اقرأ| اللعب مع الكبار.. الشيطان يدبر عالم المال

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

متعة القراءة لا تنتهي، فمع كل كتاب يجد المرء نفسه فى عالم جديد ومختلف، يتنقل عبر العصور والأماكن والأحداث والشخصيات، يرى ما لم يسبق له أن شاهده من قبل، ويتعرف على أناس لم يكن يتخيل وجودهم، ويواجه الكثير من الأفكار التي ربما لم يتخيل أن لها شعبية جارفة. ولأن أول كلمات القرآن الكريم كانت «أقرأ»، فعلى مدار 30 يومًا تستعرض «البوابة» ثلاثين كتابًا شيقًا، تتنوع ما بين الأعمال الأدبية والسير الذاتية والكتب الفكرية، والتى يُمكنك أن تتصفحها وتنتقل بها إلى عوالم أخرى من المتعة. يُشير الصحفى الهولندى يوريس لونديك، فى كتابه «اللعب مع الكبار» الذى يتناول أسرار عالم المال وأسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، إلى أن جزءا أساسيا من العمل فى هذا العالم هو أن تبيع روحك مقابل الراتب الجيد، حيث يبدو ذلك العالم وكأن الشيطان نفسه يُديره، بينما سماسرة المال هم «فاوست» الذى اختار هنا أن يخسر العالم فى مُقابل راتب جيد وعمولة مغرية.يروى لونديك فى كتابه القصة التى أفضت به إليه عندما تلقى فى واحدة من أيام مايو ٢٠١١ اتصالًا من رئيس تحرير صحيفة «الجارديان» البريطانية، والذى كان قد أُعجب قبل شهور بتحقيق أجراه حول استخدام السيارات الكهربية، أنه يرغب منه بدء تحقيق كبير يكشف أسرار عالم المال، وأسباب الأزمة الاقتصادية العالمية؛ وأشار إلى أنه اختاره «لأنه ببساطة لا يعرف شيئًا عن عالم المال، لذا فسينجح فى تقديم هذا العالم لمثله من القراء الذين لا يفهمونه»؛ لذلك بدأ تحقيقه وهو يظن فى البداية أن كل من يعملون فى البنوك، والبورصة قساة، يتنافسون دائمًا، وينظرون إلى عامة الناس باستعلاء. تعرف الصحفى الهولندى إلى الفروق فى عمل رجال المال، فمنهم من يقدم استشارات، ومنهم من يعمل بمنظور عين الطائر للاقتصاد بأكمله فيبدو وكأنه محلل فى واحدة من الاستديوهات الرياضية لكن تحليله موجّه إلى المدربين واللاعبين فى مباريات المال التى لا تنقطع إلا بصافرة الإغلاق، وفئة ثالثة تعمل فى مجالات الاندماج والاستحواذ.فى الكتاب الذى نقله إلى العربية محمد عثمان خليفة، يروى لونديك مجموعة من المقابلات السرية قام بها مع العديد من العاملين فى قطاع البنوك والشركات المالية فى العاصمة البريطانية حول أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، لينهمك لفترة طويلة، مع موظفى البنوك الاستثمارية، والموظفين الصغار بالمكاتب الخلفية، وحتى نخبة مديرى البنوك الكبيرة ومديرى الصناديق الاستثمارية المكروهين من الجميع؛ ليُميط اللثام عن جو السرية والغموض والصمت الذى يحيط دومًا بعالمهم؛ هكذا أخبروه عن طبيعة أعمالهم، وعن سياسة التوظيف والطرد السامة التى تهدد استقرارهم، واعترفوا له بأنه عندما وقعت الأزمة عام ٢٠٠٨ قاموا بتخزين الطعام، وتحويل أموالهم إلى ذهب واستعدوا لترحيل أبنائهم إلى الريف.

مشاركة :