محللون: تراجع أسعار الأسهم يوفر فرصاً استثمارية مجدية

  • 5/18/2019
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

سيطرت النزعة البيعية على تعاملات المستثمرين بالأسواق المالية المحلية، خلال جلسات الأسبوع الماضي، متأثرة بالتطورات الجيوسياسية، واستمرار النزعات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، فضلاً عن تجاهل المؤسسات والمحافظ الأجنبية لنتائج الشركات المدرجة بنهاية الربع الأول من العام الجاري، والتي جاءت في أغلبها دون التوقعات، بحسب مدراء شركات وساطة مالية عاملة بالسوق المحلي، الذين أكدوا أن التراجعات التي شهدتها الأسهم توفر فرصا استثمارية مجدية بعد تراجع مكررات ربحية الأسهم إلى مستويات مغرية جدا للاستثمار. وقالو إن أسعار الأسهم مع كل تراجع تصبح أكثر جاذبية خاصة تلك التي تحقق أرباحا جيدة وتقوم بتوزيع أرباح على المستثمرين. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» ،«إن ضغوط البيع التي سيطرت على تعاملات الأسواق المالية المحلية خلال جلسات الأسبوع الماضي، تزامنت مع قيام العديد من المحافظ الأجنبية بعمليات تسييل على الأسهم القيادية لتغطية مراكزها المكشوفة بالأسواق العالمية»، لافتين إلى أن استقرار الأسواق الدولية أدى إلى تماسك المؤشرات المحلية خلال الجلسات الأخيرة، إلا أن القيمة السوقية للأسهم المدرجة فقدت أكثر من 38 مليار درهم خلال الجلسات الخمس الأخيرة، نتيجة عمليات بيع قادتها المؤسسات والمحافظ الأجنبية. وأكد مدراء شركات وساطة، أن الأسهم المدرجة بالأسواق الخليجية بالغت في ردة فعلها تجاه تلك العوامل والتحديات التي واجهت معظم الأسواق العالمية خلال الجلسات الأخيرة، وهو ما جعلها تسترد جزءا من خسائرها على خلفية إعلان ترقية العديد من الأسهم على مؤشر «إم إس سي آي» للشركات الصغيرة، مثل سهم «دانة غاز»، أو الإبقاء على أسهم أخرى مثل «إعمار»، ما ساهم في تعزيز سيولة الأسواق المحلية على الرغم من سيطرة حالة القلق والتردد التي شهدتها التعاملات التي قامت بها المؤسسات والمحافظ الأجنبية. وأضاف هؤلاء أن النتائج المالية التي أفصحت عنها الشركات المدرجة عن الربع الأول من العام الجاري، لم تفلح في إنهاء حالة القلق والتردد التي انتابت أوساط المستثمرين عقب الإعلان عن النزاعات التجارية العالمية والأوضاع الجيوسياسية، مؤكدين أن البيانات المالية المعلنة جاءت دون التوقعات خصوصاً نتائج الشركات العقارية المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، والشركات المدرجة بقطاع الاستثمار في سوق دبي المالي. زخم البيع وقال إياد البريقي، مدير عام شركة «الأنصاري» للخدمات المالية: «إن الأسهم المحلية شهدت زخماً كبيراً في التعاملات خلال جلسات الأسبوع، حيث سيطرت عليها ضغوط البيع وعمليات تسييل على الأسهم القيادية خصوصاً سهم «أبوظبي الأول» في سوق العاصمة، والذي تأثر بقوة بقرار عدم ترقيته على مؤشر «إم إس سي آي» مؤكداً أن هذا القرار جعل السهم عرضة لضغوط بيع مكثفة من قبل المحافظ الأجنبية والمؤسسات بعدما رفع البنك الشهر الماضي النسبة المتاحة لملكية الأجانب في أسهمه من 25% إلى 40%. وأضاف البريقي، أنه نظراً لثقل الوزن النسبي لسهم «أبوظبي الأول» في سوق العاصمة، فإن عمليات التسييل التي تعرض لها السهم كبدت السوق خسائر سوقية كبيرة ناهزت، خلال الجلسات الخمس الأخيرة، ناهيك عن تخلي المؤشر العام للسوق عن مستويات دعم جديدة نتيجة التراجعات