غياب تام طوال العام يعقبه إقبال شديد عليه عقب طرحه في الأسواق، هو ملخص حال الكنافة في الشوارع المصرية، وهي الأكلة المحببة للغالبية خلال رمضان، إلى جانب القطائف، واللذان يخطفان الأطوال طوال أيام الشهر الفضيل. ويعتبر الأسلوب الشائع لإعداد الكنافة متمثل في حشوه بالمكسرات ورش الشربات عليه كما هو المعتاد، إلا أن أشهر الطهاة وربات البيوت أبدعوا في إضافاتهم، فتارة تكن ممزوجة بالشيكولاتة، أو بالمانجو، أو بالفراولة، وغيرها من الطرق المبتكرة التي تتطور عامًا تلو الآخر. وتتفرد الكنافة بهذه المزية على خلاف أغلب الحلويات التي يتناولها المصريون، وهو ما أرجعه الشيف يسري خميس إلى طبيعة تكوينها، فهي نتاج خليط من الدقيق والملح والماء، ويسهل تشكيلها حسب هوى الطاهي أو ربة المنزل حسب قوله. ويضيف «يسري»، في تصريحه لـ«المصري لايت»، أنه أول من جعل الكنافة في مصر مالحة، مشيرًا إلى أنه مزجها بالجمبري قبل 15 عامًا: «أصل هي عبارة عن ملح ودقيق، يعني عجينة زيها زي العيش والرقاق، والناس ساعتها استغربت مني». وعن كثرة الإبداع في الكنافة، يقول «يسري» أن ذلك الأمر متواجد منذ سنوات طويلة، إلا أن التطور التكنولوجي واتساع استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير جعل الوصفات الجديدة سريعة الانتشار بين الجمهور، حتى اكتشفناها بالمانجو والقشطة، منوهًا إلى أنه مزجها بالفراولة في الفترة الأخيرة. فيما لم ينفي «يسري» إمكانية الإبداع في عدد من الحلوى الأخرى، فينقل حديثه إلى الكيك على سبيل المثال قائلًا إنها تحتمل معاملتها كالكنافة، أما بالنسبة للبسبوسة يعتبر الأمر مستحيلًا، لأن عجينتها «مكتومة» وصعب تفكيكها. فيما يرى الشيف لؤي عمران أن المصريون يتعاملون مع الكنافة باعتبارها الحلوى المفضلة لهم خلال شهر رمضان إلى جانب القطائف، وعليه يعاملونها بطريقة خاصة، بإضافة البلح والقشطة والجبنة والفزدق والمانجو إليها. ويعيد «لؤي»، خلال تصريحه لـ«المصري لايت»، إبداع المصريين في الكنافة إلى الانفتاح على عدد أصناف الأطعمة غير المصرية، إلى جانب متابعة الأشكال التي تتميز بها في الخارج، إضافةً إلى مواقع التواصل الاجاتماعي، التي خلقت نوع من المنافسة بين الطهاة وربات البيوت في الخروج بأحسن شكل لها حسب رأيه. كما أكد الشيف أحمد رشدي لـ«المصري لايت» على قابلية الكنافة لأي لمسة إبداعية، معتبرًا الأمر مجرد تطور بموجب اتساع مجال الطبخ لكثيرين، بفضل انتشار أكاديميات الطهي، والمنافسة التي خلقتها مواقع التواصل الاجتماعي.
مشاركة :