انطلاقًا من حرص إدارة شؤون القرآن الكريم بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف على الاستفادة من التقنيات الحديثة والتسارع الحاصل في وسائل الاتصال والتواصل، بدأت الوزارة في عام 2015. وفي مبادرة هي الأولى من نوعها محليا بتشغيل مركز إبراهيم خليل كانو للإقراء الإلكتروني. وصرح وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف فضيلة الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح قائلاً: انطلاقًا من الدعم والتشجيع الكريم من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وحكومته الحكيمة، والاهتمام بتطوير الخطط والبرامج القرآنية لتصبح في متناول الجميع، وذلك باستثمار التقنيات الحديثة في تعليم القرآن الكريم تم تدشين هذا المركز الذي يختلف عن مراكز التحفيظ التقليدية بأنَّ التعليم فيه يتم عن بُعد، حيث لا تتوافر فيه فصول دراسية. وأشاد المفتاح بدور عائلة إبراهيم خليل كانو في دعم المشاريع القرآنية المتميزة، وتهيئة متطلبات نجاحها، ولا سيما تهيئة وتجهيز مركز الإقراء الإلكتروني، ليكون قادرًا على القيام بالدور المنوط به وتحقيق الأهداف المرجوة منه، مؤكدًا اسهامات عائلة كانو ودورها في التنمية المجتمعية وإنشاء مراكز تحفيظ القرآن الكريم، فضلاً عن توظيف التقنيات الحديثة في تعلم وتعليم تلاوة القرآن الكريم. كما قامت شركة إبراهيم خليل كانو ببناء 3 جوامع في 3 مناطق حيوية في مملكة البحرين، وحرصت على توفير صفوف متكاملة في كل جامع لتعليم القرآن الكريم. وحول مدى الإقبال على الدراسة في المركز، قال رئيس مركز الإقراء الإلكتروني عبداللطيف إسماعيل: بدأ الإقراء الإلكتروني في المركز رسميا في نوفمبر 2015م بأعداد متواضعة من الطلاب والطالبات، كون هذه التجربة المؤسسية جديدة في مجال تعليم القرآن الكريم على مستوى مملكة البحرين، ثم بدأت الأعداد تتزايد حتى وصل عدد الطلبة هذا العام إلى 145 طالبًا و281 طالبة، يقوم بالرد على اتصالاتهم وتعليمهم 7 معلمين و8 معلمات، داعيًا معلمي ومعلمات وزارة التربية والتعليم إلى الاقبال على الدراسة في المركز، مشيرًا إلى أن عدد الطالبات في اليوم الواحد يفوق عادةً عدد الطلبة، حيث تصل أعداد الإناث إلى 20 طالبة. لافتًا إلى أن المركز يعمل أربعة أيام في الأسبوع من الأحد إلى الأربعاء، من التاسعة صباحًا حتى الثانية عشرة ظهرًا، ومن الرابعة والنصف حتى السابعة والنصف مساءً. وفيما يتعلق بآلية الدراسة في المركز، أوضح أسماعيل أنه يمكن للطالب الاتصال بالمركز من هاتفه أو عبر أي برنامج من برامج المحادثة الإلكترونية Online Chat، لتخصَّص له عشر دقائق تقريبًا، ليأخذ فيها درسًا خصوصيا مع المعلم، ضمن برنامج تعليمي متكامل وموازٍ للنظام التقليدي المعمول به في المراكز والحلقات القرآنية، وذلك من أجل تحقيق عددٍ من الأهداف، أبرزها: التأكيد على أهمية التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم أساسًا لفهمه وتطبيقه، وتسهيل تعلم القرآن الكريم وتعليمه لأكبر عدد من فئات المجتمع، وتشجيع الحفَّاظ على تعاهد القرآن الكريم ومراجعته، فضلاً عن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية والتقنية المتاحة، ودعم جهود مملكة البحرين في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة للأفراد والمؤسسات. وعن الفئات المستفيدة من خدمات المركز، قال إسماعيل إنَّ المركز يستهدف حاليا كل من لا يستطيع الانتظام في الدراسة في مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم من مدرسي ومدرسات وزارة التربية والتعليم، ومختلف فئات المجتمع، إذ يتيح المركز مقرراته الدراسية المقروءة والمسموعة بصيغ إلكترونية متنوِّعة على شبكة الإنترنت، بحيث يمكن للدارسين الدخول عليها ومتابعتها وتحميلها في أي وقت. كما ينظِّم المركز حصصًا دراسية تقليدية ولقاءات علميَّة مع الدارسين لتغطية النقص الذي قد يحصل في نظام التعلم عن بعد، ومتى دعت الحاجة إلى ذلك. ويمنح الدارس الذي يجتاز المتطلبات والاختبارات بنجاح الشهادة ذاتها التي تمنح لطلبة المراكز والحلقات القرآنية في النظام التقليدي.
مشاركة :