يشهد موسم رمضان الحالي طفرة فى الإنتاج الدرامى التونسي سواء على المستوى الكمى أو الكيفى، بتقديم ٥ مسلسلات انطلق عرضها منذ أول أيام الشهر الكريم، وأثارت بعض المسلسلات جدلًا واسعًا فى الشارع التونسى بسبب ما تضمنته من مشاهد عنف وألفاظ غير لائقة، إضافة إلى مشاهد تتضمن إيحاءات جنسية، اعتبر عدد كبير من المتابعين أنها تُسيء للعائلة التونسية، بجانب عدد آخر من الأعمال الدرامية حازت إعجاب الجمهور والنقاد. وكان لمسلسل «أولاد مفيدة» النصيب الأكبر من الانتقادات التى وصلت إلى حد المطالبة بمقاطعة القناة، وقام عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعى بالترويج لحملة مقاطعة للقناة، وهددوا باللجوء إلى القضاء بسبب ما اعتبروه بث السموم فى بيوت التونسيين، كما تدخلت الهيئة المستقلة للإعلام، وطالبت ببث المسلسل بعد الساعة ١٠ مساءً، حتى لا يشاهده الأطفال، مع ضرورة وضع رسالة تحذيرية عن محتوى المسلسل والتصنيف العمري. واضطرت الضغوطات من جانب «السوشيال ميديا» والإعلاميين والشخصيات العامة، مخرج العمل ومالك قناة الحوار الناقلة للمسلسل، سامى الفهري، إلى إعلان توقف عرض المسلسل، وأن حلقة يوم الخميس الماضى، هى آخر حلقات المسلسل، عقب أن قامت القناة بحذف العديد من المشاهد التى تحتوى على عنف حتى تتمكن من بثه فى التوقيت الذى حددته منذ انطلاق شهر رمضان. وحصد المسلسل التونسى - الجزائرى «مشاعر»، اهتمامًا ومتابعة غير مسبوقة، جعله يتصدر ترتيب مشاهدات الدراما التونسية على موقع «يوتيوب». ودخل المسلسل الدرامى الضخم الذى يشارك فى بطولته فنانون جزائريون وتونسيون، المنافسة الرمضانية بقوة، بفضل الأداء التمثيلى الذى يحبس الأنفاس، كما وصفه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، بالمتميز والراقي، معتبرين أنه أسهم فى التعريف بالأماكن السياحية فى البلاد، وصوّر المسلسل فى عدة مدن تونسية، وتدور قصة المسلسل حول فتاة جزائرية تدعى «زهرة» أجبرتها عائلتها على الزواج من شاب لا تحبه «عمار» لتضطر إلى الهرب من الجزائر إلى تونس، حيث ستتعرف لاحقًا على «طاهر» فى حادث سير، ويساعدها على الاستقرار فى تونس، لتتطور الأحداث بعد ذلك فى دراما رومانسية تشويقية معاصرة. وحظيت مسلسلات تونسية أخرى بنصيب وافر من الاحترام والإشادة سواء من حيث أهمية الموضوع أو طريقة طرحه، وجاء على رأسها مسلسل «القضية ٤٦٠» الذى تشارك فى بطولته الفنانة التونسية الشهيرة عائشة بنت أحمد، وتدور أحداث المسلسل حول قضية هزت الرأى العام العالمى فى فترة الأربعينيات من القرن الماضي، ومن تأليف وإخراج مجدى السميري. وكذلك مسلسل «المايسترو» الذى يتطرق إلى عالم السجون والإصلاحيات، وتشارك فى بطولته الفنانة درة، وحظى بإشادة متزايدة من جانب العديد من النقاد والمشاهدين الذى اعتبروه عودة للدراما التونسية من الباب الكبير. «المايسترو» يطرح عددا من التساؤلات المهمة والتى تتعلق بمراجعة النظم الردعية بالمؤسسات الإصلاحية، وهل تقوم الإصلاحيات فعلًا بدورها فى الإصلاح والتأهيل؟ وكيف يمكن إدماج من زلت بهم القدم داخل هذا العالم الموحش من جديد فى المجتمع؟
مشاركة :