باستثناء بيان مقتضب، صدر يوم الأربعاء الماضي، ظلت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) صامتة عن تفسير ما سمته «اختفاء» طائرة «الدرون» (من دون طيار) فوق سوريا يوم الثلاثاء الماضي. وأمس (الجمعة)، قال مسؤول عسكري أميركي، طلب إغفال الإشارة إلى اسمه أو وظيفته، إن الطائرة كانت في منطقة لم يسبق إرسال طائرات مماثلة إليها في الماضي، ولم تشهد ضربات جوية ضد مواقع تنظيم داعش، بل كانت منطقة «تسيطر عليها قوات النظام» (في إشارة إلى منطقة اللاذقية التي يسيطر عليها مناصرو نظام الرئيس السوري بشار الأسد). وأوضح المسؤول أن الوزارة «تعتقد» أن الطائرة فعلا «أسقطت» لكنها – أي الوزارة – ما زالت بانتظار انتهاء التحقيقات لإعلان ذلك رسميا. من جهة ثانية، صرّح فريدريك هوف، المسؤول السابق عن ملف سوريا في وزارة الخارجية الأميركية، الذي يعمل الآن خبيرا في مركز «أتلانتيك كاونسل» (المجلس الأطلسي) في واشنطن: «خلاصة القول إن نظام الأسد يفرّق بين الدول التي تساعده في القضاء على (داعش) والدول التي تريد القضاء على النظام. ليس سرا أن لا وجود لـ(داعش) في منطقة اللاذقية». غير أن «البنتاغون» من دون الإعلان عن إسقاط الطائرة، أكدت أن الاستراتيجية العسكرية في سوريا «لم تتغير»، إذ قال ذلك الكولونيل ستيف وارين، الناطق باسم «البنتاغون»، خلال مؤتمر صحافي يوم الخميس الماضي، دون أن ينفى إسقاط الطائرة، كما أنه لم يجب على أسئلة حول إذا ما كانت الطائرة انحرفت عن مسارها. أو إذا ما كانت «البنتاغون» أرسلتها عمدا إلى منطقة اللاذقية. هذا، وقال كريس هارمر، وهو طيار عسكري سابق: «على الرغم من أن الدفاعات الجوية السورية هائلة نسبيا على الورق، فقد تضاءلت قوتها بمرور الزمن وأيضا متطلبات الصيانة وضغوط الحرب الأهلية في البلاد لمدة 4 سنوات». وأضاف: «السوريون باتوا يملكون بقايا نظام دفاع جوي من الحقبة السوفياتية».
مشاركة :