ما هو "الميفة" سيد مائدة الإفطار في رمضان جنوب السعودي

  • 5/16/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تفوح رائحة خبز "التنور الجنوبي" أيام رمضان، في عادة متوارثة قديمة، اشتهرت بها مناطق جنوب السعودية، حيث تقوم النساء بصنع خبز بطريقة شعبية، عبر دقيق البر أو الشعير أو الذرة، ذو مذاق مميز، والذي ظل متربعا على الولائم الاجتماعية والموائد الرمضانية الجنوبية. وتظل المائدة الشعبية في رمضان ذات طابع ومذاق خاص في المناطق الجنوبية، فالمأكولات التقليدية التي تطهى في فرن "التنور" تبقى نكهته متوارثة عبر الأجيال، ومذاق يتحدى الزمن. ومع حلول شهر رمضان، ارتفعت ثقافة طهي الخبز وإعداده في التنور لدى النساء في مناطق عسير ونجران وجازان جنوب السعودية، لتضفي على مائدة الإفطار نكهة مميزة، فبدونه لا تكتمل مائدة الإفطار الرمضانية، فكل بيت يحرص أن يكون خبز التنور من أساسيات الوجبة. أم شاكر الطاهية الشهيرة في عسير، تحدثت لـ"العربية.نت" بقولها: "التنور هو عبق وإرث شعبي قديم في جنوب السعودية، ويختلف من منطقة لأخرى، فهو مرتبط بسفرة الإفطار عند مدن وقرى وبلدات الجنوب، وأكلات الخبز في التنور لا غنى عنها، فهي تتطلب مهمة إعداد العجين والطهي، لذلك تحرص السيدات كبيرات السن على تعليم طريقة خبز العجين لبناتهن، حتى لا تندثر هذه العادات القديمة في الطهي، التي تعتمد على جذوع النخل وكميات من الحطب في عمليات إشعال التنور". وتضيف بائعة خبز في سوق الثلاثاء أم سعيد عسيري: "أن في خبز التنور أو الميفة علامة مميزة في منطقة عسير، في طريقة صنعة وشكله المستطيل، فالاقتراب من التنور وعملية الخبز عملية صعبة ومتعبة، حيث يترك الحطب داخل التنور حتى يجمر ويحمر، ثم يتم إلصاق الخبز على جوانب التنور". وتابعت: "المرأة العسيرية المميزة هي المرأة التي تتقن خبز التنور، ولا تخرج من بيت أسرتها إلا وهي تتقن صنع الخبز، والذي يؤكل مع اللبن والعسل والمرق، كما أنه يعد من أهم الأولويات التي تحب الأم أن تدرب بناتها على صنعه، رغم التطور والحضارة التي لحقت بإشكال الخبز، إلا أن هذا الخبز يظل متربعاً على مائدة أهالي عسير بكافة نواحيها وقبائلها". وأبانت "هناك معاناة لدى المرأة عند الخبز، لأن المرأة قد تتعرض لحرق يدها أكثر من مرة، حتى تستطيع أن تتعود على عملية الخبز، فالخبر وبيعه هو مصدر رزقها خاصة في شهر رمضان، نظير ارتفاع الطلب على الخبز بأنواعه الأبيض والأسمر والمخبوز في الميفا". وتشير أم سعيد، أن خبزها بات معروفاً لمرتادي السوق، حيث ينفذ ما لديها من خبز وحلبة ومشغوثة سريعاً قبل أذان المغرب، وخلال رمضان قد حولت منزلها إلى ورشة عمل لتقديم الوجبات الشعبية العسيرية، والتي يقبل عليها سكان المنطقة. وتشاركها الرأي السيدة فاطمة جابر (بائعة في سوق الثلاثاء)، أن أغلب السيدات يحرصن على عرض منتجاتهن داخل سوق الثلاثاء لما يشهده هذا السوق من إقبال ملفت لمثل تلك الأكلات الشعبية، وهناك مسميات مختلفة تطلق على الخبز، ومنها خبز البر وبر الخمير والدوح وغيرها من المسميات، كما أكدت أن المأكولات الشعبية العسيرية تلقى رواجاً بين الجنسيات الوافدة، فهناك سيدات من الجنسية المصرية أو الشامية يحرصن على شراء هذا النوع من الخبز، ليضاف إلى المائدة العربية.

مشاركة :