دمرت عملية نوعية لقوات التحالف العربي، اليوم الخميس، قدرات الدرون الحوثية وهي بمثابة رسالة لإيران والمجتمع الدولي، فالضربات الجوية اليوم هي إحدى الأدوات المشروعة لتحالف دعم الشرعية في الرد على استمرار خروقات الميليشيات المتمردة، واستهدفت العملية أهدافًا عسكرية تابعة للميليشيات الحوثية في صنعاء، تشمل تحييد قدرات الانقلابيين على تنفيذ الأعمال العدائية. وأكد تحالف دعم الشرعية أن الطلعات الجوية حققت أهدافها بكل دقة، والغارات شملت قواعد ومنشآت عسكرية ومخازن أسلحة لميليشيات الحوثي، وأضاف: "عملية الاستهداف تتوافق مع القانون الدولي، واتخذنا كافة الإجراءات لحماية المدنيين"، مطالباً المدنيين بعدم الاقتراب من المواقع المستهدفة، كما أكد أن جهوده مستمرة ضد التنظيمات الإرهابية لحفظ الأمن الإقليمي والدولي. وأثبتت مليشيات الحوثي الانقلابية مجدداً للعالم أنها لا تقل خطراً عن داعش وتنظيم القاعدة، وأن المهادنة الدولية في التعاطي مع هذة المليشيات الإرهابية تعد خطيئة جسيمة تتكشف نتائجها الكارثية يومًا بعد أخر. وما يؤكد ما ذهبت إليه المملكة والتحالف دومًا من تحذيرات للمجتمع الدولي من خطورة هذه المليشيا التي تدار من غرف التحكم الإيرانية؛ حيث أثبتت للعالم عن تنفيذ عملية إرهابية ضد منشأة نفطية في المملكة، أن تمادي المليشيات وتبنيها للهجوم وتلبس الجريمة نيابة عن طهران يعد هذا تحديًا حقيقيًا لمصداقية المجتمع الدولي في التعاطي مع المخاطر التي تهدد إمدادات الطاقة وركائز الاقتصاد العالمي. كثيراً ما نبهت المملكة والتحالف المجتمع الدولي من أن هذه المليشيات لا تشكل خطرًا على أمن الإقليم فقط؛ بل على الأمن والسلم في العالم وأن تصنيف المخابرات الأمريكية لتنظيم القاعدة فرع اليمن الخطر الأكبر على الأمن القومي الأمريكي ينطبق أيضاً على مليشيات إيران الإرهابية في اليمن، غير أن المواقف الدولية كانت تتعاطى مع هذه المليشيات كما لو كانت مكونًا سياسيًا يتحرك ضمن عملية انتخابية يمنية. تحذيرات المملكة لم يكن القصد منها استدرار دعم عسكري، فالمملكة والتحالف لديهما القدرة على طي ملف المليشيات ودفنة تحت التراب حال توقفت التحركات الدولية المعرقلة ولعبة التدخلات الأوروبية في الملف اليمني تحت شعار بناء سلام وإنهاء الحرب دون الحديث عن الانقلاب السبب الرئيس للحرب في اليمن. وتملك المليشيات صواريخ بالستية وطائرات مسيرة تصلها من طهران عبر موانئ الحديدة بشكل مستمر، وتذهب الأمم المتحدة إلى شرعنة انسحاب أحادي من قبل المليشيات ونقل أمن الموانئ من عناصر حوثية إلى عناصر حوثية أخرى لتبقى المليشيات هي من تتحكم بواردات الموانئ والتهريب عبرها، في حين تتجاوز الأمم المتحدة اتفاق السويد وبنودة الواضحة، والتي تنص على تسليم الموانئ لقوات خفر السواحل التي كانت متواجدة قبل الانقلاب. وتحارب المملكة والتحالف لتأمين خطوط نقل الطاقة نيابة عن العالم أجمع وتقدم جهدًا وتضحيات وكلفة مالية كبيرة في مواجهة المشروع الإيراني في اليمن؛ بينما يتعاطى المجتمع الدولي مع تقارير منظمات مخترقة إيرانيًا ويوجه اللوم ويعمل لعرقلة هذا الجهد السعودي بل وتتحول منظمات دولية وعواصم ومؤسسات خنجرًا يطعن ظهر المملكة، وهي تؤدي دورًا إنسانيًا واستراتجيًا واقتصاديًا منذ سنوات. أوقف الضغط الدولي معركة تحرير الحديدة، والتي كان التحالف اقترب من إنجازها وتأمين السواحل اليمنية التي تقع جوار المصالح الدولية وتم طباخة اتفاقية سلام للحديدة تم انضاجها بهذا الضغط الدولي على الشرعية والتحالف، لكن المليشيات اليوم تستثمر وجودها على سواحل البحر الأحمر لاستهداف المصالح الدولية والإضرار بأسعار الطاقة . مليشيات الحوثي هي أداة إيرانية تنفذ مهام طهران وفق ما يملى عليها بعيداً عن أي محاذير ولا تهتم المليشيات كذلك بالكلفة التي قد تدفعها نتيجة مغامراتها الإرهابية، وهذا يعني أن العالم أمام تشكيل إرهابي جديد يملك صواريخ بالستية وقوة تدميرية بإمكانها الإضرار بالمصالح الدولية. وبناءً على ذلك يتعين على المجتمع الدولي مراجعة مواقفة السابقة والتعامل مع مليشيات الإرهاب الحوثية وفق معطيات منطقية تراعي المصالح الدولية وأمن خطوط الملاحة وممرات نقل الطاقة في منطقة تعد محورية في تحديد كلفة النفط اليومية في السوق العالمي.
مشاركة :