بين معارض ومؤيد ومتشكك يتواصل النقاش في ألمانيا حول مقترح حظر ارتداء تلميذات المدارس الابتدائية للحجاب. النقاش وصل إلى مستوى شخصيات سياسية وتربوية بارزة. ومجلس مسلمي ألمانيا يدلي بدلوه. أعربت زعيمة الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، أنيغريت كرامب - كارنباور، عن دعمها للجدل الدائر بشأن حظر حجاب الفتيات في الحضانات والمدارس. وقالت خليفة المستشارة أنغيلا ميركل في رئاسة الحزب في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم السبت (18 أيار/مايو 2019): "ارتداء الحجاب في الحضانة أو المدرسة الابتدائية ليس له علاقة بدين أو حرية دينية، وهكذا يرى الأمر الكثير من المسلمين أيضا"، موضحة أنها ترى إثارة الجدل عن السماح بارتداء الحجاب في هذه المدارس أمرا مبررا تماما. وكانت كرامب - كارنباور أدلت بتصريحات مماثلة قبل نحو عام عندما كانت تشغل منصب الأمين العام للحزب، حيث قالت في نيسان/أبريل عام 2018 عندما كان يتم مناقشة مقترح لولاية شمال الراين-وستفاليا بحظر محتمل لارتداء الحجاب للفتيات دون 14 عاما، إن الحزب الديمقراطي المسيحي يراهن قبل كل شيء على إقناع الآباء، "لكننا لا نستبعد تطبيق حظر كإجراء أخير ممكن". يُذكر أن النمسا حظرت قبل أيام قليلة ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية، وهو ما أثار نقاشات جديدة في ألمانيا في هذه القضية. من جانبه وعلى صعيد متصل، أعرب رئيس مؤتمر وزراء التعليم الألمان، ألكسندر لورتس، عن تشككه إزاء دعوة مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج لدراسة حظر الحجاب في المدراس الابتدائية. وقال لورتس، الذي يشغل منصب وزير التعليم المحلي بولاية هيسن، في تصريحات لصحف مجموعة "جمعية تحرير برلين الجديدة" الصادرة اليوم السبت: "عندما يستند الآباء إلى حرية ممارسة العقيدة، فإن دولة القانون يكون لديها فرص ضئيلة للتصرف... الحظر القانوني قد لا يصمد أمام المحكمة الدستورية". ويراهن السياسي المنتمي إلى الحزب الديمقراطي المسيحي على إجراء محادثات ومشاورات مع الآباء. وفي الوقت نفسه، ينظر لورتس بتشكك إزاء ارتداء الحجاب في المدارس الابتدائية، حيث قال: "لاعتبارات تربوية واندماجية يتعين رفض ارتداء الحجاب في سن التعليم الأساسي، خاصة وأن الإسلام لا ينص على ذلك". وكانت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، أنيته فيدمان-ماوتس، طالبت أمس الجمعة بدراسة حظر ارتداء التلميذات في المدارس الإبتدائية للحجاب. وقالت السياسية المنتمية للحزب الديمقراطي المسيحي في تصريحات لصحيفة "بيلد" الألمانية: "ارتداء فتاة صغيرة للحجاب أمر غير معقول - هذا ما يراه معظم المسلمين أيضا. يتعين دراسة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الفتيات - بداية من إجراء محادثات مع الآباء وصولا إلى الحظر". في غضون ذلك، يسعى كثير من ساسة الاتحاد المسيحي، الشريك بالائتلاف الحاكم في ألمانيا، لحظر الحجاب في المدارس بالنسبة للفتيات اللاتي تقل أعمارهن عن 14 عاما. وجاء في بيان مشترك لساسة بارزين بالاتحاد أن هناك حاجة ملحة لإجراء نقاش بهذا الشأن "في ظل تزايد نداءات المساعدة من أعضاء هيئة التدريس". وأضاف البيان أن أية أفكار على مستوى الولايات لتطبيق مثل هذا الحظر ظلت بلا نتيجة حتى الآن، "لذا نعتزم التطرق للمشكلة على مستوى اتحادي"، لافتا إلى أنه يجري حاليا فحص من الناحية القانونية للطريقة التي يمكن من خلالها تطبيق مثل هذا الحظر بهدف صياغة مشروع قانون. من جانبه أنتقد رئيس المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا، أيمن مزيك، "إشعال النقاش مجددا" حول الحجاب، معتبرا ذلك أنه "من العبث" فتح مثل هذا النقاش "للمرة الألف"، غالبا قبل الانتخابات. وقال مزيك، في حديث لـ"إنفو ردايو برلين ـ براندنبيوغ" إن هذا النقاش يدفع في نهاية المطاف نحو استمرار تهميش المسلمين، مؤكدا عدم وجود ظاهرة ارتداء الحجاب بين الأطفال وإن هناك فقط حالات نادرة يمكن أن يتم التعامل معها من قبل المدرسة والأسرة. ح.ع.ح/ع.ج.م(د.ب.أ)
مشاركة :