أكد الأختصاصي النفسي المستشار الأسري علي التمار، أن تقبل أهالي مريض السرطان للمرض يعد من أقوى الوسائل المعينة على تقبل المريض للمرض وحسن التعامل معه، وقال إنه في حال تقديم برامج الدعم النفسي، فمن المهم أن تقدم أولاً لأهالي المريض ثم للمريض. وأشار إلى أن الجمعية الأميركية للسرطان، كشفت أن 30 في المئة من علاج المرض، يتركز في الدعم النفسي، إذ تبين أن المريض الذي يعاني نفسياً، لا يتجاوب بسرعة مع العلاج، مبيناً أن من لديهم مصاب من الأطفال تختلف التهيئة النفسية لديهم عن من لديهم مصاب من الكبار. وقال التمار خلال محاضرة قدمها الليلة الماضية في جمعية "تفاؤل" لرعاية مرضى السرطان في الأحساء بعنوان "فن التعامل مع مرضى السرطان": "يجب أن يعي المجتمع ومن لديهم مصاب بأن السرطان ليس مرضاً مميتاً في ذاتة، ولكن يعد سبباً من أسباب الموت، فإن كانت معروفها مسبباته لدي البالغين فإنها مجهولة لدى الأطفال". واستعرض التمار قصصاً حية لعدد من أولياء أمور أصيب لديهم أبناء بهذا المرض، وكيف تعاملوا مع أبنائهم، وكيف تقبلوا هذا المرض وساهموا بإعانة المصاب لديهم على الاستمرار في رحلة العلاج والشفاء. وفد التمار عدداً من الخرافات التي انتشرت لدى بعض أطياف المجتمع حول مرض السرطان ومسبباته، والتي منها أن مرض السرطان يصيب الفقراء والمحتاجين، وقال: "ولكن في الحقيقة السرطان لا يفرق بين فئات المجتمع وطبقاته، وأنه قضية صحية بالكامل، وهذا غير صحيح فهناك عوامل أخرى لها ارتباط في ذلك"، معتبراً أن القزل بان السرطان نهاية الحياة نظرة قاصرة جداً، فهناك الكثير من الحالات أصيبت وعولجت وشفيت. وطرح الأخصائى النفسي عدداً من النصائح للتعامل مع مريض السرطان أبرزها، أنه يتوجب على الأسرة التي يوجد لديها مريض بالسرطان، مراعاة أن يكون لديها مزيد من الوعي الصحي، ومعرفة كاملة بالتحولات التي يمر بها المريض، للتعامل معه بصورة صحيحة، إذ يساعد ذلك على تحسين حالته النفسية إذا كان يعالج في المنزل، وتنمية روح الأمل والتفاؤل في نفسه، وطرح نماذج ناجحة لأناس مروا بتجربة السرطان، لكنهم نجحوا في تجاوزها تماماً واستطاعوا أن يتغلبوا تماماً على المرض. وشدد على أهمية جعل المريض بالسرطان يحصل على الدواء باستمرار، والاستماع لنصائح الطبيب وتعليماته حتى يقدر على تجاوز المرض والوصول لمرحلة الاستقرار في المرض.
مشاركة :