أعلنت تنسيقيات مناهضة لاستغلال الغاز الصخري في الجزائر، عن تنظيم مسيرات جديدة غداً الأحد في مدينة عين صالح (1400 كيلومتراً جنوب العاصمة) تزامناً مع اليوم العالمي للمياه، فيما أكد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة استمرار عمليات التنقيب عن تلك المادة الحيوية. وشكّل خطاب بوتفليقة الذي ألقاه أول من أمس، علامةً جديدة على أن الحكومة غير مستعدة للتراجع عن هذا المشروع رغم الضغوط الحزبية والشعبية. وحمّل أحزاب المعارضة مسؤولية اندلاع الاحتجاجات، مشيراً إلى عدم تمتعها بسند شعبي كبير. ودعا بوتفليقة أبناء عين صالح إلى «ترجيح الحكمة وتحكيم العقل»، مؤكداً أن الحفاظ على صحة المواطنين والبيئة التي يعيشون فيها خط أحمر لا يمكن الدولة أو غيرها أن تتجاوزه». وأضاف: «يعزّ عليّ أن أرى بعضاً من أبناء المنطقة يُستدرج إلى كيد دولته»، في إشارة لفرضية مؤامرة المعارضة التي يرفعها حلفاء بوتفليقة في أحزاب الموالاة. وزاد أنه «يعز عليّ أيضاً أن أرى البعض الآخر ينساق إلى الوقوف موقف الارتياب والتشكيك في إخلاص قادة دولتهم ونزاهتهم»، قاصداً على الأرجح اتهامات المعارضين لأشخاص في محيطه بقطع تعهدات لشركاء غربيين بمنحهم عقود استخراج الغاز الصخري في مقابل الموافقة على ترشحه لولاية رابعة. وخاطب الرئيس سكان المنطقة قائلاً: «إن فيكم نخوة تأبى على الوطن الضيم وإباء لا يرضى الهوان ولا الوقوع في براثن مَن يتربصون به». وأضاف: «عمليات استكشاف مقدرات البلاد من الغاز الصخري تمت على نحو لا يضر بمصالح المواطنين والبيئة والسلامة الجيولوجية لأي منطقة». وتابع: «باشرنا عمليات استكشاف الغاز الصخري وكل ما يجري حالياً ينحسر ضمن نطاق التقييم لا غير، من دون أن يغيب عنا ولو للحظة أنه لا يحق ولا يمكن أحداً أن يجنح إلى التصرف على نحو يضر بمصالح المواطنين وبالبيئة وبالسلامة الجيولوجية لأي منطقة من مناطق الجزائر». وختم: «يتعين علينا الإقرار بأنه لا سبيل إلى التخطيط للمراحل المقبلة لتنميتنا الوطنية إن لم نكن على إلمامٍ كافٍ بمكنونات باطن أرضنا من الغاز والبترول ومن الغاز الصخري».
مشاركة :