يمثل التلفزيون السعودي، بقناته الأولى، أهم المتاحف الإعلامية! ليس للفكر البيروقراطي (الهاوي) الذي يحركه وحسب، بل وللمواد الفنية، التي يعرضها كفواصل بين مشاهد مسلسلة الأخبار المكسيكية السعودية! ويأتي في مقدمتها الأغاني الوطنية التي تؤرخ لكل عهد مجيد، منذ المؤسس الموحد العظيم الملك عبدالعزيز، إلى أكثر أبنائه شبها به، خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان، أيَّده الله ورعاه. فالعرضة السعودية الخالدة (نحمد الله جت على ما تمنَّى)، التي نحتها من كبرياء أهل (العوجا/ الدرعية) الشاعر الكبير/ عبدالرحمن الصفيان، تمثِّل ملحمة التوحيد العظيمة! وعهد الملك سعود، والملك فيصل تمثلهما أنشودة (وطني الحبيب)، كما كانت تسمى ككل الأغاني، بما فيها أناشيد أم كلثوم، وفريد الأطرش؛ اتقاء لاحتساب بعض الأسود الذين يحرمون الأغاني ويجيزون الأناشيد، كما يحرم أحفادهم اليوم (الكوافيرات)، ويجيزون (المشاغل النسائية)! وقد تفرق حبرها بين ثلاثة شعراء هم: الرمز المدني العظيم/ عم (حسن صيرفي)، الذي ينسب إليه الدكتور/ محمد الدبيسي في كتابه عنه، كلمات أغاني كنّا نحسبها من التراث، أشهرها: (لا لا يا الخيزرانة) و(سافروا ما ودّعوا)! والشاعر الدكتور/ مصطفى بليلة (وهو المعتمد رسميا)، والفنان/ حسن دردير الشهير بـ(مشقاص)! ولكن الذي لا شك فيه أنها من ألحان وغناء صوت الأرض ( طلال مداح)! وأما عهد الملك خالد، فتمثله أغنيتان، إحداهما بالفصحى للشاعر اللبناني/ سعيد فياض، ولحنها وشدا بها الموسيقار القدير (سراج عمر)، وهي (بلادي بلادي منار الهدى) التي كانت مرشحة بقوة لتكون السلام الوطني، في عهد الملك فهد! والأخرى كتبها باللغة المحكية، ولحنها، وغناها الفنان الظاهرة (أبوبكر سالم بالفقيه)، وهي (يا بلادي واصلي). ثم شهد عهد الملك فهد ازدهارا للأغنية الوطنية، على مدى (٢٤) عاما، ولكن شمس (فوق هام السحب) للبدر بن عبدالمحسن، أخفت كل الكواكب، وما زالت الأغنية الوطنية الأولى، حيث امتدت لتمثل عهد الملك عبدالله، والملك سلمان، حتى الآن، وتؤكد للتاريخ أن ملحنها ومطربها (محمد عبده) ليس فنان العرب وحسب؛ بل و(فلتة زمانه)! والقاسم المشترك بين كل تلك الفرائد، وسر خلودها هو: أنها تتغنى بالوطن عموما، ولا تخص بالتمجيد رمزا تخلِّده إنجازاته، لا التغني بها! نقلا عن مكة