زعيم حزب العمال الكردستاني يعلن خارطة طريق من أجل السلام مع تركيا

  • 3/21/2015
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أنقرة أ ف ب يعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان اليوم السبت، وهو يوم عيد رأس السنة الكردية، «خارطة طريق» أعدها لتسوية النزاع الكردي في تركيا مهَّد لها قبل ثلاثة أسابيع بإعلانه أن مقاتليه يمكن أن يلقوا السلاح. وستتم تلاوة الرسالة «التاريخية» لمؤسس حزب العمال الكردستاني الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة، أمام مئات الآلاف من مؤيديه الذين ينتظر تجمعهم للاحتفال بعيد النوروز في ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية. ولم تتسرب أي تفاصيل عن الرسالة التي سلَّمها أوجلان الخميس إلى زواره، لكن يفترض أن تتضمن إجراءات عملية لدفع المفاوضات التي بدأت خريف 2012 بين الحكومة الإسلامية المحافظة وزعيم الحزب قدماً من أجل إنهاء حركة التمرد التي أسفرت عن سقوط أربعين ألف قتيل منذ 1984. وقال النائب الكردي سري سريا أوندر إنها «خارطة طريق للأمة والمنطقة بتفاصيل نظرية وعملية على طريق السلام». وكان أوجلان قدم دفعاً كبيراً للمفاوضات التي كانت تراوح مكانها، بطلبه في 28 فبراير من مؤيديه الدعوة إلى مؤتمر للبت في وقف القتال. وقال أوجلان في رسالة مكتوبة حينذاك «نقترب من تسوية هذا النزاع الذي يبلغ عمره ثلاثين عاماً عبر إقرار سلام نهائي». ولقيت هذه الدعوة ترحيباً واسعاً، وجاءت بعد سنتين على نداء مماثل لوقف إطلاق النار ما زال محترماً. لكن عقبات كثيرة تقف في طريق السلام قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية التي ستجري في السابع من حزيران / يونيو، وخصوصاً على الجانب الكردي. وما زال أوجلان المسجون منذ 16 عاماً على الرغم من كل شيء يتولى قيادة حزبه وأنصاره الذين يطالبونه بضمانات للتأكد من إنجاح الاتفاق. وقال جميل بايك من معقله في جبل قنديل شمال العراق: «لا بد من حل أولاً قبل نزع الأسلحة». ولا يطالب المتمردون الأكراد بالاستقلال ولكن بحكم ذاتي واسع لـ 15 مليون كردي تركي يشكلون 20% من سكان البلاد. والشرط الآخر الذي يضعه الأكراد هو التخلي عن قانون «الأمن الداخلي» المثير للجدل الذي تجري مناقشته في البرلمان، وتعتبر المعارضة أنه سيؤدي إلى خنق الحريات. واقترحت الحكومة هذا النص لتعزيز صلاحيات الشرطة بعد اضطرابات عنيفة في مناطق الأكراد على إثر رفض الحكومة التركية طلب مساعدة مدينة كوباني الكردية السورية التي كان يحاصرها الجهاديون. من جهته، يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جذب الناخبين الأكراد للحصول على غالبية الثلثين في البرلمان، التي لا بد منها لإصلاح في الدستور يعزز صلاحياته كرئيس دولة. لكن مع اقتراب موعد الانتخابات اضطر للجوء إلى التشدد في خطبه إرضاء للقوميين. وقال الأسبوع الماضي «لا وجود لمشكلة كردية». وتبنى زعيم الحزب الكردي صلاح الدين دمرتاش لهجة متشددة أيضاً، متهماً الرئيس بأنه «سلطان يوزع النعم». ولرص صفوف مؤيديه نفى التفاوض حول «اتفاق مشين» يجعل حزبه يصوِّت على تعزيز صلاحيات أردوغان مقابل مزيد من الحكم الذاتي للأكراد. وبعد فشل أول في 2010، أعادت الحكومة الإسلامية المحافظة في تركيا في خريف 2012 إحياء المحادثات مع حزب العمال الكردستاني في محاولة لوضع حد للنزاع. وقد عملت هذه المرة على بدء حوار مع أوجلان الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة. ومنذ مارس 2013، أمر الزعيم الانفصالي بوقف لإطلاق النار جرى احترامه بشكل عام منذ ذلك الوقت، وبعد شهرين أعلن بداية انسحاب مقاتليه إلى العراق. لكن حزب العمال الكردستاني علق هذه المبادرة بعيد ذلك متهماً أنقرة بعدم الوفاء بالتزاماتها.

مشاركة :