أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس دونالد ترامب سيزور كوريا الجنوبية في يونيو حيث سيلتقي نظيره مون جاي ان، وذلك في إطار جهودهما لإقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن ترسانتها النووية. وهذا اللقاء سيكون الثاني بين الرجلين منذ انهيار قمة ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في هانوي في فبراير بعدما أخفقا في التوصل لاتفاق حول نزع السلاح النووي. وقال البيت الأبيض في بيان إن "الرئيسين ترامب ومون سيتابعان التنسيق الوثيق بشأن الجهود لتحقيق نزع نهائي ومتحقق منه للأسلحة النووية في جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية"، الاسم الرسمي لكوريا الشمالية. وتوسط الرئيس الكوري الجنوبي الداعم للسلام ولاتفاق مع كوريا الشمالية النووية في المحادثات بين ترامب وكيم التي قادت إلى قمتهما الأولى في سنغافورة في يونيو الماضي. لكن سيول وواشنطن المتحالفتين أبدتا منذ ذلك الحين اختلافاً في موقفيهما من بيونج يانج، وقد جاء إعلان سيول عن الزيارة مختلفاً بشكل ملحوظ في صياغته عن الإعلان الأميركي. وقال مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية في بيان إن الرئيسين سيناقشان "كيفية تحقيق نظام سلام دائم من خلال النزع الكامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية"، واللافت أن البيان لم يشر إلى كوريا الشمالية حصراً في مسألة نزع السلاح النووي. وعبارة "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي" استخدمت في البيان المشترك بين ترامب وكيم بعد قمتهما الأولى. غير أن هذه الصياغة تفتح الباب لتفسيرات مختلفة، وتعثر الاتفاق بين الطرفين بسبب اختلافهما على معناها. وفي السابق، اعتبرت بيونج يانج أن "إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي" يجب أن يعني أيضاً رفع مظلة واشنطن النووية عن كوريا الجنوبية وسحب 28500 عسكري أميركي منتشرين هناك. وخلال زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لموسكو الحليف التقليدي لكوريا الشمالية هذا الأسبوع، أكد له وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن "قيادة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية تتوقع بعض الضمانات لأمن بلادها، من خلال المعاملة بالمثل في مجال نزع السلاح النووي، وتنتظر أن يشمل نزع السلاح النووي شبه الجزيرة الكورية بأكملها". قال البيت الأبيض إن زيارة ترامب إلى كوريا الجنوبية تأتي في إطار زيارته إلى اليابان حيث تعقد قمة لمجموعة العشرين في 28 و29 يونيو. وخلص اللقاء الثاني بين ترامب وكيم في فبراير في هانوي إلى فشل بعدما أخفق الطرفان في الاتفاق على التنازلات التي على بيونج يانج تقديمها مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها على خلفية برنامجها النووي والصاروخي. ومنذ ذلك الحين، حاول مون إنقاذ الموقف دبلوماسياً، وزار واشنطن الشهر الماضي للقاء ترامب. لكن محاولاته حتى الآن بدت غير مجدية، خصوصاً مع زيادة بيونج يانج الضغط هذا الشهر بإطلاقها لصواريخ قصيرة المدى للمرة الأولى منذ نوفمبر 2017. وحذرت كوريا الشمالية مراراً من أنها قد تغير مقاربتها إذا لم تبدّل واشنطن موقفها من العقوبات بحلول نهاية العام. وفي خطوة قد تضفي مزيداً من التوتر، أعلنت الولايات المتحدة عن مصادرتها لسفينة شحن كورية شمالية لخرقها العقوبات الدولية، وهو ما نددت به بيونج يانج باعتباره خطوة "غير قانونية".
مشاركة :