبب غنى تلك المنطقة من الجسم (الحلق) بالأوعية الدموية، بينما تؤدي أشعة الليزر إلى التحام الأوعية الدموية المسببة للنزيف، نتيجة قدرة الأشعة على تخثير الخلايا الحية.. كما أن الألم في الحلق بعد العلاج بأشعة الليزر أقل من الألم بعد الجراحة التقليدية.. وقد أجريت دراسات على استخدام شعاع الليزر المولد من نيوديميم على علاج قرحة المعدة والاثني عشر.. كما تجرى حالياً دراسات لتقييم استخدام أشعة الليزر في علاج أورام الأوعية الدموية والحالات المشابهة. فضلاً عن ذلك، هناك اتجاه متزايد نحو استخدام أشعة الليزر كبديل للمبضع (المشرط) في العمليات الجراحية التقليدية. يضاف إلى الاستخدامات الطبية الجديدة لأشعة الليزر مكسب من نوع آخر، هو زيادة شعبية العلاج بالضوء السحري، باعتباره وسيلة مأمونة من وسائل العلاج وبتكلفة معقولة. ولا يزال المستقبل مفتوحاً أمام استخدامات أكثر للعلاج بأشعة الليزر.4 - الضوء في علم الحياة: إن الضوء ضرورة في استكشاف أسس الحياة في بيئتنا حيث تعتمد علوم الطبيعة على تكنولوجيات الضوء بغرض معرفة وفهم أفضل لعالمنا والتي تشمل عدة تخصصات كالفيزياء، والكيمياء وعلوم الأرض، وبفضل تكنولوجيات الضوء توصل الباحثون إلى فهم مسألة الجاذبية، ونشأة الكون، وتم استعمالها في الملاحة والأرصاد الجوية، وعموما فإن الأدوات التي تم تطويرها من خلال تكنولوجيات الضوء تم استخدامها في ميادين علوم الحياة.. فإذا أخذنا عينة على ذلك، فإن استعمال المجهر مثلا في المختبرات والفصول الدراسية لرؤية أشياء صغيرة جدا لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، أو الرؤية عبر التلسكوب الذي يساعدنا على رؤية وفهم الأشياء البعيدة في الفضاء أو استعمال تقنيات الكاميرات عالية الدقة، كل هذه الوسائل وأخرى كثيرة ستساعدنا حتما على فهم وتطوير بيئتنا الطبيعية.إن التداخل الذي حدث هذه الأيام بين التطور السريع في الحاسوب والاتصالات يعد من المعالم الرئيسة التي سيكون لها أثر كبير على نمط الحياة في المستقبل. وتتميز الحواسيب والاتصالات بالسرعة الهائلة في تطورها من ناحية ودخولها في العديد من مجالات الحياة التي لم تكن متاحة من قبل. ومع تطور علم الشبكات أصبح العالم قرية صغيرة ، تراكمت في جوانبه وفي سمائه العديد من وسائل الإرسال والاستقبال لمحطات البث الإذاعي والتليفزيوني مرورا بشبكات الهواتف المحمولة وصولا إلي شبكات الكمبيوتر.. ومما لا شك فيه أن أهمية استخدام الشبكات وبصفة خاصة شبكات الكمبيوتر يتزايد يوما بعد يوم في هذا العالم المتشابك المعقد الذي نحيا فيه. لقد أدي التطور التكنولوجي لبرامج الكمبيوتر إلى انتشار استخدام الكمبيوتر في كافة مجالات الحياة حتى أنه لم يعد هناك مجال من المجالات إلا وأصبح الكمبيوتر الشريك الرئيسي في إدارة وتنظيم العمل في هذا المجال. فهنا نستخلص أنه بدون الضوء لا هاتف ولا جيل رابع 4G، ولا حتى الإنترنت.5- الضوء في الفن والثقافة: ويتجلى دور الضوء في الإبداعات الفنية والثقافية باعتباره علماً يخضع للعديد من القواعد والأصول.. إذ أن للضوء في الصورة السينمائية مثلا منهجاً يعتمد على الضوء، والحقيقة أن فكرة المنهج، باعتباره الطريقة والأسلوب، هي فكرة تفرض ذاتها في مجالات البحث العلمي بصفة عامه ولكنها تفرض ذاتها أيضاً في غير قليل من مجالات الإبداع الفني، وتصبح مقبولة، بل مهمه في مجال الإبداع الفني الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقنيات العلمية البحتة، مثل التصوير الضوئي بصفة عامة، والتصوير السينمائي على نحو أكثر خصوصية، واستخدام الضوء كوسيلة للتعبير من خلال شكل فني خاص يجعلنا نقول ان فن الضوء، كوسيلة للتعبير، هو أحد فنون الدرجة الأولى كالموسيقى والشعر والعمارة والنحت.6- الضوء والاقتصاد: إن تقرير صناعة الضوئيات يؤكد التدابير والتغييرات الرئيسية في الصناعة بين 2005 و2020 ويهدف إلى إظهار أن صناعة الضوئيات هي صناعة ذات أهمية متزايدة على المستويين الوطني والعالمي.. وبخطوات جادة ومهمة تتخذها العديد من الدول والحكومات في سبيل اعتماد مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة والتي أصبحت اليوم من أهم الأولويات لما لها من فوائد اقتصادية وصحية كبيرة لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها، خصوصا بعد اتساع رقعة الأخطار والأضرار الناجمة عن الاستخدام المكثف والمبالغ فيه للطاقة التقليدية التي تعتمد على الوقود الأحفوري المتمثل بالبترول ومشتقاته والفحم والغاز الطبيعي، التي أسهمت في حدوث كارثة بيئية يصعب السيطرة عليها مع استمرار انبعاثات تلك النفايات الضارة، وهو ما أدى إلى البحث عن مصادر للطاقة البديلة والنظيفة تحقق التنمية المستدامة ولا تؤثر سلبا على صحة الإنسان والبيئة. وفي هذا الشأن فقد أكد تقرير من وكالة الطاقة الدولية أن الكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة سترتفع بنسبة 40% على مدى الأعوام الخمسة القادمة وهو ما سيجعلها تتفوق على الغاز الطبيعي مع توسيع الصين ودول نامية أخرى لقدراتها.

مشاركة :