أكد أمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. فيصل غزاوي أن المسلم مطالب أن يغتنم ويتزود ما دام على قيد الحياة، فما أحرانا أن نتعرض في هذه الأيام المعدودات لنفحات رحمة ربنا وفيض جوده وسعة إحسانه. وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام في مكة المكرمة أن هناك بعض القواعد والمعالم والوصايا المتعلقة بفعل الخير في هذا الموسم العظيم عسى الله أن ينفع بها، أولها أن يكون الخير همَّك الدائم وشغلَك الشاغل بأن تنويَه وتعزمَ على فعله، فإن يسره الله لك وأعانك على أدائه فقد تحقق أجر ما فيه رغبت وإليه سعيت، وإن لم تتمكن من فعله وحيل بين العمل والنية فلك أجرُ ما نويت. وتابع الشيخ غزاوي: «أما ثاني هذه القواعد والوصايا أن تكون على يقين أن فعل الخير هي الزاد الحقيقي الذي ينفع الإنسان يوم القيامة ويبقى ويدخر، ولن يضيع عليك قل أو كثر، فتزود من فعل الخير واغتنم ولا تحتقر شيئا من الأعمال». وأفاد أن ثالث هذه القواعد هو أن صاحب الخير في هذه الدنيا وفي هذه المواسم المباركة خاصة، فإنه خير من تصاحبه وترافقه، موصياً بفعل الخير فهو النورُ فِي القبر لمن مات يَحْصُل، مشيراً إلى أن رابعها أن يكون عبدالله مفتاحا للخير مغلاقا للشر فالناس صنفان كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن من الناس ناسا مفاتيحُ للخير مغاليقُ للشر ومن الناس ناسا مغاليقُ للخير مفاتيحُ للشر فطوبى لمن جعل اللهُ مفاتيحَ الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه)، فمن علامات رضا الله عن العبد أن يجعله مفتاحا للخير. وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن خامس هذه القواعد أن يكون المؤمن دليلا على الخير ليحظى بذلك الجزاء الوافر، فإن أنفع ما يقدمه المرء للناس إرشادُهم وتعليمُهم وبذلُ النصح لهم ودَلالتُهم على فعل الخيرات وحثُّهم على استثمار الأوقات وتشجيعُهم على اغتنام القربات، أما سادسها فهو سلِ الله الثبات على الدين وادعه أن يجعلك ممن يلزم طاعته وتقواه واستعذ بالله أن يردك على عقبيك فتتركَ الخير وتنقطعَ عنه وتفعلَ الشر وتميلَ نفسُك إليه. وقال: سابع هذه القواعد التأمل في قوله تعالى: ((وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ))، فهي تبعث في نفس العبد راحة، وفي قلبه طمأنينة، ذلك أن المحسن إلى الخلق، المخلص في ذلك لا ينتظر تقديرا ولا ثناء من الخلق، فإنه متى فعل الخير وأيقن بأن ربّه يعلمُه علماً يثيب عليه، هان عليه ما يجده من جحود ونكرانِ بعض الناس للجميل الذي أسداه والمعروف الذي صنعه.
مشاركة :