في مثل هذا اليوم عام 2012 رحل عن عالمنا زكريا محيي الدين أحد أبرز الضباط الأحرار على الساحة السياسية في مصر منذ قيام ثورة يوليو، ورئيس وزراء ونائب رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الأسبق، وذلك عن عمر ناهز 94 عامًا.ولد محي الدين في قرية كفر شكر بمحافظة القليوبية، حيث تلقى تعليمه الأول في أحد كتاتيب قريته، وانتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية، ثم أتم تعليمه الثانوي في مدرسة فؤاد الأول الثانوية. التحق محي الدين بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج منها برتبة ملازم ثان في 6 فبراير 1938، ثم تم تعيينه بعدها في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية، وشاء القدر أن ينقل بعدها بعام إلي الوحدة العسكرية التي جمعته بجمال عبد الناصر، ليتجدد اللقاء مرة أخرى بعدها بعام في السودان وليكتمل بتعرفه علي عبدالحكيم عامر.تخرج محيي الدين في كلية أركان الحرب عام 1948، وسافر مباشرة إلى فلسطين، وتطوع أثناء حرب فلسطين ومعه صلاح سالم بتنفيذ مهمة الاتصال بالقوة المحاصرة في الفالوجا وتوصيل إمدادات الطعام والدواء لها، ليعود بعدها إلي القاهرة ليعمل مدرسا في الكلية الحربية ومدرسة المشاة.انضم زكريا محيي الدين إلى تنظيم الضباط الأحرار قبل قيام الثورة بنحو ثلاثة أشهر، وكذلك ابن عمه خالد محي الدين، الذي كان ضابطا في الجيش المصري، ومؤسس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي في ما بعد، وكان محي الدين ضمن خلية صديقه جمال عبد الناصر، حيث شارك في وضع خطة التحرك للقوات، وكان المسئول عن عملية تحرك الوحدات العسكرية كما قاد عملية محاصرة القصور الملكية في الإسكندرية، أثناء تواجد الملك فاروق الأول بالإسكندرية. تولي محيي الدين منصب مدير المخابرات الحربية لمدة عام واحد عقب قيام ثورة يوليو، ثم عين وزيرا للداخلية عام 1953 قبل أن يسند إليه مهمة إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية عام 1954. شغل محي الدين بعدها منصب رئيس اللجنة العليا للسد العالي عام 1960، وعينه جمال عبد الناصر نائبا لرئيس الجمهورية للمؤسسات ووزيرا للداخلية للمرة الثانية عام 1961، ليصدر قرارا بعدها بأربع سنوات بتعيينه رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية. تولي زكريا محي الدين منصب رئيس الجمهورية عام 1967 في الفترة التي تنحي فيها عبدالناصر عقب نكسة يونيو، وقدم محي الدين استقالته عقب خروج الجماهير المطالبة بعودة عبدالناصر لمنصبه، ليعتزل بعدها السياسة عام 1986. عرف زكريا محي الدين دوما بصاحب القبضة القوية والصارمة، نظرا للمهام والمناصب التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومدير لجهاز المخابرات العامة المصرية. وكان معروفا أيضا بميوله السياسية التي تتجه إلى يمين الوسط. لدى محي الدين ثلاثة أبناء هم محمد ومديحة وسامية، لم يعمل أي منهم بالسياسية، ومن أقاربه الدكتور محمود صفوت محيي الدين المدير الحالي للبنك الدولي، ووزير الاستثمار السابق.
مشاركة :