التحرش الجنسي هو كل إثارة يتعرض لها الطفل عادة بين شخصين غير متكافئين ، حيث يعترض الطفل للاعتداء من شخص بغرض إشباع رغباته الجنسية أو إن صح التعبير (الشيطانية) بينما يكون الطفل في حالة عدم قدرة للدفاع عن نفسه مما يصيبه بحالة من الرعب والفزع ، كما أن الطفل يصاب بالخجل والخوف من التعبير والإفصاح لوالديه عما جرى خوفاً من إلقاء اللوم عليه وتأنيبه مما يزيد المشكلة تعقيداً في نظره. حدثت الأسبوع الماضي حادثتين اختطاف لطفل في مدينة الإحساء وطفلة في مدينة جدة ولله الحمد والمنة عادوا لأهلهم بأتم الصحة والعافية في صورة أصبحت تقلق المجتمع في الفترة الأخيرة بوجه الخصوص وخاصة بعد أن انتقلت من حالات فردية إلى ظاهرة خطيرة يجب الوقوف عليها ومعالجتها بكل جدية فما يحدث ليس موضوع عابر أو أطفال رجعوا إلى أهلهم سالمين بل حالة نفسية صعبة تنتاب هؤلاء الأطفال قد تؤثر عليهم على المدى البعيد إذا لم يتم معالجة الأمر بسرعة ودراية من الأهل والأطباء. من الضروري على الآباء أن يهتموا بالدور التثقيفي للطفل بهذه الأمور بشكل مبسط وبطريقة تدريجية تتناسب مع مستواه الفكري والعمري وأن يكون هذا من مرحلة عمرية متقدمة حتى لا يكون الطفل عرضة لتلقي معلومات خاطئة من محيط خارج الأسرة خاصة وأن المصادر من حولهم أصبحت كثيرة ومتنوعة والكثير غير موثوق به ، وما يجب على الآباء كذلك تعويد أطفالهم على الإفصاح عما يتعرض له والاستماع جيداً له وإشعاره بالأمان حتى يعبر عن ما يواجهه دون خوف أو خجل فإذا أعطيت له الثقة أصبح واعياً ومدركاً لما يحدث من حوله فالكثير من الأطفال يتعرض للتحرش والإيذاء الجسدي ولكن لا يتحدث خوفاً من ردة فعل أهله وهذا ما جعل المجتمع يطالب في فترة سابقة بسن قانون ضد التحرش الجنسي بشتى أنواعه بعد ما شهد في الآونة الأخيرة من تزايد تلك الظاهرة بشكل غير مسبوق وخاصة بما يتعلق بالنساء والأطفال وهذا امتداداً لإحصائية سابقة أفصحت عنها وزارة العدل في وقت سابق والتي تصل فيها قضايا التحرش إلى 2797 قضية في المملكة تم توثيقها رسمياً خلال عام واحد وأغلبها من النساء والأطفال مما جعل الكثيرين يطالبون بتسريع سن قانون يمنع التحرش. ختاماً: نتمنى من مؤسسات المجتمع أن تتحرك وتكتمل بشكل أكبر للتوعية عن التحرش الجنسي للأطفال وإطلاق حملات بهذا الشأن وأن تعطى المدة الكافية في الطرح لتكون النتائج إيجابية بإذن الله
مشاركة :