بعد أن ازدادت حصة السيارات الكهربائية في سوق السيارات العالمية، وبدأ الإقبال عليها يتصاعد في أوروبا وأمريكا، تطمح شركات السيارات الكهربائية إلى حصة أكبر، ولن يتحقق لها ما تريد ما دامت مشكلة نفاذ بطاريتها خلال السير، وعدم قدرتها على السير للمدن ذات المسافات البعيدة تمنع تفكير البعض من اقتنائها، ويفضل عليها سيارات البنزين خاصة في أمريكا وأوروبا. وفي هذا الإطار، أعلنت شركة "إس كيه إنوفيشن"، أكبر شركة لتكرير النفط في كوريا الجنوبية، أمس اعتزامها استثمار 580 مليار وون (487 مليون دولار) لبناء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في الصين. وبحسب "الألمانية"، ستنشئ "إس كيه إنوفيشن"، قاعدة جديدة لإنتاج البطاريات في الصين لتوسيع أعمالها في القطاع المزدهر بثاني أكبر اقتصاد في العالم، ولم يتحدد بعد الموقع والقدرة الإنتاجية للمصنع الجديد، وهذا ثاني مصنع للبطاريات للشركة في الصين. وتستثمر الشركة الكورية الجنوبية، بشكل كبير في أعمالها الخاصة ببطاريات السيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، قالت الشركة إنها ستنفق 1.14 تريليون وون لبناء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة. وتقوم الشركة أيضا ببناء مصنع للبطاريات في المجر، ومن خلال قواعد الإنتاج الخاصة بها في الخارج، تهدف الشركة إلى الحصول على طاقة إنتاجية تبلغ 60 جيجاواط في الساعة بحلول عام 2022. وتعد البطارية من أهم مكونات السيارات الكهربائية؛ إذ يرتبط عمر هذه المركبات بمدى تحمل واستمرارية البطارية، ويقول بعض الخبراء إن الشركات ينبغي أن تعطي ضمانا على البطارية، يصل إلى نحو 150 ألف كلم؛ كي لا تنشأ تكاليف جديدة بسبب تغييرها، خاصة أن سعر بطارية السيارة الكهربائية مرتفع نسبيا لبعض المستهلكين. ولحل هذه المشكلة أطلقت الشركات العالمية، مبادرات لتبديد المخاوف من مدى السير الضعيف للسيارات الكهربائية، بتوفير عديد من محطات الشحن والبنى التحتية اللازمة لها. وكانت شركة فاراسيس الأمريكية لصناعة بطاريات السيارات قد أعلنت الأسبوع الماضي اعتزامها إقامة مصنع كبير لبطاريات السيارات الكهربائية في ولاية سكسونيا آنهالت الألمانية بحلول نهاية عام 2022. وأعلنت الشركة ووزير اقتصاد الولاية، أرمين فيلينجمان، أن فاراسيس تعتزم استثمار نحو 600 مليون يورو لهذا الغرض، كما ستقدم الولاية نحو 30 مليون يورو دعما للمشروع الذي ينتظر أن يوفر ما لا يقل عن 600 فرصة عمل. وقال فيلينجمان إن هذا النوع من المشاريع يتناسب مع الولاية؛ إذ إن بها مقرات لنحو 270 شركة من شركات مستلزمات السيارات يعمل بها 23 ألف شخص، "ومن الجيد أن يتواصل هذا الأمر وأن ينظر القطاع إلى المستقبل الذي يتمثل بلا شك في تقنية التنقل بالسيارات الكهربائية".
مشاركة :