طالب ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبد المهدي الكربلائي جميع الأطراف المشاركة في القتال إلى عدم رفع راياتها الخاصة وصور المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، والتوحد تحت راية العراق. وقال الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة بكربلاء إن «هناك انتصارات مهمة تحققت خلال المدة الأخيرة في مناطق محافظتي صلاح الدين والأنبار»، معربا عن «تقديره لجهود جميع المساهمين فيه من أبناء الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي وأبناء العشائر». وأضاف الكربلائي أن «على أبناء محافظتي الأنبار وصلاح الدين المشاركة الأوسع في المعارك، لا سيما أنهما الأكثر تضررا من سيطرة عناصر (داعش) على مناطقهم»، منتقدا «محاولات بعض الجهات العمل على إضعاف معنويات المقاتلين وزرع الخوف فيهم والتشكيك بإجراءاتهم وخططهم وإعطاء صورة غير واقعية عن قدرات أعدائهم». وشدد الكربلائي على «ضرورة عدم الاهتمام بتلك المحاولات والتوحد وتوخي القيادات الأمنية المهنية والتخطيط الصحيح لتحرير ما تبقى من مناطق يسيطر عليها الإرهابيون»، مطالبا «جميع الأطراف بالمشاركة في المعارك ضد الإرهاب بالتوحد تحت راية العراق وعدم رفع راياتها الخاصة بها لكي لا تُثير بعض المخاوف والهواجس». وأكد الكربلائي أن «المرجع الأعلى السيد علي السيستاني لا يرضى أبدا برفع صوره في مناطق القتال والأماكن المحررة»، مطالبا بمراعاة هذا الأمر من قبل الجميع. وأعلن المتحدث الرسمي باسم الحشد الشعبي كريم النوري أن «الأوامر قد صدرت من قيادة الحشد الشعبي بوضع طلب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد السيستاني برفع صوره وصور باقي المراجع الدينية وكذلك الرايات الأخرى في المناطق المحررة من محافظة صلاح الدين موضع التنفيذ». وقال النوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المرجعية الدينية أكدت منذ البداية أن الولاء يجب أن يكون للوطن وليس لأي مكون أو طرف أو فئة، وهو ما يجعلنا اليوم أمام مسؤولية تاريخية ووطنية بهذا الاتجاه من خلال بعث رسالة إلى إخوتنا وأشقائنا أهالي المناطق السنية بأننا نقاتل معا عدوا واحدا أثبتت الأيام والوقائع إنه يستهدفنا جميعا، وبالتالي فإن أهم ما يتوجب علينا تأكيده هو أن المناطق التي نقاتل فيها ونسفح دمنا من أجلها هي ليست مناطق سنية أو شيعية بل هي عراقية أولا وأخيرا». وأضاف النوري: «من جانبنا نرحب بهذا الطلب ونعده أمرا واجب التنفيذ على الجميع ممن يقاتلون هناك في مناطق محافظة صلاح الدين المختلفة، وكذلك باقي مناطق العراق، حيث إن المتطوع من أهالي البصرة أو كربلاء أو الناصرية تقاتل معه جنبا إلى جنب عشائر العبيد والجبور والجغايفة والبوعيسى، وهو ما يجعلنا حيال مهمة وطنية يرفرف علينا جميعا علم واحد، هو العلم العراقي». وأوضح أن «السيد السيستاني بوصفه صمام أمان للعراقيين جميعا يدرك بحكمته أن تعدد الولاءات ونشر صور ورايات مختلفة يبعث رسائل خاطئة تثير القلق وتعكر المزاج الوطني»، مبينا: «من جانبنا، لا نريد لهذه المعركة أن تكون معركة استقطاب طائفي أو سياسي تستفيد منها أطراف على حساب دماء الشهداء من السنة والشيعة والكرد والتركمان والإيزيديين والمسيحيين». من جانبه، أكد القيادي في الحشد الشعبي عن محافظة صلاح الدين يزن مشعان الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية رفع صور السيد السيستاني وباقي مراجع الدين في إيران مثل الخميني وخامنئي تمت المباشرة بعد أن وصلت إلى مختلف المناطق التي تم تحريرها سيارات تحمل أوامر بهذا الاتجاه». وأضاف الجبوري أن «الصور الشخصية لبعض رجال الدين هي ما يثير الاستفزاز، خصوصا أنها يمكن أن تبعث برسائل خاطئة، خصوصا أنه لا توجد صور مسؤولين رسميين في الدولة والحكومة، وهو ما دعا المرجعية إلى التنبيه على ذلك، بل والتشديد عليه»، متوقعا «نهاية هذه الظاهرة في تلك المناطق بعد ما يبدو أنه أمر صارم من السيد السيستاني من خلال البدء الفوري في تنفيذ الأمر». إلى ذلك، أكد أحد عناصر الحشد الشعبي في تكريت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه أن «الصور انتشرت بكثرة لافتة، ويبدو أن هناك تركيزا على صور مراجع الدين الإيرانيين مثل الخميني وخامنئي أكثر من صور السيد السيستاني»، مشيرا إلى أن «هذه الظاهرة بدأت تستفز الأهالي هناك، بل هناك ضباط من السنة يقاتلون في تلك المناطق رفضوها بشدة، لأنهم يريدون أن يقاتلوا تحت راية الوطن فقط». وأضاف أن «من يقوم بنشر هذه الصور ليست الفصائل الكبيرة من الحشد الشعبي، بل بعض الفصائل الصغيرة التي لا وجود لها على أرض الواقع؛ فوجدت أن فرصتها هي في نشر هذه الصور لإثبات وجودها»، موضحا أن «بعض الصور ارتبطت بنداءات تلبية لشخص فلان وفلان، بينما لو كانت فقط رايات دينية عامة لما كانت الحساسية منها كبيرة».
مشاركة :