عبر الرئيس اليمني أمس عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وللمملكة ولدول مجلس التعاون كافة على دعمها ومساندتها للشعب اليمني سياسياً واقتصادياً وامنياً في مختلف المراحل وكافة الظروف ودعا الجميع لمواصلة دعمهم وعدم التخلي عن اليمن في هذه الظروف العصيبة. وطالب الرئيس عبدربه منصور هادي في اول خطاب له منذ خروجه الى عدن في فبراير الماضي وبثه تلفزيون عدن بانسحاب كافة المليشيات المسلحة من جميع مؤسسات الدولة، وسحب العناصر المسلحة الحوثية من العاصمة وبقية المدن، واعادة كافة الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة المنهوبة من معسكرات الدولة، والعمل على تنفيذ قرارات مجلس الامن والتراجع عن الاجراءات المنفذة منذ 21 سبتمبر وهو يوم انقلاب الحوثيين وسيطرتهم على صنعاء بتسهيل من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وشدد هادي على ضرورة البدء الفوري في تنفيذ المرجعيات الخاصة المتمثلة بما تبقى من المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني من اجل الوصول الى وضع مستقر للبلاد، ووضع برنامج زمني لتنفيذ ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية "لان استمرار هذا الوضع سوف يؤدي الى كارثة اقتصادية ستفقد المواطنين قدرتهم على العيش والبقاء". حذّر من استمرار الانقلاب وتعهد برفع علم اليمن في صعدة بدل العلم الإيراني وفيما دعا جميع القوى السياسية بمن فيهم الحوثيين الى الحوار، هاجم ولأول مرة هاجم زعيم جماعة الحوثيين والغارات التي شنها الطيران العسكري على القصر الرئاسي في عدن. ووصف هادي ذلك ب"العدوان همجي ارعن لمليشيات مسلحة انقلابية سيقف الشعب اليمني سدا منيعا" واضاف "لن تثنينا تلك الممارسات المجنونة واللا مسؤولة عن تحملنا للمسؤولية حتى نوصل البلاد الى بر الامان ويرتفع علم الجمهورية اليمنية على جبال مران في صعدة بدلا عن العلم الايراني، لأنني اومن ان التجربة الايرانية الاثنا عشرية التي تم الاتفاق عليها بين الحوثيين ومن يساندهم لن يقبلها شعب اليمن الزيدي والشافعي" وقال مخاطبا زعيم الحوثيين "الشعب اليمني يؤمن بالأمن والاستقرار والوحدة والمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، وكفى مغالطة الشعب اليمني يا عبدالملك الحوثي، انت والذين يخططون لك" في اشارة الى صالح الذي يقف وراء تحركات الحوثيين وتمددهم. ودعا هادي قوات الجيش الى الامتثال الى اوامر القيادة الشرعية وعدم الانجرار الى الصراع، وهي دعوة تأتي في ظل قيام الحوثيين وصالح بحشد الجيش والامن نحو الهجوم على عدن. كما دعا هادي الى الانخراط في الحوار الذي دعا له في الرياض وقال: "ادعو المكونات السياسية الى استشعار خطورة المرحلة والابتعاد عن الحسابات والنظرات الحزبية القاصرة والمشاركة بفعالية في الحوار الذي دعينا له في مقر امانة مجلس التعاون الخليجي بالرياض، للخروج بحلول تجنب اليمن الانزلاق لا سمح الله الى التشظي والانقسام والعنف، والعمل على تصحيح مسار العملية السياسية وعودتها الى الطريق الصحيح" واثنى الرئيس هادي على الشعب اليمني الذي خرج في مظاهرات واحتجاجات للوقوف الى جانب الشرعية والوحدة والاستقرار. واشاد في خطابه بصمود الشعب ضد الميليشيات الحوثية وقال "لقد غادرت صنعاء الحبيبة عاصمة الجمهورية اليمنية ورمز شموخها مكرها بعد ان سيطرت المليشيات الحوثية المسلحة عليها، هاجمتْ وحاصرتْ منزلي واستهدفته فكان حصارا لكل اليمنيين، معلنة بذلك انقلاباً عسكرياً مكتمل الاركان، بعد التنصل من كافة التفاهمات السياسية مع مختلف الاطراف" واضاف مخاطبا الشعب اليمني "لقد كان رفضكم لذلك الحصار والانقلاب ووقوفكم صفا واحد رافضا للحرب الاهلية والاقتتال الداخلي محفزاً لي للاستمرار في القيام بمهامي وقيادة السفينة لإنجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وصولاً الى اقرار الدستور واجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مدة زمنية محددة، حتى يتمكن شعبنا اليمني العظيم من تجاوز الأمة وجراحة سعياً الى بناء الدولة اليمنية الاتحادية الحديثة، دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية والحكم الرشيد، دولة الشراكة الوطنية التي لا تستثني احداً بعيداً عن الاقصاء والاستئثار والهيمنة واستخدام القوة لتحقيق اهداف سياسية على حساب مقدرات الشعب ومصالحه العليا وهي مهمة تاريخية ومفصلية ينبغي ان نعمل جميعاً على تحقيقها".
مشاركة :