خطيب المسجد الحرام: مواقع التواصل ملهاة للناس عن اغتنام خير رمضان

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

ألمح أمام وخطيب المسجد الحرام د. فيصل غزاوي إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي مدعاة إلى لهو الناس عن اغتنام أوقات هذا الشهر الفضيل.وربط تحقيق اغتنام الخير بصون الوقت في رمضان، لافتا إلى أن شياطين الإنس يجتهدون في رمضان في صرف المسلمين عما يكون فيه خيرهم ونفعهم وصلاحهم، كما يجب ألا تلهينا مواقع التواصل ولا غيرُها عن اغتنام أوقات هذا الشهر الفضيل حيث يجد فيها بعض الناس تسلية ومتعة فينشغلون بها وينصرفون عن الجد والاجتهاد في مواسم الخيرات.وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: إن المسلم مطالب بأن يغتنم ويتزود ما دام على قيد الحياة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، فما أحرانا أن نتعرض في هذه الأيام المعدودات لنفحات رحمة ربنا وفيض جوده وسعة إحسانه.وأضاف: «إن هناك بعض القواعد والمعالم والوصايا المتعلقة بفعل الخير في هذا الموسم العظيم، عسى اللهُ أن ينفع بها، أولها أن يكون الخير همَّك الدائم وشغلَك الشاغل بأن تنويَه وتعزمَ على فعله فإن يسره الله لك وأعانك على أدائه فقد تحقق أجر ما فيه رغبت وإليه سعيت، وإن لم تتمكن من فعله وحيل بين العمل والنية فلك أجرُ ما نويت، قال عبدالله بنُ الإمامِ أحمدَ بنِ حنبل لأبيه يوما أوصني يا أبت، فقال: «يا بني انوِ الخير، فإنك لا تزال بخير ما نويت الخير».وأكد أمام وخطيب المسجد الحرام أن إيمان العبد لا يكمُل إلا بتمني الخير لغيره من المسلمين لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير).وقال: من ضمن القواعد التأمل في قوله تعالى: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ)، فهي تبعث في نفس العبد راحة، وفي قلبه طمأنينة، ذلك أن المحسن إلى الخلق، المخلص في ذلك لا ينتظر تقديرا ولا ثناء من الخلق، فإنه متى فعل الخير وأيقن بأن ربّه يعلمُه علماً يثيب عليه، هان عليه ما يجده من جحود ونكرانِ بعض الناس للجميل الذي أسداه والمعروف الذي صنعه، بل هو مستشعر قوله تعالى: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورا).ودعا الشيخ د. غزاوي، المسلم أن يتحرى الخيرات ويستكثر منها حتى يعتاد عليها، وتصيرَ له سجيةً في النفس وعادةً في الطبع، كما قرر ذلك -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ) والمسلم مأمور بأن يطلب الخير في دهره كله، لكنه مطلوب منه أن يجِدَّ ويعزمَ على استغلال الأيام الفاضلة، كفرصة هذا الشهر العظيم الذي تفتح فيه أبواب الجنة، فما على المشمرين إلا أن يقبلوا وما على المتسابقين إلا أن يبادروا، وقد تيقن المفلحون أن من الغبن والحرمان أن يحرم المرء فضل هذا الشهر، فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).

مشاركة :