أثار انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي A مخاوف وقلق سكان منطقة وادي بردى السورية، بعد ظهور مئات الإصابات في الشهرين الماضيين. وتسعى الهيئة الطبية لهذه المنطقة إلى حصر هذه المخاوف في قرى معينة، لكن يبدو أن الوضع الصحي الآن أصبح خارج السيطرة، بسبب نفاد الأدوية والإسعافات اللازمة. وخلال الـ4 سنوات الماضية تعرضت البلاد لموجات من الدمار والتشرد والمرض، وأوبئة كانت سابقا تعد منقرضة، مثل شلل الأطفال والحصبة والكوليرا. وهي أمراض يفاقمها العجز العام عن الوقاية منها وحماية أجساد أنهكتها الحرب والمجاعة والحصار، إضافة إلى شح الماء والغذاء ترافق مع انقطاع العلاج. ويضيف التهاب الكبد الوبائي، معاناة أخرى لحياة سكان قرى كاملة في وادي بردى. وهي المنطقة التي عرفت منذ القدم بخصوبتها وخضرتها معتمدة على مياه نبع الفيجة. غير أن هذه المياه تلوثت الآن بعد انعدام الصيانة وتنظيف وتعقيم الخزانات ما يهدد بانتشار العدوى. وذكرت الهيئة الطبية في منطقة وادي بردى أن التهاب الكبد الوبائي A بات خارج السيطرة الآن. ويترافق ذلك مع مؤشرات تدعو للقلق، فقطع المياه الصالحة للشرب بات سلاحا فتاكا يستخدم في إزهاق أرواح الناس المحاصرين.
مشاركة :