«سينمائيات سعودية: قراءات في أفلام مختارة» عنوان كتاب جديد للناقد السينمائي خالد ربيع السيد، صدر حديثاً عن جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ضمن كتب مهرجان أفلام السعودية في دورته الخامسة 2019، الذي أقيم في آذار (مارس) الماضي بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران، أحد برامج موسم الشرقية الثقافي والترفيهي والسياحي. وتراوحت مواد الكتاب، التي جاءت في عشرين فصلاً، بين قراءات شمولية للحراك السينمائي في السعودية، في ما يمكن تسميته بالموجة الثانية للإنتاج السينمائي السعودي، وأيضاً قراءات مفصلة لأفلام سينمائية سعودية حققت حضوراً مشرفاً في المهرجانات العربية والدولية، سواء على المستوى الرسمي والفوز بالجوائز أم على المستوى الجماهيري والنقدي. استهل الكتاب بمدخل عام كتبه المخرج والناقد فهد الأسطا، بعنوان «قصة الفيلم السعودي»، استعرض فيه تاريخ الحراك السينمائي في المملكة، وبيّن فيه بنظرة بانورامية المراحل التي مرّت بها السينما في السعودية. ويتطرق كتاب «سينمائيات سعودية» بتوسّع إلى الحالة السينمائية في السعودية من ناحية أماكن العرض، إذ كانت تعرض الأفلام قبل نحو خمسين سنة في بعض المدن السعودية في الأحواش ومجالس البيوت والأسطحة، ويبين كيف تطورت الحال لتصبح الأفلام الآن تعرض في دور سينما خاصة مجهزة بصالات تستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية، وفي قاعات مجهزة بكل وسائل الراحة والمتعة والمشاهدة المريحة. إلا أن الكتاب يؤرخ لبدايات انطلاقة السينما منذ إرهاصاتها الأولى عبر مشاركات متفرقة محدودة وبجهود فردية خلال القرن الماضي، ثم ينتقل إلى ظهور الأفلام السعودية في المحافل الدولية في منتصف السبعينات على يد المخرج السعودي الرائد عبدالله المحيسن، وبعد ذلك انطلاقة الأفلام القصيرة التي بدأت في 2001 مع المخرجة هيفاء المنصور، وتلاها عدد من صناع الأفلام الشباب الذين توالت أعمالهم خلال الـ15 سنة الفائتة. يتناول المؤلف تلك المرحلة بشيء من التحليل والوقوف على المضامين المعرفية والقضايا التي تطرّق لها صناع هذه الأفلام، ولا يغفل التحليل الفني الذي يشمل حساً نقدياً بناءً، يرصد فيه نواحي القوة والضعف التي شابت الأفلام. ويكرّس الكتاب فصوله اللاحقة لعرض تحليلي في قراءات متأنية لـ15 فيلماً سعودياً، منها فيلمان طويلان، وآخران وثائقيان والبقية روائية، يمكن من خلالها الوقوف عن كثب على ما تحمله العقلية الشبابية من فكر وتعبير سينمائي، بحيث تتحقق منهجيته في كونه اختيارات من أفلام سعودية. يختم المؤلف مقدمة الكتاب بأمنيته أن يصبح لدينا تراكم كمي ونوعي من الأفلام الطويلة، وأن يكمل الشباب مسيرة الرائد عبدالله المحيسن، وأن تزداد الأسماء المحققة للأفلام الروائية الطويلة، إلى جانب المخرجة هيفاء المنصور والمخرج محمود صباغ، إذ يقول: «هناك أسماء واعدة ولا تزال الساحة تنتظر إنتاجاتهم من الأفلام الطويلة». ويعد هذا الكتاب الرابع للمؤلف في مسيرة الكتابة في النقد السينمائي، كان بدأها بكتابه الفانوس السحري: قراءات في السينما العالمية 2008، ثم الفانوس السحري - الجزء الثاني: قراءات في أفلام خليجية 2014، وقبلهما كتاب فيلموغرافيا السينما السعودية 2007.
مشاركة :