قالت دار الإفتاء المصرية، إن من المظاهر السيئة في صلاة التراويح والتي يجب أن تتوقف، ما يفعله بعض الأئمة من الإسراع في القراءة وفي الركوع والسجود والتشهد، فهو لا يكاد يركع حتى يرفع ولا يكاد يسجد حتى يقوم، ويقرأ الفاتحة في نفس واحد، وهذه الصلاة ضائعة على الإمام وعلى المأمومين جميعًا، وخير للناس أن يصلوا ثماني ركعات باطمئنان وخشوع من أن يصلوا 20 ركعة لا يتمون ركوعها ولا سجودها ويكون همهم الأول والأخير فيها أن يفرغوا منها في أسرع وقت ممكن، لينطلقوا إلى أغراضهم ومآربهم الدنيوية وهذه هي الصلاة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "تعرج إلى السماء وهي سوداء مظلمة تقول لصاحبها: ضيعك الله كما ضيعتني"، وذلك في مقابل الصلاة التي تتم في اطمئنان وخشوع فإنها تعرج إلى السماء بيضاء ناصعة تقول لصاحبها: "حفظك الله كما حفظتني". وأضافت دار الإفتاء، أن هذا الاطمئنان في الصلاة في الركوع وفي الرفع منه وفي السجدتين وما بينهما فرض وركن وبدونه تبطل الصلاة وكأنها لم تكن، والاطمئنان فيما يقول العلماء هو: استقرار الأعضاء والسكون قليلًا بعد الرفع من الركوع وقبل السجود، وأيضًا بعد الرفع من السجود وقبل السجدة الثانية ولا بد أن يطمئن المصلي في ركوعه وسجوده زمنًا يتسع لقوله: سبحان ربي العظيم في الركوع أو سبحان ربي الأعلى في السجود مرة واحدة على الأقل، وإن كانت السنة أن يسبح ثلاثًا على الأقل فإذا لم يتحقق ركن الطمأنينة بطلت الصلاة، ولو كانت فرضًا ووجبت إعادتها وإذا كان الإسراع في الصلاة مرفوضًا فالتطويل فيها على الناس مرفوض أيضًا.وأشارت إلى أنه يجب على الإمام أن تكون صلاته خفيفة مع إتمام أركانها، فإذا صلى الإمام بمفرده أو بمن يوافقه على التطويل فله أن يطول بما شاء، فقد يكون من بين المأمومين من هو مريض أو ذو حاجة، وقد ورد في صحيح البخاري عـن أنس ابن مالك قال: "ما صليت وراء إمام قط أخف صلاة ولا أتم من النبي صلى الله عليه وسلم" وفي رواية أخـرى قـال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي [أي: أخفف فيها] مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه".
مشاركة :