نظرت محكمة الأحوال الشخصية أبوظبي، دعوى طلاق رفعتها زوجة "عربية: تطلب فيها تطليقها من زوجها بعد 10 سنوات عشرة، مرجعة السبب إلى أنه لم يقل لها طوال مدة زواجهما كلمة جارحة، كما أنه لم يقل لها كلمة حلوة تشعرها بأنوثتها، وانه لم يشتمها يوماً كما أنه لم يقل لها كلمة شكر، واحتفظ بكلماته المعسولة وضحكاته للأخريات، فيما طالبها زوجها بأن تبقى وسط أسرتها وألا تهدم المنزل. وقالت الزوجة للقاضي، خلال الجلسة: 10 سنوات من العطاء باتجاه واحد استنزفتها ولم يعد لديها شيء لتقدمه، مشيرة إلى أنها طوال الـ 10 سنوات زواج تحملت مسؤولياتها داخل منزل الزوجية وبذلت ما في وسعها لإسعاد أسرتها، أما زوجها فقد أكتفى بتقديم جهده خارج المنزل لينفق على الأسرة، أما داخل المنزل فهو الملك الذي لا تناقش طلباته أو يطلب منه أي مقابل حتى وإن كان هذا المقابل ابتسامه أو كلمة شكر. وأشارت إلى أنها كانت تعطي السعادة دون أن تكون شريكة فيها، من منطلق أن سعادة أسرتها هي مسؤولياتها التي لا تقبل نقاش، إلى أن جاء يوم وطلب منها زوجها احضار هاتفه النقال، في وقت كانت شاشته مضاءة وتعرض رسالة وصلته مضمونها يؤكد أن زوجها على علاقة بأخرى، وما أن قرأت كلماتها حتى تذكرت مكالمات زوجها المطولة والمليئة بالضحكات التي لم يشاركها يوماً بإحداها. ولفتت إلى أنها بعد هذه الرسالة بدأت تستعيد شريط حياتها فوجدتها خالية إلا منه، ووجدت أنها في 10 سنوات لم تحقق شيء لنفسها، بل هجرت حياتها، ودراستها، ومجتمعها، من أجل إسعاده وخدمته، حتى باتت بالنسبة له مجرد خادمة، لا تستحق الشكر والثناء والكلمات الحلوة والمشاعر الجميلة، التي استبقاها ليهبها للأخريات. وأكدت أن مطالبة زوجها بأن تسامحه وتغفر له سببها شعوره بأنه سيخسر كل ما تقدمه له منذ لحظة استيقاظه صباحاً وحتى نومه ليلاً، مشيرة إلى أن زوجها لم يقدم لها ما يمكن أن تفتقده بغيابه، فلم يعطيها ولو نظرة امتنان أو كلمة مما يقولها للأخريات، ما يدفعها إلى التمسك بالطلاق خاصة وأنها لا تريد لابنتها الصغيرة أن تكبر وهي ترى الزواج على هذه الصورة التي تعيشها، بل تريدها عندما تتزوج تصنع سعادة مشتركة وأن تتعلم الحياة كما يجب أن تعاش. وفي ردها على سؤال لهيئة المحكمة إذا كانت قد تعرضت للضرب أو الإهانة من زوجها، اكدت الشاكية، أن زوجها لم يقل لها يوماً كلمة جارحه أو كلمة حلوة، ولم يشتما ولم يشكرها، مشيرة إلى أن الإساءة بالضرب والشتم، أهون كثيراً من الإساءة بالتجاهل والخيانة، فالأولى آلامها جسدية تزول مع الوقت أما الأخيرة فآلامها نفسية تكبر بتكرارها. وحاولت هيئة المحكمة إثناء الزوجة عن طلب الطلاق، خاصة بعدما أبدى الزوج خلال الجلسة ندمه الشديد وأظهر تمسكه بزوجته وأصر على عدم التطليق وتمسكه بزوجته، واقترح القاضي على الزوجة أن تأخذ وقتاً أطول للتفكير في الأمر، فوافقت على ألا يحاول زوجها إجبارها بأي وسيلة عبى العودة إليه مكرهة وأن يعطيها الوقت الذي تحتاجه للخروج من الحالة النفسية التي تعيشها وأن يضع في اعتباره أن عودتها إلى الدراسة والحياة الاجتماعية هو قرار نهائي لن تتراجع عنه حتى إن عادت إليه، فوافق الزوج، وبناء عليه قررت المحكمة شطب القضية للتصالح. طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :