حذر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس، من أن اليمن لا يزال يواجه خطر تجدد الحرب الشاملة، وقال في كلمة أمام مجلس الأمن: «رغم أهمية ما حدث خلال الأيام الماضية من انسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، إلا أن اليمن لا يزال عند مفترق بين الحرب والسلام». وأضاف: «هناك مؤشرات أمل، إلا أن هناك مؤشرات مقلقة أيضاً إلى تجدد الحرب، وعلى الحكومة اليمنية والانقلابيين الاستمرار في عملية سحب القوات والعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف التوصل إلى تسوية سلمية أوسع». وأقر غريفيث بأن المرحلة الأولى من الانسحاب غير مكتملة وأنه يجري حالياً التفاوض في شأن قوات الأمن المحلية. وقال: «التقدم في الحديدة سيسمح للأمم المتحدة بالقيام بالدور الرئيسي الموكل لها في دعم شركة موانئ البحر الأحمر اليمنية بما في ذلك تعزيز مراقبة آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش.. لا يجب أن يقضي أي شيء على ترحيبنا بإعادة الانتشار وآفاق تحقيق المزيد، لكن الحرب عادة ما تقضي على السلام، كما أن تداعياتها تفوق الأثر الإيجابي للمكاسب التي تتحقق بصعوبة على مسار التسوية، وسهولة القضاء على التقدم المحرز، يمكن أن تكون مخيفة». ورغم التقدم الهش فإن غريفيث تحدث عن بداية جديدة في الحديدة، وقال: إن التغيير أصبح الآن واقعاً. وأوضح أن اللحظة الحالية مهمة، ولكنها تعد البداية فقط، مشدداً على ضرورة أن تتبع إعادة الانتشار أعمال حاسمة من الطرفين، لتنفيذ تعهداتهما وفق اتفاق ستوكهولم. وأكد ضرورة الحفاظ على الزخم الراهن من خلال تطبيق الخطوات اللاحقة لإعادة الانتشار المتبادل في الحديدة وضمان قدرة الأمم المتحدة على تعزيز دورها في جميع الموانئ. ودعا القائم بأعمال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهين، كل الأطراف إلى التفاوض بنية حسنة للتوصل لاتفاق بشأن قوات الأمن المحلية والتحلي بضبط النفس وإفساح المجال أمام جهود المنظمة الدولية على الأرض، وبخاصة من خلال السماح بدخول مراقبين من الأمم المتحدة إلى البلاد. وقال: «عرقلة عملية الأمم المتحدة أمر لا يمكن التغاضي عنه. على مدى شهور ظلت انفراجات تتبدى في موعد انعقاد جلسات مجلس الأمن تماماً، وبعدها يتعثر التقدم.. لابد لأعضاء المجلس أن يبحثوا كيفية تحميل الأطراف المسؤولية إن هي لم تنفذ اتفاق ستوكهولم». وقالت مصادر عسكرية: إن قوات الجيش اليمني والمقاومة بدعم التحالف العربي طردت «الحوثيين» من مدينة قطعبة شمالي الضالع بعملية خاطفة كبدتهم 97 قتيلاً إضافة إلى أسر 120 آخرين بينهم قيادات وإحراق عدد من الآليات العسكرية. ولفتت إلى أن شوارع المدينة شهدت حالة شلل بشكل تام بينما أغلقت المحال التجارية والأسواق أبوابها. في وقت دعا وزير حقوق الإنسان اليمني، محمد عسكر، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى القيام بمسؤولياتها الإنسانية العاجلة في حماية المدنيين بعدد من قرى ومديريات الضالع جراء جرائم الحرب الجسيمة والقتل الجماعي التي ترتكبها مليشيات الحوثي باستخدام مختلف الأسلحة والصواريخ الباليستية. لافتاً إلى تسجيل سقوط 27 قتيلا و73 مصاباً، ونزوح 9 آلاف و361 أسرة، وتضرر 541 منزلاً بشكل جزئي وكلي، إضافة إلى تدمير 5 منشآت صحية و9 مدارس و145 مزرعة، والسيطرة على 16 مؤسسة حكومية و34 منزلاً. وأعلنت قوات الشرعية إحباط محاولة تسلل للحوثيين إلى الحديدة ومنطقة الدريهمي. فيما قتل عشرات من عناصر الميليشيات في غارات جوية للتحالف على قاعدة عسكرية في مديرية عبس بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، أسفرت أيضا عن تدمير دبابات وعربات مدرعة ومركبات عسكرية والعديد من الحاويات المحملة بأسلحة وذخائر. كما قتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون إثر استهداف ميليشيات الحوثي سيارة بصاروخ في مديرية الغيل غرب محافظة الجوف.
مشاركة :