القوية التي مني بها سهم «أبوظبي الأول». ونوه إلى أن النتائج الفصلية التي أعلنت عنها الشركات المدرجة مؤخراً لم تفلح في انتشال السوق من كبوته التي زادت وتيرتها مع تفاقم التطورات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة، واستمرار النزعات التجارية بين أميركا والصين بشأن الرسوم الجمركية على تجارة السلع. وأعلن بنك «أبوظبي الأول» الخميس الماضي أنه يسعى للحصول على توضيحات من مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الناشئة، فيما يخص قراره بعدم زيادة وزن الأسهم على المؤشر، واقتصار أسهمه للتداول الحر عند نسبة 25%، مشيراً إلى أن 40% من أسهمه متاحة للتداول في الأسواق من قبل المستثمرين الأجانب، منوها إلى أن قرار المؤشر غير موضوعي ولا يتماشى مع المعلومات المفصح عنها من قبله. وقال البريقي إن التراجعات التي شهدتها الاسهم توفر فرصا استثمارية مجدية بعد تراجع مكررات ربحية الاسهم الي مسويات مغرية جدا للاستثمار، منوها إلى أنه كل تراجع تصبح أكثر جاذبية خاصة تلك التي تحقق ارباحا جيدة وتقوم بتوزيع ارباح على المستثمرين. تغطية مراكز بدوره، قال وضاح الطه المحلل المالي: «إن ردة فعل الأسواق المحلية والخليجية تجاه التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الخليج اتسمت بالمبالغة، حيث شهدت الأسهم المحلية والخليجية تراجعات قوية نتيجة عمليات بيع مكثفة قامت بها المؤسسات والمحافظ الأجنبية، ما أسهم في تفاقم عمليات التسييل بالأسواق الناشئة». وأضاف الطه أن المؤسسات والمحافظ الأجنبية قامت بإجراء المزيد من عمليات التسييل والخروج لتغطية المراكز المكشوفة بالأسواق العالمية، منوهاً بأن معظم الأسهم المتداولة تعرضت خلال جلسات الأسبوع لضغوط بيع مكثفة أسهمت في تخلي المؤشرات العامة عن مستويات دعم مهمة، وذلك نتيجة حالة القلق، التي سادت أوساط المستثمرين على وقع التراجعات القوية التي تشهدها مؤشرات الأسواق العالمية، ما ساهم في تكبد القيمة السوقية للأسهم المدرجة أكثر من 38 مليار درهم، حازت سوق أبوظبي للأوراق المالية وحدها على 27 مليار درهم. وأوضح، أن حالة التراجع الجماعي التي شهدتها مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية جاءت أيضاً على خلفية التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة. الخطيب: الأسهم تجاهلت النتائج وتأثرت بترقيات الأسواق قال وليد الخطيب مدير شركة «جلوبل» للخدمات المالية: «إن الأسهم المحلية تجاهلت بشكل واضح النتائج الفصلية المعلنة من قبل الشركات المدرجة بالأسواق، نظراً لأن هذه النتائج لم ترق لمستوى المحفزات، فضلاً عن أنها جاءت متزامنة مع التوترات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الخليج»، منوهاً بأن هذه التوترات قادت تعاملات المؤسسات والمحافظ نحو المزيد من التسييل والخروج لتغطية المراكز المكشوفة بالأسواق العالمية. وأضاف الخطيب أن النزعة البيعية التي سيطرت على تعاملات الأسهم القيادية خصوصاً في سوق أبوظبي جاءت متأثرة بإعلان الشركات التي تمت ترقيتها للإدراج على مؤشر «إم إس سي آي» للأسواق الناشئة»، مؤكداً أن التراجعات القوية جاءت نتيجة حالة القلق التي سادت أوساط المستثمرين والتي ساهمت في زيادة وتيرة الضغوط البيعية في وقت فشلت فيه النتائج المالية الفصلية التي أعلنت عنها الشركات المدرجة في وقف نزف الخسائر خصوصاً وأن معظم تلك النتائج جاءت مخيبة لآمال المساهمين.

مشاركة :