انتعشت مزارع الورد في الهدا والشفا والمخاضة والمرتفعات الجنوبية بالطائف عقب الأمطار التي شهدتها المحافظة، والتي واكبت بداية موسم قطاف الورد الطائفي، وبإمكان زوار الطائف مشاهدة الفلاحين وهم يسارعون إلى قطف الورود المتفتحة مع شروق شمس النهار في قفاف خوصية، في ظل محدودية فترة جني الورد. ويتنافس مستثمرون في قرابة 120 معملاً تقليدياً لتقطير دهن وماء الورد العطري في شراء أكبر كمية من الورد، والذي من المتوقع أن يصل هذا الموسم إلى 500 مليون وردة مع وفرة الإنتاج وجودته خلال العام الحالي، حيث لم تشهد حقول الورد موجة الصقيع المعتادة كل موسم، وساهمت الأجواء المعتدلة وموسم الأمطار في زيادة الإنتاج اليومي بشكل لافت، وتعمل جميع معامل التقطير بطاقتها الإنتاجية القصوى هذه الأيام، ويتم ضخ كميات كبيرة من الورد في القدور النحاسية، وبدء عملية الغلي والتبخير، ومن ثم تبريد البخار الذي يمر عبر أنابيب لينتهي في قوارير ضخمة داكنة اللون، تختزن بداخلها ماء الورد المقطر، ويتم سحب الدهن الذي يتجمع في فوهة العبوة الزجاجية، وتمثل دهن الورد، وهو أغلى أنواع الزيوت العطرية على الإطلاق، وأكثرها إقبالا من شركات إنتاج وبيع العطور. وتوجد 2000 مزرعة للورد حالياً في أرجاء المحافظة، ويؤكد مستثمرون في هذا القطاع الزراعي أن هناك زيادة سنوية في عدد المزارع، كما أن هناك استثمارات ضخمة ستدخل في مجال الصناعات المرتبطة بالورد الطائفي خلال الفترة المقبلة مما يبشر بازدهار هذا القطاع خلال الفترة المقبلة إن شاء الله.