يستقبل كورنيش جدة منذ إطلالة شهر رمضان المبارك الأسر والعوائل التي تفضل تناول وجبة الإفطار على واجهته الممتدة من شمال المحافظة إلى جنوبها في منظر يعكس معاني التسامح والمحبة والتآلف بين أفراد المجتمع، عبر الجلسات والمسطحات الخضراء التي زادت الكورنيش تألقاً وجمالاً وبهاءً. وتبدأ نزهة الأهالي على كورنيش جدة بعد العصر، حيث متابعة منظر غروب الشمس في هذا الشهر الفضيل، وسماع الأذان عبر مآذن المساجد المنتشرة، على طول الكورنيش، متخطين الرتابة المعتادة داخل المنازل في تناول وجبة الإفطار، ليكون لتغيير المكان أثر في الشعور بالمتعة وإدخال البهجة والسرور بين أفراد الأسرة. ولا يقتصر توافد الأسر على الكورنيش في رمضان على نهاره فقط، بل يمتد إلى ساعات الليل المتأخرة حتى السحور عبر زيارة المنتجعات والفنادق والمطاعم أو بالاستمتاع بالجلوس في مناطق التنزه والترفيه بالكورنيش، حيث يستمتع الأطفال بالألعاب المختلفة والمتنوعة التي وفرتها أمانة جدة لتجعل من تجمع العائلة على مائدة واحدة ذكرى لا تنسى تستحق التوثيق والتجربة عدة مرات. وتتخذ بعض الأسر طابعاً خاصاً في الاستمتاع بليالي رمضان من خلال الخيام الرمضانية التي تتسابق معظم المراكز والمطاعم والفنادق الفاخرة بترتيبها وتزيينها بالفوانيس الرمضانية والإضاءات بألوانها المختلفة وتوفير الأطعمة والأطباق المتنوعة في أجواء تتميز بالخصوصية لتنعم هذه الأسر بالراحة ويلبي ذوقهم. سعد الأسمري اعتاد كل عام إعادة تجربة الإفطار على الكورنيش والأماكن العامة لما يعكسه منظر توافد الأسر والجلسات والموائد المتقاربة من تآلف وروحانية بين الجميع وإضفاء أجواء من المتعة والفرح، وإيجاد روح المودة والألفة بين الجميع والتي هي من طبائع هذا الشهر الكريم. بدوره، أكد حمد الربيعي حرصه على الإفطار أكثر من مرة خلال شهر رمضان المبارك على كورنيش جدة والاجتماع على مائدة واحدة بطابع أسري جميل، مشيراً إلى أنه في بعض الأوقات يخصص يوماً لتقديم الدعوة للأقارب لتناول الإفطار معا، وأنه بين الحين والآخر ينظم أهالي سكان الحي مأدبة إفطار على كورنيش جدة، وهي عادة سنوية يجتمع فيها الكثير من الأصدقاء والجيران. فيما فضل علي الأحمري الاستمتاع بالجلوس على واجهة الكورنيش مع عائلته، وذلك كسراً للرتابة المعتادة داخل المنزل في تناول وجبة الإفطار، وإزالة الرتابة وقضاء جوٍ أسري مع عائلته وبصحبة أطفاله، وقال: إن لتناول الأطعمة على الكورنيش ونسيم البحر مذاقاً خاصاً، وربما لا تتواجد مثل هذه الطقوس داخل المنزل.
مشاركة :