دانت مصر بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي استهدفت مسجدين في صنعاء وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء، وقدم تعازي مصر حكومة وشعباً لأسر الضحايا، متمنياً سرعة الشفاء للمصابين. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبدالعاطي، في بيان صحفي أمس السبت، على موقف مصر الثابت بإدانة أي أعمال إرهابية وإجرامية تستهدف المدنيين الأبرياء في كل مكان، وعلى براءة الاسلام من هذه الأعمال الشنيعة، وأن الإرهاب لا دين ولا وطن له، وضرورة احترام قدسية أماكن العبادة. كما دان مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام قيام جماعات متطرفة بتفجير مسجدين في العاصمة اليمنية. وأكد الدكتور علام في بيان صحفي أمس السبت أن هذا العمل الإرهابي الخسيس لم يراع حرمة بيت الله بل عمدوا إلى سفك دماء المسلمين المصلين وهم مجتمعون لأداء صلاة الجمعة فاستحقوا بذلك الخزي في الدنيا والعذاب العظيم في الآخرة. وأضاف علام أن هؤلاء الإرهابيين يريدون أن ينشروا الفتنة والطائفية في اليمن حتى يفرقوا بين أبناء الوطن الواحد، ويكونوا دائما لقمة سائغة لدعاة التطرف والإرهاب. ودعا علام الشعب اليمني ألا ينجر وراء دعاة الفتنة والطائفية وأن يقفوا صفاً واحداً في مواجهة تلك الجماعات الإرهابية التي تسعى إلى خراب البلاد وسفك دماء العباد. ومن جانبه، اسستنكر وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة استهداف بعض الجماعات الإرهابية للمساجد. وقال الدكتور جمعة: إن ذلك يرجع إلى التوظيف السياسي للدين والمتاجرة به لتحقيق مصالح حزبية أو طائفية، وأنه يجب إبعاد المساجد ودور العبادة عن أي صراعات سياسية أو حزبية أو طائفية، فالمساجد تجمع ولا تفرق، وينبغي أن تكون وجهتها خالصة لله وحده. وطالب جمعة بتغليظ العقوبة على من يستهدف دور العبادة بأعمال إرهابية، أو من يتخذها منطلقا للأعمال الإرهابية، أو يتجاوز في حقها أي تجاوز لا يتناسب مع حرمتها وقداستها وشرفها وطهارتها. واشنطن: اعتداء وحشي دان البيت الابيض بشدة الجمعة الهجمات التي استهدفت مساجد في اليمن، لافتاً الى انه يدقق في تبني تنظيم "داعش" المتطرف لهذه الهجمات. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست "ندين بشدة" هذه الاعتداءات الاولى التي تتبناها "داعش" في اليمن حيث ينشط خصوصا تنظيم القاعدة. واضاف "نعبر عن تعازينا لأسر الضحايا ونأسف لوحشية الارهابيين الذين ارتكبوا هذه الهجمات ضد مواطنين يمنيين كانوا يصلون في شكل سلمي". من جهتها، قالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي برناديت ميهان في بيان ان "هذه الاعتداءات على مؤمنين مسلمين خلال صلاة الجمعة تظهر مرة جديدة مدى الفساد الاخلاقي لهؤلاء الارهابيين والتهديد الذي يمثلونه على الشعب اليمني وعلى المنطقة وعلى العالم". وقال المتحدث باسم البيت الابيض انه لا يستطيع ان يؤكد حتى الآن "صحة ما اعلنه هؤلاء المتطرفون لجهة انتمائهم الى داعش". واضاف انه "لا دليل واضحاً حتى الآن على صلة عملانية بين هؤلاء المتطرفين في اليمن ومقاتلي داعش في العراق وسورية"، موضحا انه "شهدنا هذا النوع من التبني في الماضي من جانب مجموعات متطرفة" لكن "لأسباب دعائية". من جهتها، دعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي جميع اليمنيين الى الاتحاد في محاربة الارهاب. وقالت "ندعو كل الاطراف اليمنيين الى وقف التحركات الاحادية والاعمال العسكرية". ودانت الهجمات على "الحكومة الشرعية" في اليمن داعية الى استئناف الحوار السياسي. دعوة لضبط النفس دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "بشدة الهجمات الارهابية" التي استهدفت مساجد في اليمن وادت الى سقوط 142 قتيلاً. وقال فرحان الحق مساعد المتحدث باسم المنظمة الدولية في بيان ان بان كي مون دعا جميع اطراف هذه الازمة الى وقف القتال وضبط النفس. وقال البيان: "ان كل الاطراف يجب ان تلتزم التعهدات التي اعلنتها بحل الخلافات بوسائل سلمية وان تشارك بنية حسنة في المفاوضات الجارية بتسهيل من الامم المتحدة للتوصل الى اتفاق". وقال بيان الامم المتحدة ان بان كي مون "يدين قتل المدنيين ويعبر عن تعازيه لعائلات الضحايا". من جهته، دان مجلس الامن الدولي في بيان العنف وخصوصا قصف القصر الرئاسي في عدن والهجوم على المطار الدولي في هذه المدينة الجنوبية. وقال البيان: ان "اعضاء المجلس يدينون باشد العبارات الغارات الجوية التي استهدفت القصر الرئاسي في عدن والهجمات على مطار عدن الدولي". واضاف البيان ان "المجلس يؤكد ان الرئيس عبد ربه منصور هادي هو السلطة الشرعية" في اليمن. فرنسا: "كارثة" وصف وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس السبت ب"الكارثة المطلقة" الاعتداء الذي استهدف مسجدين في صنعاء. وقال الوزير اثناء زيارة لمنطقة مونت سان ميشيل غرب فرنسا "انها كارثة مطلقة. اننا ازاء احدى تلك البلدان التي تتفاقم الازمة فيها كل يوم". واضاف "انها ماساة تامة ارايتم الجنون الدموي، مع اكثر من مئة قتيل ومع نزاع شيعي سني وآخذ في التعقد". وتابع "يجب المطالبة بان يتمكن مجلس الامن الذي ارسل مبعوثاً خاصاً (المغربي جمال بن عمر) من (فرض) استقرار الوضع مع تفادي التقسيم لما ينطوي عليه من مخاطر جمة، وبما يتيح العودة الى وضع عادي" في البلاد.