كشف أحمد بن إبراهيم السيد الهاشم - مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية سابقاً ورئيس مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد ودعوة الجاليات بالأحساء وإمام وخطيب جامع الخالدية الكبير - عن تنظيم دعوي منظم من أجل اعتناق الجاليات الأجنبية داخل المملكة للإسلام، إلاّ أن هذا النشاط الدعوي يكثر في شهر رمضان المبارك، لاسيما مع روح الوحدة الإسلامية والتوحد حول مائدة إفطار واحدة في المساجد، والتي من شأنها أن تعمق من روح الأخوة بداخل الجاليات الأجنبية، وتؤثر في شعورهم بأهمية وعمق الدين الإسلامي. وقال في حوار لـ"الرياض": إن هناك تنوعا في أساليب الدعوة للإسلام، مما يدفع بالنساء قبل الرجال لاعتناق الإسلام لاسيما من الجنسيات الفلبينية، مشدداً على الدور الذي تقوم به المساجد في شهر رمضان المبارك بالتنسيق مع الدعوة والإرشاد، والذي يدفع إلى الاستعانة بمتقنين لمختلف اللغات الأجنبية، حتى يسهل دعوة من غير العرب للدخول في الدين الإسلامي، محملاً بعض المسلمين من العرب المسؤولية في تمثيل روح الإسلام السمح في سلوكياتهم ومعتقداتهم وفي اعتدالهم لتطبيق أحكام الإسلام؛ لأنهم يمثلون القدوة الحقيقية لمثل هؤلاء الجاليات الأجنبية، والتي يعزف الكثير منها عن الدخول في الدين الإسلامي لما يشاهده من تطرف وتشدد، ممن يخرج بالإسلام عن حقيقته في الاعتدال والتسامح واللين، وفيما يلي نص الحوار. جهود كبيرة ما الدور الذي تقوم به المساجد والمؤسسات الدينية في الدعوة والإرشاد؟، لا سيما فيما يتعلق بدعوة الجاليات الأجنبية من غير المسلمين للإسلام في رمضان، وهل هي متكررة كل عام؟ شهر رمضان من المواسم العظيمة في ديننا الحنيف، حيث تكون نفوس المسلمين مهيأة لفعل الخير بكافة أشكاله من صيام وصلاة وصدقة وصلة رحم وغير ذلك من القربات، فهو ليس موسماً للصيام والصلاة فحسب، وإنما هو أيضاً موسما للدعوة والإرشاد وتعلم أحكام هذا الدين العظيم، وللمساجد والمؤسسات الخيرية الدعوية جهود في الدعوة والإرشاد عن طريق الدروس والمحاضرات والندوات والكلمات الوعظية، إذ تعج المساجد بعد الفروض المكتوبة بتلك المناشط التي يقبل عليها الناس كباراً وصغاراً، كما أن للمكاتب الدعوية جهودا كبيرة في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام عن طريق البرامج الدعوية المنوعة من دروس ولقاءات ومحاضرات، وأيضاً دعوة غير المسلمين لمشاركة الصائمين على موائد الإفطار وتوزيع الكتب والمطويات المترجمة، ويعد شهر رمضان أكثر أشهر العام اعتناقاً للإسلام -بفضل الله-. حكمة وموعظة هل هناك أساليب مختلفة تستخدم في رمضان لاعتناق الإسلام لدى الجاليات الأجنبية غير المسلمة؟، وأي تلك الأساليب أكثرها تأثيراً؟ الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة هي الأسلوب الأمثل والأقوى لجذب غير المسلمين في رمضان وغيره من الشهور، فحسن عرض الإسلام وبيان حقيقته القائمة على التوحيد وإثبات وجود الله تعالى بالبراهين القوية والحجج الواضحة الجلية، هي أكثر ما يرغّب غير المسلمين، وهو ما يقوم به الدعاة إلى الله تعالى، إضافةً إلى حسن المعاملة والأخلاق الطيبة وكرم الضيافة، وكذلك تنظيم بعض المناشط الاجتماعية مثل الرحلات والبرامج الرياضية والهدايا والمسابقات المنوعة هي من المحفزات لجذب غير المسلمين. تجاوب كبير كيف تقرأ تجاوب الجاليات الأجنبية من غير المسلمين في الدعوة للدخول في الدين الإسلامي؟، وما أهم الصعوبات التي تواجه الدعاة في ذلك؟ هناك تجاوب كبير من قبل غير المسلمين للدخول في هذا الدين العظيم، والدليل على ذلك هذه الأعداد الكبيرة التي تدخل في الإسلام، وهم في زيادة مستمرة في كافة المكاتب الدعوية في المملكة وغيرها من البلاد، فالإسلام هو أكثر الأديان نمواً على مستوى العالم -بفضل الله تعالى-، ومن أكثر الصعوبات التي تعترض الدعاة هو تهاون بعض المسلمين وتفريطهم في التمسك بالإسلام وبعض السلوكيات غير الجيدة وسوء المعاملة من البعض، وكذلك تشدد بعض الطوائف تجاه من يعتنق الإسلام من أبنائها يؤدي إلى إعاقة اعتناقهم للإسلام. هل هناك جنسيات محددة لاحظتم أنها الأكثر إقبالاً للدخول في الدين الإسلامي؟. تعد الجنسية الفلبينية هي أكثر الجنسيات اعتناقاً للإسلام بصورة عامة، وذلك يرجع لأن الفلبين في الأصل كانت إلى عهد قريب دولة مسلمة ولا زالت عندهم كثير من العادات الإسلامية، وهذا يسهّل عملية تقبلهم واعتناقهم للإسلام. هل هناك مبادرات خارجية للدعوة لاعتناق الدين الإسلامي تقوم الأوقاف والمساجد بمتابعتها في شهر رمضان خارج المملكة؟ جهودنا هي في الأساس عمل داخلي في المملكة. مقاطع دعوية كيف يتم توجيه الدعوة لاعتناق الإسلام للنساء الأجنبيات داخل المملكة؟ النساء لا تقل عن الرجال في إقبالهن على اعتناق الإسلام، وفي كثير من الأحيان يتفوقن على الرجال، لذلك فلهن نصيب كبير من البرامج الدعوية مثل الدروس والمحاضرات واللقاءات داخل المكتب وخارجه، بالتنسيق مع بعض الجهات الحكومية والخاصة مثل المستشفيات والمستوصفات، كما أن المكتب يوفر الكثير من الوسائل الدعوية من الكتب والمطويات والمقاطع الدعوية بأكثر من عشرين لغة يتم توزيعها على الكفلاء لدعوة عاملات البيوت. هل تحرصون على تعليم مختلف اللغات للدعاة من أجل سهولة التفاهم مع الجاليات الأجنبية فيما يتعلق بالدعوة لاعتناق الإسلام؟، كيف يتم تعليمهم تلك اللغات؟ في الأصل أنه يوجد دعاة باللغات الأجنبية من خريجي الجامعات الإسلامية الموثوقة، وأيضاً من خريجي الجامعات الإسلامية بالمملكة، يعملون وبإشراف كامل من المكاتب الدعوية، وهم من يقومون بمهمة الدعوة للإسلام، ولهم جهود كبيرة في هذه المجال، إضافةً إلى بعض المتعاونين ممن يتقن اللغات المعروفة مثل اللغة الإنجليزية، ونظراً لكثرة لغات الجاليات وصعوبة بعضها فإنه يتعذر علينا تعليم الدعاة هذا العدد الكبير من اللغات. جهود كبيرة تبذلها الدعوة والإرشاد لاعتناق الإسلام أحمد الهاشم
مشاركة :